حديث: القضاء بكتاب الله في حد الزنا والرجم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢)﴾

عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني، أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله ﷺ، فقال أحدهما: يا رسول الله! اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر - وهو أفقههما -: أجل، يا رسول الله! فاقض بيننا بكتاب الله، وائذن لي في أن أتكلم، قال: «تكلّم»، فقال: إن ابني كان عسيفا على هذا، فزنى بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي. ثم إني سألت أهل العلم، فأخبروني: أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأخبروني إنما الرجم على امرأته، فقال رسول الله ﷺ: «أما والذي نفسي بيده، لأقضينّ بينكما بكتاب الله، أما غنمك وجاريتك فَرَدٌّ عليك». وجلد ابنه مائة، وغربه عاما، وأمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، «فإن اعترفت، فارجمها»، فاعترفت، فرجمها.

متفق عليه: رواه مالك في الحدود (٦) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني، فذكراه.

عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني، أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله ﷺ، فقال أحدهما: يا رسول الله! اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر - وهو أفقههما -: أجل، يا رسول الله! فاقض بيننا بكتاب الله، وائذن لي في أن أتكلم، قال: «تكلّم»، فقال: إن ابني كان عسيفا على هذا، فزنى بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي. ثم إني سألت أهل العلم، فأخبروني: أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأخبروني إنما الرجم على امرأته، فقال رسول الله ﷺ: «أما والذي نفسي بيده، لأقضينّ بينكما بكتاب الله، أما غنمك وجاريتك فَرَدٌّ عليك». وجلد ابنه مائة، وغربه عاما، وأمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، «فإن اعترفت، فارجمها»، فاعترفت، فرجمها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما:

الحديث:


عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني، أنهما أخبراه أن رجلين اختصما إلى رسول الله ﷺ، فقال أحدهما: يا رسول الله! اقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر - وهو أفقههما -: أجل، يا رسول الله! فاقض بيننا بكتاب الله، وائذن لي في أن أتكلم، قال: «تكلّم»، فقال: إن ابني كان عسيفا على هذا، فزنى بامرأته، فأخبروني أن على ابني الرجم، فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي. ثم إني سألت أهل العلم، فأخبروني: أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأخبروني إنما الرجم على امرأته، فقال رسول الله ﷺ: «أما والذي نفسي بيده، لأقضينّ بينكما بكتاب الله، أما غنمك وجاريتك فَرَدٌّ عليك». وجلد ابنه مائة، وغربه عاما، وأمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر، «فإن اعترفت، فارجمها»، فاعترفت، فرجمها.


1. شرح المفردات:


● اختصما: تخاصما وتنازعا في أمر.
● عسيفًا: أجيرًا يعمل عند غيره بأجر.
● زنى بامرأته: واقعها محرمًا وهي متزوجة.
● افتديت منه: دفعْت فداءً وعرَضًا لئلا يطالب بابني بالقصاص.
● بجارية: أمة.
● تغريب عام: إبعاده عن بلده سنة.
● أنيس الأسلمي: صحابي جليل.


2. شرح الحديث:


جاء رجلان إلى النبي ﷺ يختصمان، وكان أحدهما قد زنى ابنه بامرأة الآخر، وكان الابن "عسيفًا" أي أجيرًا عند صاحب المرأة.
ظن الأب في البداية أن عقوبة ابنه هي الرجم (لظنه أنه محصن)، فدفع للرجل الآخر فديةً كبيرةً (مائة شاة وجارية) ليعفو عن ابنه.
ثم تبين له بعد سؤال أهل العلم أن ابنه غير محصن (لم يتزوج من قبل)، فعقوبته الجلد والتغريب، بينما عقوبة المرأة - وهي محصنة - الرجم.
فجاءا إلى النبي ﷺ، وطلبا القضاء بكتاب الله، فحكم النبي ﷺ بردِّ الفدية إلى الأب، لأنها أخذت بغير حق، إذ كانت بناءً على جهل بالحكم.
ثم أمر بجلد ابنه مائة جلدة وتغريبه عامًا لكونه غير محصن، وأمر بالتحقق من اعتراف المرأة، فاعترفت فرُجمت.


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب القضاء بشرع الله: تأكيد النبي ﷺ على القضاء بكتاب الله يدل على أهمية تحكيم الشريعة في كل النزاعات.
2- رد المال المكتسب بغير حق: أمر النبي ﷺ برد الغنم والجارية لأنها أخذت بناءً على جهل بالحكم، فكل مال أخذ بغير حق يجب رده.
3- الفرق بين عقوبة المحصن وغير المحصن: المحصن (المتزوج) يرجم، وغير المحصن يجلد مائة ويغرب عامًا.
4- الاستفادة من أهل العلم: ذَكَرَ الرجل أنه سأل أهل العلم، مما يدل على وجوب سؤال العلماء في الأمور الشرعية وعدم الاكتفاء بالرأي الشخصي.
5- التثبت في إقامة الحدود: أمر النبي ﷺ أنيسًا أن يستفسر من المرأة ويستوثق من اعترافها قبل إقامة الحد، مما يدل على التشديد في إقامة الحدود ووجوب التثبت.
6- الاعتراف وسيلة من وسائل الإثبات: أقرت المرأة بالزنا فُرجمت، مما يدل على صحة الاعتراف كوسيلة إثبات في الحدود.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على عقوبة الزاني غير المحصن (جلد مائة وتغريب عام).
- وهو أيضًا دليل على أن المرأة إذا كانت محصنة وزنت فإنها ترجم.
- وفيه بيان أن الجهل بالحكم لا يبرر أخذ المال بغير حق، بل يجب رده.
- كما أن فيه تأكيدًا على عدل الشريعة الإسلامية ومراعاتها للظروف والأحوال.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى الحق ردًا جميلاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحدود (٦) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني، فذكراه.
ورواه البخاري في الحدود (٦٨٤٢، ٦٨٤٣) من طريق مالك به مثله.
ورواه مسلم في الحدود (١٦٩٨، ١٦٩٧) من وجوه أخرى عن الزهري به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 977 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: القضاء بكتاب الله في حد الزنا والرجم

  • 📜 حديث: القضاء بكتاب الله في حد الزنا والرجم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: القضاء بكتاب الله في حد الزنا والرجم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: القضاء بكتاب الله في حد الزنا والرجم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: القضاء بكتاب الله في حد الزنا والرجم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب