حديث: العمل الصالح هو الفيصل يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (١٠١)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: »... ومن بطّأ به عملُه لم يُسرع به نسبه».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٩) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: »... ومن بطّأ به عملُه لم يُسرع به نسبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: »... ومن بطّأ به عملُه لم يُسرع به نسبه«، حديث عظيم المعنى، جامع للحكمة والتوجيه النبوي.

أولاً. شرح المفردات:


● بطّأ به عملُه: أي قصر وتأخر في العمل الصالح والإنجاز الخيّر.
● لم يُسرع به نسبه: أي لن ينفعه نسبه أو حسبه أو مكانة أسرته في الوصول إلى المراتب العليا.

ثانياً. شرح الحديث:


يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن قيمة الإنسان وتقدمه في الدنيا والآخرة ليست بنسبه أو حسبه أو عرقه، بل بعمله الصالح وجده واجتهاده. فمن كان كسولاً مقصراً في عمله وخيره وإتقانه، فلن يغنيه عنه نسبه الشريف أو مكانة أسرته، بل سيتأخر ويُحرم الدرجات العلى بسبب تقصيره.
وهذا يتناسب مع قوله تعالى: "وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" (النجم: 39)، فالنسب قد يكون وسيلة للتعارف والتكافل، لكنه لا يغني عن السعي والعمل.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- العمل أساس التقدّم: ليس النسب أو الجاه أو المال، بل الجد والاجتهاد والعمل الصالح.
2- المساواة بين الناس: الناس سواسية في القيمة المعنوية، والأفضلية بالتقوى والعمل الصالح كما قال تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (الحجرات: 13).
3- الحث على الإتقان: يجب على المسلم أن يبذل جهده في كل عمل يقوم به، سواء كان عبادة أو معاملة أو عملاً دنيوياً.
4- التحذير من الكسل والاتكال: لا يجوز للمسلم أن يتكل على مجد آبائه أو مكانة أسرته ويترك السعي والاجتهاد.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من حديث أطول رواه الإمام مسلم، جاء في سياق الحث على العمل والاجتهاد وعدم الاتكال على الأمور الظاهرة.
- ينطبق هذا على جميع مجالات الحياة: الدينية والدنيوية، فكما أن التقوى والعمل الصالح هما سبب الفوز في الآخرة، فإن السعي والإتقان هما سبب التقدم والنجاح في الدنيا.
- من الأمثلة العملية: لو كان الإنسان من أسرة علماء أو أغنياء أو أصحاب مناصب، لكنه هو نفسه مقصر في طلب العلم أو كسول في عمله، فلن ينفعه نسبه بل سيتأخر ويخسر.
نسأل الله أن يعيننا على العمل الصالح والإتقان في كل أمورنا، وأن يجعلنا من الذين يسعى عملهم ولا يتكلون على أصولهم وأنسابهم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٩) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
وأما ما روي عن النبي ﷺ: «إن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي». وفي رواية: «إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة».
فكلها معلولة سندا، ومنكرة متنا لمخالفتها للكتاب والسنة الصيحة.
وقال الشوكاني بعد أن ذكر الحديث مع قصة رجل، فقال: «في هذا المتن نكارة، لا تخفى على من له ممارسة لكلامه ﷺ». الفوائد المجموعة (٣٢١).
وإن صحّ الحديث فيكون معناه: لا يبقى يوم القيامة سبب ولا نسب إلا نسبه وسببه، وهو الإيمان والقرآن والعمل الصالح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 974 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العمل الصالح هو الفيصل يوم القيامة

  • 📜 حديث: العمل الصالح هو الفيصل يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العمل الصالح هو الفيصل يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العمل الصالح هو الفيصل يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العمل الصالح هو الفيصل يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب