حديث: عبد الله وعبد الرحمن أحب الأسماء إلى الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب التسمي بعبد الله وعبد الرحمن

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أحبَّ أسمائكم إلى الله، عبد الله وعبد الرحمن».

صحيح: رواه مسلم في الآداب (٢١٣٢) عن إبراهيم بن زياد وهو الملقب بسبلان، أخبرنا عباد بن عباد، عن عبيد الله بن عمر، وأخيه عبد الله، سمعه منهما سنة أربع وأربعين ومائة، يحدثان عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أحبَّ أسمائكم إلى الله، عبد الله وعبد الرحمن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ».
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.


1. شرح المفردات:


● أحبَّ: الأكثر محبةً ورضاً وقبولاً.
● أسمائكم: الأسماء التي تسمون بها أنفسكم أو أولادكم.
● عبد الله: المخلوق الخاضع المُذعِن المُتعبِّد لله تعالى.
● عبد الرحمن: المخلوق الخاضع للرحمن، وهو من أسماء الله تعالى التي اختص بها نفسه، فلا يسمى به غيره.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث الصحيح أن أفضل الأسماء وأحبها إلى الله تعالى هي ما اتصل باسم من أسمائه الحسنى، مبتدئاً بـ "عبد". وقد خصَّ ﷺ بالذكر اسمين هما:
● عبد الله: لأنه أشهر أسماء الله تعالى وأعمها، فهو يتضمن الإقرار بالعبودية الخالصة لله وحده، ونفيها عن كل ما سواه.
● عبد الرحمن: لأن اسم (الرحمن) هو اسم عظيم من أسماء الله تعالى، لا يسمى به غير الله، فهو خاص به سبحانه. والتسمية بـ "عبد الرحمن" فيها إثبات لهذا الاسم العظيم لله وإقرار برحمته الواسعة التي وسعت كل شيء.
فالحديث يشير إلى أن أفضلية هذه الأسماء تأتي من عدة أمور:
● توحيد الله تعالى: فهي تتضمن إثبات العبودية لله ونفيها عن غيره.
● التذلل والخضوع: فلفظ "عبد" يعني الخضوع والذل والانقياد.
● مدح الله تعالى: حيث يتضمن الاسم الثناء على الله بإثابة أسمائه الحسنى (الله، الرحمن).


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على التسمية بالأسماء الحسنة: يحثنا النبي ﷺ على اختيار الأسماء التي تحمل معانيَ عظيمة وتُرضي الله تعالى.
2- أفضلية الأسماء المضافة إلى الله: أفضل الأسماء هي ما كان مُعبداً لله، مثل عبد الله، عبد الرحمن، عبد الكريم، عبد العزيز، وغيرها من الأسماء التي تبدأ بـ "عبد" متصلة باسم من أسماء الله الحسنى.
3- بيان أهمية التوحيد: حتى في اختيار الأسماء، كان النبي ﷺ يربط الأمة بتوحيد الله تعالى، وجعل أفضل الأسماء ما دل على العبودية لله وحده.
4- ذم التسمية بما لا يليق: في مقابل الحث على التسمية بهذه الأسماء، جاءت النصوص لذم التسمية بأسماء متكبرة أو ذات معانٍ سيئة، أو التسمية بـ "عبد" أي شيء غير الله، كعبد النبي أو عبد الحسين، فهذا من الشرك.
5- الترغيب في التسمية بـ "عبد الرحمن" خصوصاً: لأن اسم "الرحمن" هو من أعظم أسماء الله، وهو اسم لا يسمى به غيره، فإضافة العبودية إليه فيها تعظيم لله وإقرار برحمته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث لا يعني حصر المحبة في هذين الاسمين فقط، بل هما أفضل الأسماء على الإطلاق، وتليهما في الفضل بقية الأسماء المعظمة لله مثل عبد الرحيم، عبد الملك، عبد القدوس، etc.
- من هدي النبي ﷺ أنه كان يُغيّر الأسماء القبيحة أو التي تحمل معنى مذموماً إلى أسماء حسنة.
- التسمية بهذين الاسمين أو غيرهما من الأسماء الحسنة من حق الولد على والده، فهي من حسن التربية والرعاية.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه ﷺ، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال والأسماء لا يهدي لأحسنها إلا هو.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الآداب (٢١٣٢) عن إبراهيم بن زياد وهو الملقب بسبلان، أخبرنا عباد بن عباد، عن عبيد الله بن عمر، وأخيه عبد الله، سمعه منهما سنة أربع وأربعين ومائة، يحدثان عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وفي معناه ما رُوي عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال: «إن من خير أسمائكم: عبد الله، وعبد الرحمن، والحارث».
رواه أحمد (١٧٦٠٥) عن وكيع، حدثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
ورواه البزار - كشف الأستار (١٩٩٣) من طريق أبي وكيع بإسناده قال: أتيت النبي ﷺ فقال: ما اسمك؟ قلت: عزيز، قال: الله العزيز، فسمّاني عبد الرحمن.
وقال البزار: «لا نعلم روى أبو خيثمة إلا هذا، ولا رواه إلا الجراح أبو وكيع».
قال الأعظمي: رجاله ثقات غير الجراح أبو وكيع فهو صدوق، ووالد خيثمة اسمه عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي له ولأبيه صحبة كما في «تعجيل المنفعة» لكن اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي فرواه عنه أصحابه الكبار مرسلا.
فرواه أحمد (١٧٦٠٨) من طريق يونس - هو يونس بن أبي إسحاق السبيعي - عن أبي إسحاق، عن خيثمة قال: ولدَ جدي غلاما فسماه عزيزا، فأتى النبي ﷺ فقال: وُلد لي غلام قال: فما سمّيته؟ قال: قلت: عزيزا، قال: لا، بل هو عبد الرحمن قال: (يعني خيثمة): فهو أبي.
ورواه ابن سعد (٦/ ٢٨٦)، وابن حبان (٥٨٢٨) من طريق سفيان (هو الثوري). ورواه الحاكم من طريق شعبة، كلاهما (الثوري وشعبة) عن أبي إسحاق به نحوه.
ولو خالف الجراح بن مليح واحد من هولاء لقُدّمتْ روايته عليه، فكيف إذا اتفقوا على مخالفته؟ ولا سيما وأن الجراح ليس في درجة الثقة الضابط الذي يقبل زيادته إذا تفرد.
وفي معناه أيضا ما روي عن أبي سبرة أنه أتى النبي ﷺ قال: «ما ولدك؟ قال: فلان وفلان وعبد العزى، فقال رسول الله ﷺ: «هو عبد الرحمن إن أحق أسمائكم أو من خير أسمائكم إن سميتم عبد الله، وعبد الرحمن، والحارث».
رواه أحمد (١٧٦٠٧)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢٩٥) كلاهما من طريق الحجاج، عن عمير بن سعيد، عن سبرة بن أبي سبرة، عن أبيه، فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل الحجاج، هو ابن أرطاة مشهور بالتدليس وقد عنعن.
وكذلك لا يصح ما روي عن أنس، قال رسول الله ﷺ: «أحب الأسماء إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن، والحارث».
رواه أبو يعلى في مسنده (٢٧٧٨) عن محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو معاوية، حدثنا إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن أنس، قال: فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل إسماعيل بن مسلم وهو المكي وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٤٩).
وكذلك في معناه ما روي عن أبي وهب الجشمي، وكانت له صحبة قال: قال رسول الله ﷺ: «تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها حارث، وهمام، وأقبحها حرب ومرة».
رواه أبو داود (٤٩٥٠)، والنسائي (٣٥٦٧)، وأحمد (١٩٠٣٢)، كلهم من طريق هشام بن سعيد الطالقاني، أخبرنا محمد بن المهاجر الأنصاري، قال: حدثني عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، قال: فذكره.
والسياق لأبي داود، وهو عند أحمد والنسائي بسياق أطول.
وإسناده ضعيف من أجل عقيل بن شبيب فهو مجهول.
وثمة علة أخرى وهي الإرسال، فقد رواه أحمد (١٩٠٣٣) عن أبي المغيرة، حدثنا محمد بن المهاجر، حدثنا عقيل بن شحجيب، عن أبي وهب الكلاعي قال: قال رسول الله ﷺ، فذكره.
كذا نسبه الكلاعي ولم يقل: وكانت له صحبة.
ورجّح أبو حاتم الرازي هذه الرواية وأعلّ الحديث بالإرسال لأن أبا وهب الكلاعي هو من كبار أصحاب مكحول الشامي. انظر: العلل (٢/ ٣١٢، ٣١٣).
وأما ما روي عن سمرة، عن النبي ﷺ قال: «لما حملت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال: سميه عبد الحارث، فسمته عبد الحارث، فعاش ذلك وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره». فهو ضعيف منكر.
رواه الترمذي (٣٠٧٧)، وأحمد (٢٠١١٧)، والحاكم (٢/ ٥٤٥) كلهم من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن عن سمرة، قال: فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل عمر بن إبراهيم هو العبدي البصري وإنْ كان وُثّقَ غير أنه يملّم في حديثه عن قتادة خاصة.
قال الإمام أحمد: «يروي عن قتادة أحاديث مناكير يخالف». تهذيب الكمال.
وقال ابن حبان في «المجروحين» (٦٤٥): «كان ممن ينفرد عن قتادة بما لا يُشبه حديثه فلا يُعجبني الاحتجاج به إذا انفرد فأما فيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا».
ولذلك قال ابن حجر في التقريب: «صدوق في حديثه عن قتادة ضعف».
وقال الترمذي عقبه: «لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عمر بن إبراهيم، عن قتادة».
فائدة: قال أبو محمد بن حزم: اتفقوا على استحسان الأسماء المضافة إلى الله كعبد الله وعبد الرحمن وما أشبه ذلك.
وقال أيضا: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد العزى، وعبد هبل، وعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب انتهى.
نقله ابن القيم في «تحفة المودود» (ص ١٨٧) وقال: «فلا تحل التسمية بعبد علي، ولا عبد الحسين، ولا عبد الكعبة».
قال الأعظمي: وكذا كل ما أضيف لغير الله تعالى، بما في ذلك أيضا «عبد المطلب».
وأما ما جاء في الصحيحين: البخاري (٢٨٦٤)، ومسلم (١٧٧٦) كلاهما من حديث البراء بن عازب، عن النبي ﷺ أنه قال: «أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب»
فأجاب عنه ابن القيم بقوله: أما قوله: «أنا ابن عبد المطلب»، فهذا ليس من باب إنشاء التسمية بذلك، وإنما هو من باب الإخبار بالاسم الذي عرف به المسمى دون غيره، والأخبار بمثل ذلك على وجه تعريف المسمى لا يحرم، ولا وجه لتخصيص أبي محمد بن حزم ذلك بعبد المطلب خاصة، فقد كان الصحابة يُسمون بني عبد شمس، وبني عبد الدار بأسمائهم، ولا ينكر عليهم النبي ﷺ، فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، فيجوز ما لا يجوز في الإنشاء». تحفة المودود (ص ١٨٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 590 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عبد الله وعبد الرحمن أحب الأسماء إلى الله

  • 📜 حديث: عبد الله وعبد الرحمن أحب الأسماء إلى الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عبد الله وعبد الرحمن أحب الأسماء إلى الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عبد الله وعبد الرحمن أحب الأسماء إلى الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عبد الله وعبد الرحمن أحب الأسماء إلى الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب