حديث: سم ابنك عبد الرحمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب التسمي بعبد الله وعبد الرحمن

عن جابر بن عبد الله قال: وُلِدَ لرجلٍ منا غلام فسمّاه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم ولا كرامة، فأخبر النبي ﷺ فقال: «سم ابنك عبد الرحمن».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٨٦)، ومسلم في الآداب (٢١٣٣: ٧) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا ابن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: وُلِدَ لرجلٍ منا غلام فسمّاه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم ولا كرامة، فأخبر النبي ﷺ فقال: «سم ابنك عبد الرحمن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن جابر بن عبد الله قال: وُلِدَ لرجلٍ منا غلام فسمّاه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم ولا كرامة، فأخبر النبي ﷺ فقال: «سم ابنك عبد الرحمن».
(رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● وُلِدَ لرجلٍ منا غلام: أي وُلد لأحد الأنصار (من أصحاب النبي ﷺ) مولود ذكر.
● فسمّاه القاسم: أطلق عليه اسم "القاسم".
● لا نكنيك: الكنية هي ما يُصدَّر بأبي أو أم، مثل "أبو القاسم". والمعنى: لن نناديك بهذه الكنية.
● ولا كرامة: أي ولن نكرمك بها (أي لن نعطيك هذا الشرف).
● عبد الرحمن: وهو من الأسماء المفضلة التي تحوي معنى العبودية لله تعالى.


2. شرح الحديث:


السياق والسبب:
كان من عادة العرب أن يكنى الشخص باسم ابنه البكر، فإذا وُلد له ابن اسمه "القاسم" أصبح كنيته "أبو القاسم". وقد كان النبي ﷺ يكنى بـ "أبي القاسم" نسبةً إلى ابنه القاسم رضي الله عنه. فلما سمى أحد الصحابيين ابنه "القاسم"، خشي بقية الصحابة أن يُنادى هذا الأب بـ "أبي القاسم"، فيحدث التباس أو مشابهة في الكنية مع النبي ﷺ، مما قد يوحِي بمساواة عادية بينه وبين النبي، أو أن ينادى شخص آخر بنفس كنية النبي أمامه.
موقف الصحابة:
رفض الصحابة أن يكنوا هذا الأب بـ "أبي القاسم" احترامًا وتوقيرًا لرسول الله ﷺ، وحتى لا تكون كنيته مطابقة لكنية النبي، مما قد يقلل من هيبة الكنية الخاصة برسول الله أو تؤدي إلى سوء أدبٍ غير مقصود.
حل النبي ﷺ:
عندما بلغ الأمر النبي ﷺ، لم يعنف الصحابة على احترامهم له، بل أقرهم على هذا الأدب، ولكنه قدم حلاً عمليًا يزيل سبب المشكلة من أساسها. فأمر الأب أن يغير اسم ابنه من "القاسم" إلى "عبد الرحمن"، وبذلك تزول الكنية ("أبو القاسم") تلقائيًا، ويحل محلها كنية أخرى (مثل "أبو عبد الرحمن") لا تشابه كنية النبي.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوقير العظيم للنبي ﷺ: يُستفاد من فعل الصحابة حرصهم الشديد على تعظيم رسول الله ﷺ وتوقيره، وعدم المساس بمكانته حتى في الأمور الظاهرية مثل الأسماء والكنى.
2- الأدب مع النبي ﷺ: الحديث يدل على وجوب التأدب مع النبي ﷺ وحرمة التسمي أو التكني بما يختص به، سدًا لذريعة التشبه به أو التطاول على مقامه.
3- الحكمة واللطف في حل المشكلات: قدم النبي ﷺ حلاً جذريًا وحكيمًا يرضي جميع الأطراف، بتغيير الاسم الذي هو أصل المشكلة، بدلاً من ترك الأمر يسبب حرجًا أو إشكالاً.
4- استحباب التسمية بـ "عبد الله" و "عبد الرحمن": وجه النبي ﷺ إلى اسمٍ هو من أحب الأسماء إلى الله تعالى كما في الأحاديث الأخرى، وهو ما يجمع بين العبودية الخالصة لله وأحد أسمائه الحسنى.
5- اجتناب ما يسبب اللبس أو الإيهام: حتى لو كان الأمر مباحًا في الأصل (كالتسمية باسم "القاسم")، إلا أنه إذا أدى إلى محذور شرعي (كالمشابهة في الكنية مع النبي) فيجتنب.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول الأدب مع النبي ﷺ، ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى كراهة التكني بكنيته ﷺ (أبي القاسم)، سواء كان اسم الشخص قاسمًا أم لا، احترامًا له وتكريمًا.
- أما التسمية باسم "القاسم" نفسه، فجمهور العلماء على جوازها، لأن النبي ﷺ لم ينه عن التسمية به مطلقًا، وإنما أمر بتغييره في هذه الواقعة الخاصة لسبب معين (وهو ما أدى إلى التكني بكنيته). فإذا تسمى أحد باسم "القاسم" ولكن لم يتكنَّ بـ "أبي القاسم" فلا حرج فيه إن شاء الله.
- الحديث يدل على عظيم أدب الصحابة رضي الله عنهم وفقههم، حيث كانوا يفهمون روح الشريعة ويحرصون على تطبيقها حتى في أدق التفاصيل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٨٦)، ومسلم في الآداب (٢١٣٣: ٧) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا ابن المنكدر، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 589 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سم ابنك عبد الرحمن

  • 📜 حديث: سم ابنك عبد الرحمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سم ابنك عبد الرحمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سم ابنك عبد الرحمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سم ابنك عبد الرحمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب