كان النبي ﷺ إذا دخل قرية سأل عن اسمها.

حديث: كان النبي ﷺ إذا دخل قرية سأل عن اسمها.

عن بريدة بن الحصيب أن النبي ﷺ كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فإن أعجبه اسمها فرح ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رئي كراهية ذلك في وجهه.

صحيح: رواه أبو داود (٣٩٢٠)، والنسائي في الكبرى (٨٧٧١)، وأحمد (٢٢٩٤٦)، وابن حبان (٥٨٢٧) كلهم من طريق هشام (هو الدستوائي)، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملاً سأل عن اسمه، فإذا أعجبه اسمه فرح به ورُئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رُئي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فإن أعجبه اسمها فرح ورُئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها رُئي كراهية ذلك في وجهه.
(رواه أحمد في المسند، وصححه الألباني)

1. شرح المفردات:

● لا يتطير من شيء: لا يتشاءم بأي شيء، فالتطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم.
● بعث عاملاً: أرسل شخصًا لوظيفة أو مهمة (كوالٍ أو قاضٍ أو جابٍ للزكاة).
● أعجبه اسمه: استحسن الاسم لمعناه الحسن.
● رُئي بشر ذلك في وجهه: ظهرت علامات السرور والفرح على وجهه الشريف.
● كراهية ذلك: عدم استحسانه للاسم لمعناه السيء.

2. شرح الحديث:

يبيّن هذا الحديث جانبًا من هدي النبي ﷺ النفسي والعملي، حيث كان:
● لا يتطير: لا يتشاءم بالأسماء أو الأماكن أو الطيور أو غيرها، مخالفًا بذلك عادة الجاهلية في التشاؤم.
● يسأل عن أسماء العمال والقرى: وذلك لأن الأسماء تحمل دلالات ومعاني تؤثر في النفس، فكان ﷺ يفرح للاسم الحسن الذي يحمل معنى طيبًا (كعبد الله أو عبد الرحمن)، ويظهر عدم استحسانه للاسم القبيح المعنى (كحرب أو ظالم)، لا تشاؤمًا، ولكن لأن الاسم القبيح قد ينعكس على صاحبه أو المكان.

3. الدروس المستفادة:

1- تحريم التطير والتشاؤم: فالنبي ﷺ كان لا يتطير، والتطير شرك أصغر لأنه اعتماد على غير الله وتأثر بالأوهام.
2- أهمية اختيار الأسماء الحسنة: فالأسماء الطيبة تُبهج النفس وتُعبر عن معانٍ سامية، وتؤثر في صاحبها والمجتمع.
3- التأثير النفسي للمعاني: الأسماء والقابليتها للتأثير على النفس البشرية، لذا حث الإسلام على تحسين الأسماء.
4- ظهور المشاعر الطيبة: جواز إظهار الفرح بالمعاني الحسنة، وعدم الاستحسان للقبيح، مع عدم تجاوز ذلك إلى سوء الظن أو الحكم على الأشخاص بمجرد أسمائهم.
5- الحكمة في اختيار العمال: كان ﷺ يختار العمال بأعلى معايير الكفاءة والأمانة، وكون الاسم الحسن يُعد بشرى طيبة.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على فطنة النبي ﷺ وحكمته في قراءة المعاني النفسية والاجتماعية.
- ينبغي للمسلم أن يختار لأولاده الأسماء الحسنة، وقد قال ﷺ: "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم" (رواه أبو داود).
- الفرق بين التطير (المحرم) والتفاؤل (المشروع): التفاؤل هو استبشار بالخير واستشعار فضل الله، أما التطير فهو تشاؤم واعتقاد تأثير الأشياء negatively من دون الله.

أسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه ﷺ، ويجعلنا ممن يقتدي به في حسن الأخلاق والهدي الظاهر والباطن.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٩٢٠)، والنسائي في الكبرى (٨٧٧١)، وأحمد (٢٢٩٤٦)، وابن حبان (٥٨٢٧) كلهم من طريق هشام (هو الدستوائي)، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، فذكره. واللفظ لأبي داود.
وإسناده صحيح، إلا أن البخاري قال في التاريخ الكبير (٤/ ١٢): «لا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة، وكذلك نقل الترمذي (٩٨٢).
وهذا على مذهب البخاري في ثبوت اللقاء، والجمهور على أنه تكفي فيه المعاصرة إذا لم يكن الراوي مدلسا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 595 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي ﷺ إذا دخل قرية سأل عن اسمها.

📜 حديث: كان النبي ﷺ إذا دخل قرية سأل عن اسمها.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان النبي ﷺ إذا دخل قرية سأل عن اسمها.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان النبي ﷺ إذا دخل قرية سأل عن اسمها.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان النبي ﷺ إذا دخل قرية سأل عن اسمها.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية