حديث: لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في تحويل الاسم إلى ما هو أحسن منه

عن مطيع بن الأسود قال: سمعت النبي ﷺ يقول يوم فتح مكة: «لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة».
وزاد في رواية: ولم يكن أسلم أحدٌ من عصاة قريش غير مطيع، كان اسمه
العاصي فسماه رسول الله ﷺ مطيعا.

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٨٢) من طريق علي بن مسهر، ووكيع، عن زكريا، عن الشعبي، قال: أخبرني عبد الله بن مطيع، عن أبيه، فذكره.

عن مطيع بن الأسود قال: سمعت النبي ﷺ يقول يوم فتح مكة: «لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة».
وزاد في رواية: ولم يكن أسلم أحدٌ من عصاة قريش غير مطيع، كان اسمه
العاصي فسماه رسول الله ﷺ مطيعا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي يرويه الصحابي الجليل مطيع بن الأسود رضي الله عنه، وفق المنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● "قُرشي": نسبة إلى قبيلة قريش، وهي القبيلة التي منها النبي ﷺ وأكثر الصحابة الكرام.
● "صَبْرًا": أي بعد الأسر والإمساك به، بحيث يكون تحت السيطرة ولا خطر منه، فيُقتل دون قتال. وهو ما يُعرف في المصطلح الحديث "الإعدام" أو "القتل بعد الاستسلام".
● "إلى يوم القيامة": دلالة على استمرار هذا الحكم وعدم نسخه.
● "عُصاة قريش": أي الذين تأخروا في الإسلام وكانوا من المشركين المعاندين.
● "العاصي": اسمه قبل الإسلام، وهو من مادة "العصيان"، فغيره النبي ﷺ إلى "مطيع" من مادة "الطاعة".

2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم ورد في يوم فتح مكة، وهو اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأذل الشرك، ودخل الناس في دين الله أفواجاً. يقول النبي ﷺ في هذا اليوم المشهود: "لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة".
المعنى الإجمالي:
نهى النبي ﷺ عن قتل أي شخص من قريش بعد الأسر (أي بعد أن يكون تحت سيطرة المسلمين وأمانهم) ابتداءً من يوم فتح مكة وإلى آخر الزمان. وهذا تشريع عام يمنع الانتقام أو قتل الأسرى من قريش لمجرد كفرهم السابق أو عدائهم القديم، بعد أن دخلوا في الإسلام أو أعطوا الأمان.
السياق التاريخي:
- كان فتح مكة انتصاراً عظيماً، دخل فيه النبي ﷺ وأصحابه منتصرين، لكنه عفا عن معظم قريش رغم ما فعلوه به وبالمسلمين من أذى واضطهاد.
- هذا الحديث جزء من خطبة النبي ﷺ يوم الفتح، التي أعلن فيها العفو العام إلا عن فئة محددة ارتكبت جرائم بشعة.
- الزيادة في الرواية توضح أن مطيع بن الأسود كان من عصاة قريش الذين أسلموا متأخرين، وكان اسمه "العاصي" فغيره النبي ﷺ إلى "مطيع" تيمناً بطاعة الله، وهذا من هديه ﷺ في تغيير الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة الإسلام في العفو والتسامح: فبعد انتصار المسلمين ودخول مكة، لم ينتقم النبي ﷺ من قريش، بل منع قتل الأسرى منهم، مما يدل على سماحة الإسلام ورفعه لقيمة الرحمة والعفو.
2- تحريم قتل الأسير الذي لا خطر منه: وهذا من مكارم الأخلاق في الإسلام، الذي يحرم الغدر ويأمر بالوفاء بالعهد والأمان.
3- التأكيد على وحدة الأمة: بمنع قتل القرشي، إشارة إلى مكانة قريش وكونهم أصلاً للعرب وقادة للأمة، فالحفاظ على حياتهم فيه مصلحة للجماعة المسلمة.
4- هدي النبي ﷺ في تغيير الأسماء: فتحويل اسم "العاصي" إلى "مطيع" يدل على استحباب تغيير الاسم القبيح إلى اسم حسن، لما في الاسم من تأثير معنوي.
5- ثبوت أحكام الشريعة إلى قيام الساعة: بقوله "إلى يوم القيامة" إشارة إلى أن هذا الحكم دائم وغير قابل للنسخ.

4. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني، وهو حديث صحيح بشواهده.
● الحكمة من التخصيص بقريش: لأنهم كانوا سادة العرب وزعماء الشرك، فإذا عفا عنهم النبي ﷺ، كان ذلك قدوة في العفو عن غيرهم.
● هل الحكم خاص بقريش فقط؟: الجمهور على أن الحكم عام لجميع المسلمين، لكن السياق جاء في قريش لأنهم المعنيون أولاً بالحدث. والأصل في الخطاب العام أن يعم حتى يرد دليل التخصيص.
وفي الختام، هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، الذي جمع بين الرحمة والحكمة والعدل، وهو نموذج رفيع للأخلاق الإسلامية في حالتي الحرب والسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٨٢) من طريق علي بن مسهر، ووكيع، عن زكريا، عن الشعبي، قال: أخبرني عبد الله بن مطيع، عن أبيه، فذكره.
والزيادة من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا زكريا به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 613 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة

  • 📜 حديث: لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب