حديث: كان اسمي برة فسماني رسول الله زينب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في تحويل الاسم إلى ما هو أحسن منه

عن زينب بنت أم سلمة، قالت: كان اسمي برة، فسمّاني رسول الله ﷺ زينب، قالت: ودخلت عليه زينب بنت جحش، واسمها برة فسماها زينب.

صحيح: رواه مسلم في الآداب (٢١٤٢: ١٨) من طريق الوليد بن كثير، حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، حدثتني زينب بنت أم سلمة، قالت: فذكرته.

عن زينب بنت أم سلمة، قالت: كان اسمي برة، فسمّاني رسول الله ﷺ زينب، قالت: ودخلت عليه زينب بنت جحش، واسمها برة فسماها زينب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانباً من جوانب هدي النبي ﷺ التربوي والأخلاقي في التعامل مع أصحابه، حتى في تغيير الأسماء.

أولاً. شرح المفردات:


● برة: اسم علم مؤنث، وكان متعارفاً عليه في الجاهلية وصدر الإسلام، ومعناه: المرأة الصالحة المتقية، أو البارة بوالديها.
● سَمَّانِي: أي غيَّر اسمي واختار لي اسمًا جديدًا.
● زينب: اسم علم مؤنث عربي، وهو اسم شجرة حسنة المظهر طيبة الرائحة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن موقفين كريمين للنبي ﷺ:
1- الموقف الأول: أن السيدة زينب بنت أم سلمة -وهي ربيبة النبي ﷺ (ابنة زوجته أم سلمة من زوجها السابق أبي سلمة)- كان اسمها الأصلي "بَرَّة". فلمّا علم النبي ﷺ بذلك، غيره إلى "زينب".
2- الموقف الثاني: وأنه ﷺ فعل الأمر نفسه مع زوجته السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، حيث كان اسمها أيضاً "بَرَّة"، فغيَّره ﷺ إلى "زينب".

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- كراهية التسمية بـ "بَرَّة": ذهب جمهور العلماء إلى كراهية التسمية بهذا الاسم، وعللوا ذلك بأمرين:
● التزكية للنفس: لأن معنى "بَرَّة" يشير إلى البرارة والصلاح، والتزكية للنفس مذمومة، قال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32]. فكأن الاسم يحمل دعوى بأن صاحبته بارة تقية، وهذا من تزكية النفس التي نهى الله عنها.
● اللَّبس والاشتباه: حتى لا يظن الظان أو يقول القائل: "أنا برة بأمي" أو "أنا برة بأبي"، فيوهم ذلك شيئاً غير لائق، فغيَّره النبي ﷺ سداً لهذا الذريعة وحسماً لأي احتمال للبس.
2- جواز تغيير الاسم إلى الأفضل: من هدي النبي ﷺ تغيير الأسماء القبيحة أو التي تحمل معنى مكروهاً إلى أسماء حسنة طيبة. وهذا من كمال شريعتنا التي جاءت بمحاسن الأخلاق ومكارمها.
3- الرفق والحكمة في التغيير: لم يأمر النبي ﷺ بترك الاسم فحسب، بل اختار لهن بديلاً جميلاً وهو "زينب"، مما يدل على حسن اختياره ورقي ذوقه ﷺ.
4- العناية بمن حوله ﷺ: يدل على حرصه على تطبيق مكارم الأخلاق حتى في أدق التفاصيل، كأسماء الناس، وعدم إغفاله لها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحكم (كراهية التسمية ببرة) يشمل كل اسم فيه تزكية للنفس، مثل: "بََرَّة"، "عابد"، "تقي"، وغيرها. والأولى للمسلم أن يختار من الأسماء الحسنة التي لا تحمل معنى مذموماً.
- من الأسماء التي غيرها النبي ﷺ لأصحابه: "عاصية" إلى "جميلة"، و"حرب" إلى "سلم"، و"شهاب" إلى "هشام"، وغيرها كثير.
نسأل الله أن يرزقنا الفقه في دينه والاقتداء بنبيه ﷺ.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الآداب (٢١٤٢: ١٨) من طريق الوليد بن كثير، حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، حدثتني زينب بنت أم سلمة، قالت: فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 611 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان اسمي برة فسماني رسول الله زينب

  • 📜 حديث: كان اسمي برة فسماني رسول الله زينب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان اسمي برة فسماني رسول الله زينب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان اسمي برة فسماني رسول الله زينب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان اسمي برة فسماني رسول الله زينب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب