حديث: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في النهي عن الجمع بين كنيته واسمه ﷺ -

عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عمه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي».

صحيح: رواه أحمد (٢٣٠٨١) عن وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الكريم الجزري، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عمه، فذكره.

عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عمه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي طلبت شرحه هو:
عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عمه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي».


الشرح الوجيز:



# 1. شرح المفردات:


● لا تجمعوا: النهي عن الجمع بين شيئين معاً.
● اسمي: وهو "مُحَمَّد"، وهو الاسم الذي سماه به أبوه عبد الله وجده عبد المطلب.
● كنيتي: وهي "أبو القاسم"، والكنية ما صُدِّر بلفظ "أب" أو "أم". وقد كنَّى النبي ﷺ نفسه بأبي القاسم على اسم ابنه القاسم رضي الله عنه.
فالمعنى: لا تقولوا للنبي ﷺ: "يا محمد أبو القاسم"، أو تنادوه مجتمعاً فيه الاسم والكنية.

# 2. شرح الحديث:


هذا الحديث نهيٌ من النبي ﷺ لأمته أن يجمعوا في ندائه أو خطابه أو وصفه بين اسمه (محمد) وكنيته (أبو القاسم)، فيقول الواحد: "محمد أبو القاسم"، أو "أبو القاسم محمد".
والحكمة من هذا النهي -والله أعلم- على عدة أقوال لأهل العلم:
● القول الأول (وهو الأظهر): أن هذا النهي للتنزيه والتعظيم، لئلا يظن ظان أن هذا النداء المجموع هو من باب الأسماء العادية التي تُنادى بها، فكأنه نهي عن الاختصار والابتذال في ندائه ﷺ، فلينادى باسمه أو بكنيته، كل على حدة، من غير جمع بينهما، تعظيماً لشأنه.
● القول الثاني: أنه نهي تحريم، وكان هذا في حياته ﷺ خاصة، خشية أن يظن أن المنادى غيره إذا دُعي بهذا النداء المجموع، ثم أُلغِي هذا النهي بعد ذلك.
● القول الثالث: أن النهي للكراهة وليس للتحريم.
والصحيح الذي عليه جمهور العلماء أن النهي ليس للتحريم المطلق، وإنما هو للكراهة التنزيهية، أو أنه خاص بحال معينة (كأن يكون نداءً مباشراً له ﷺ)، وذلك للأمرين التاليين:
1. أن الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاته ﷺ كانوا يجمعون بين اسمه وكنيته في الكتابة والوصف، مثل قولهم: "محمد بن عبد الله رسول الله"، أو في كتب الحديث "قال أبو القاسم محمد رسول الله ﷺ...". وهذا يدل على أن النهي محمول على وجه الاختصار في النداء المباشر أو ما يشبهه، لا على الذكر والوصف المحض.
2. أن النهي ورد في روايات أخرى مقيداً، كما في رواية مسلم: «... لا تكنوا بكنيتي»، أي لا تُكنَّوا أنفسكم بكنيتي. وفي رواية: «تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي». مما يوضح أن المحذور هو التسمي والتكني بهما معاً بحيث يصير كالاسم المركب للشخص.

# 3. الدروس المستفادة منه:


● التأدب مع رسول الله ﷺ: الحديث يدل على وجوب التأدب مع النبي ﷺ وتعظيمه في كل شيء، حتى في طريقة مناداته وذكره.
● دقة التشريع الإسلامي: الشريعة الإسلامية جاءت لتربي المؤمن على أدب القلب واللسان، ومراعاة المشاعر والمعاني الدقيقة.
● فهم النصوص في إطارها الصحيح: لا بد من فهم النهي في الحديث في ضوء实践 الصحابة رضي الله عنهم، الذين فهموا أن النهي ليس مطلقاً، فلم يمتنعوا عن جمع الاسم والكنية في السياقات التي هي للتعريف والذكر، لا للنداء المباشر أو الاختصار المُخل بالأدب.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الجمع بين الاسم والكنية اليوم: ذهب جمهور العلماء إلى كراهة أن يُنادى الإنسان في الخطاب المباشر بقولك: "يا محمد أبو القاسم" تنزيهاً للنبى ﷺ، أما ذكر الاسم والكنية للتعريف والتعريف به في الكتب والخطب كقولنا "نبينا محمد أبو القاسم" فهذا جائز ولا كراهة فيه، بل هو مشهور مستعمل، وهو الذي عليه عمل الأمة عبر العصور.
● الفرق بين النهي عن النداء والنهي عن الوصف: النهي في الحديث محمول على النداء المباشر الذي قد يوهم التسوية بينه وبين غيره، أو يكون على وجه الاختصار، أما الوصف للتعريف فليس داخلاً في النهي.
● الرواية: هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٠٨١) عن وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الكريم الجزري، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عمه، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ٤٨): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 606 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي

  • 📜 حديث: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب