حديث: نهي النبي ﷺ عن الجمع بين اسمه وكنيته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في النهي عن الجمع بين كنيته واسمه ﷺ -

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ نهى أن يجمع أحدٌ بين اسمه وكنيته، ويسمي محمدا أبا القاسم.

حسن: رواه الترمذي (٢٨٤١)، وأحمد (٩٥٩٨)، وابن حبان (٥٨١٤) كلهم من طرق عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ نهى أن يجمع أحدٌ بين اسمه وكنيته، ويسمي محمدا أبا القاسم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي طلبت شرحه هو:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ نهى أن يجمع أحدٌ بين اسمه وكنيته، ويسمي محمداً أبا القاسم.
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.


الشرح الوافي:



# أولاً. شرح المفردات:


* نهى: أي حَرَّمَ أو منع منعاً شديداً.
* أن يجمع أحدٌ بين اسمه وكنيته: أي أن يكون للشخص اسم وكنية يتضمنان معاً اسم النبي ﷺ وكنيته.
* ويسمي محمداً أبا القاسم: أي أن يسمي الإنسانُ ولدَه "محمداً" ثم يكنيه بكنية النبي ﷺ، وهي "أبو القاسم". فكأنه يقول: هذا هو "محمد أبو القاسم".

# ثانياً. شرح الحديث:


كان من عادة العرب أن يكنى الرجل باسم ابنه البكر، فكنية النبي ﷺ هي "أبو القاسم" نسبةً لابنه البكر القاسم، الذي توفي صغيراً.
نهى النبي ﷺ عن أن يجمع الإنسان في شخص واحد بين اسمه (محمد) وكنيته (أبو القاسم). أي لا يكون اسم الإنسان "محمد" وكنيته في نفس الوقت "أبو القاسم".
لماذا النهي؟
الحكمة من هذا النهي، كما ذكر العلماء، هي:
1- سدّ ذريعة الالتباس والغلط: خشية أن يُظن أن الأمر يتعلق بالنبي ﷺ نفسه إذا دُعي شخص بهذا الاسم والكنية معاً، فيُقال "يا محمد يا أبا القاسم" فيظن السامع أن المنادي ينادي النبي ﷺ، فيحصل لبس واختلاط في الأمور، خاصة في المجالس أو من بعيد.
2- منع التشبه التام في الاسم والكنية: حتى لا يتشبه أحد تشبهاً تاماً بالنبي ﷺ في اسمه وكنيته، فهذا التشبه الكامل قد يوهم أو يجر إلى أمور غير لائقة.
3- التعظيم والتوقير: فهو من باب تعظيم النبي ﷺ وتوقيره، وعدم مساواته بأحد من أمته في الاسم والكنية معاً.
ملاحظة مهمة جداً:
النهي هو عن الجمع بين الاسم والكنية في شخص واحد. أما أخذ الاسم ("محمد") وحده، أو أخذ الكنية ("أبو القاسم") وحدها، فذلك جائز ولا حرج فيه بإجماع العلماء.
- فمن سمى ابنه "محمداً" فقط، فهذا حسن ومستحب، بل هو من أفضل الأسماء.
- ومن كنّى نفسه بكنية النبي ﷺ ("أبو القاسم") فقط، دون أن يكون اسمه محمداً، فذلك جائز أيضاً.
فالنهي محصور في اجتماعهما معاً لشخص واحد.

# ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة التشريع الإسلامي: يظهر في هذا الحديث حرص الشريعة الإسلامية على سد الذرائع المفضية إلى المحظور أوالالتباس، ودرء المفاسد قبل وقوعها.
2- مكانة النبي ﷺ وتعظيمه: فالشريعة حفظت للنبي ﷺ مكانته، ومنعت كل ما قد يمس قدسيته أو يسبب لبساً في شخصيته.
3- الدقة في التطبيق: على المسلم أن يكون دقيقاً في تطبيق أوامر النبي ﷺ ونواهيه، حتى في الأمور التي قد تبدو شكلية، فهي تحمل حكماً عظيمة.
4- التيسير ورفع الحرج: النهي عن الجمع بينهما فقط يبين يسر الإسلام ورفعه للحرج، حيث أباح كلاً منهما على انفراد.

# رابعاً. معلومات إضافية:


* هذا النهي خاص بهذه الصفة (الجمع بين محمد وأبي القاسم) في حياة النبي ﷺ وبعد وفاته على الصحيح عند العلماء، احتراماً لشخصه وتقديراً له.
* لو أن إنساناً كان اسمه محمداً وكنيته أبو القاسم قبل سماع النهي، أو ولد له مولود فسماه محمداً وكناه بأبي القاسم جاهلاً بالنهي، فإنه يغير إحداهما (إما أن يغير اسمه أو كنيته) متى علم بالحكم.
* لو كان اسم الإنسان غير محمد، لكنه يكنى بأبي القاسم، ثم سمى ابنه محمداً، فكنيته ("أبو القاسم") أصبحت الآن نسبة لابنه محمد، فهذا جائز ولا حرج فيه، لأن كنيته كانت موجودة قبل تسمية ابنه، ولم يجمع بين الاسم والكنية في شخصه هو.
أسأل الله تعالى أن يكون هذا الشرح واضحاً ومفيداً، وأن يرزقنا الفقه في دينه والاتباع لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٨٤١)، وأحمد (٩٥٩٨)، وابن حبان (٥٨١٤) كلهم من طرق عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للترمذي.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان وأبيه فهما صدوقان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 605 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي ﷺ عن الجمع بين اسمه وكنيته

  • 📜 حديث: نهي النبي ﷺ عن الجمع بين اسمه وكنيته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي ﷺ عن الجمع بين اسمه وكنيته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي ﷺ عن الجمع بين اسمه وكنيته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي ﷺ عن الجمع بين اسمه وكنيته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب