من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي

حديث: من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي

عن جابر، أن النبي ﷺ قال: «من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي، ومن تكنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي».

حسن: رواه أبو داود (٤٩٦٦)، وأحمد (١٤٣٥٧) كلاهما من طريق هشام (هو الدستوائي)، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.

عن جابر، أن النبي ﷺ قال: «من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي، ومن تكنى بكنيتي فلا يتسمى باسمي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فيه توجيه نبوي كريم في أدب من الآداب الاجتماعية الإسلامية، وهو أدب التسمي والكنى.

أولاً. شرح المفردات:

● تَسَمَّى بِاسْمِي: أي اتخذ اسم "محمد" أو "أحمد" اسماً له.
● فَلا يَتَكَنَّى بِكُنْيَتِي: أي لا يجمع بين الاسم والكنية معاً.
● تَكَنَّى بِكُنْيَتِي: أي اتخذ كنية "أبو القاسم" كنسبة له.
● فَلا يَتَسَمَّى بِاسْمِي: أي لا يسمي نفسه محمداً أو أحمداً إذا كان متكنياً بأبي القاسم.

ثانياً. شرح الحديث:

معنى الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع الإنسان بين أمرين:
1. أن يكون اسمه "محمد" أو "أحمد" (وهما اسمان للنبي صلى الله عليه وسلم).
2. وأن تكون كنيته "أبو القاسم" (وهي كنيته صلى الله عليه وسلم، نسبة لابنه القاسم).
فإما أن يختار الإنسان أحد الأمرين: إما أن يتسمى باسم النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن يتكنى بكنيته، ولكن لا يجمع بينهما في شخص واحد.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:

1- التكريم والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا النهي من باب التعظيم والتكريم لشخص النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم المشابهة الكاملة في الاسم والكنية، مما قد يوهم المساواة أو يقرب منها.
2- التحذير من الالتباس: الجمع بين الاسم والكنية قد يسبب لبساً عند النداء أو الحديث، فيظن السامع أن المقصود هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه.
3- آداب اجتماعية رفيعة: الإسلام يربي أتباعه على الآداب الرفيعة في التعامل حتى في الأمور الظاهرية مثل الأسماء والكنى.
4- التوسط والاعتدال: النهي عن الجمع بينهما يدل على الاعتدال وعدم المبالغة في التقليد حتى في الأمور الشكلية.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا النهي هو نهي تنزيه وليس تحريماً على القول الراجح عند العلماء، وذلك لأمرين:
- لأن الصحابة رضوان الله عليهم كان فيهم من تسمى باسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليهم.
- ولأن النهي هنا عن الجمع بين الاسم والكنية معاً، وليس عن أخذ أحدهما منفرداً.
- من الأمثلة العملية: كان هناك صحابي اسمه محمد بن الحنفية (ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، ولم ينكر عليه أحد، لأنه لم يكن متكنياً بأبي القاسم.
- الكنية المقصودة هي "أبو القاسم" تحديداً، وهي أشهر كنى النبي صلى الله عليه وسلم. أما إن كانت له كنى أخرى غيرها (كأبي إبراهيم نسبة لابنه إبراهيم) فليس فيها نهي على الصحيح.
- الحكمة من هذا النهي كما ذكر العلماء: صيانة اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته من أن يدعى بها شخص فيُعتقد أنه النبي، أو يُهان فيُهان بذلك الاسم أو الكنية.
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ظاهراً وباطناً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٩٦٦)، وأحمد (١٤٣٥٧) كلاهما من طريق هشام (هو الدستوائي)، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
ورواه الترمذي (٢٨٤٢)، وابن حبان (٥٨١٦) كلاهما من طريق الحشين بن واقد، عن أبي الزبير، عن جابر نحوه.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه».
وإسناده حسن من أجل الحسين بن واقد المروزي وشيخه أبي الزبير.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 604 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي

📜 حديث: من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية