حديث: عن علي قلت: يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أسميه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الرخصة في الجمع بينهما

عن علي قلت: يا رسول الله! إن ولد لي من بعدك ولد، أسمّيه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: «نعم».
وزاد في لفظ: فكانت هذه رخصة لي.

صحيح: رواه أبو داود (٤٩٦٧)، والترمذي (٢٨٤٣)، وأحمد (٧٣٠)، والحاكم (٤/ ٢٧٨) كلهم من طريق فطر بن خليفة، عن منذر الصوري، عن محمد بن الحنفية، عن علي، فذكره.

عن علي قلت: يا رسول الله! إن ولد لي من بعدك ولد، أسمّيه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: «نعم».
وزاد في لفظ: فكانت هذه رخصة لي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.

الحديث بلفظيه:


- اللفظ الأول: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! إن ولد لي من بعدك ولد، أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: «نعم».
- الزيادة في اللفظ الثاني: "فكانت هذه رخصة لي".


1. شرح المفردات:


● أسمّيه: أجعله متسماً باسمك، أي أطلق عليه اسم "محمد".
● أكنيه: أطلق عليه كنية، وهي ما صُدِّر بأب أو أم، والمراد هنا "أبو القاسم"، وهي كنية النبي صلى الله عليه وسلم.
● رخصة: تسهيلاً وإباحة من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، بعد أن كان قد نَهى عن الجمع بين اسمه وكنيته.


2. شرح الحديث:


استأذن علي بن أبي طالب رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلم في أن يُسمّي ولده الذي سيولد بعده باسمه (محمد) ويكنيه بكنيته (أبو القاسم)، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
والزيادة التي جاءت في رواية أخرى: "فكانت هذه رخصة لي"، تشير إلى أن الإذن كان خاصاً به، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد نَهى عن أن يُجمع بين اسمه وكنيته، كما في الحديث الصحيح: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي» (رواه البخاري ومسلم). فجاء هذا الإذن لعلي رضي الله عنه استثناءً وتكريماً له، فكانت "رخصة" خاصة به.
وقد وُلد لعلي رضي الله عنه ولد من فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه "محمداً" وكناه "أبا القاسم"، وعُرف بمحمد بن الحنفية.


3. الدروس المستفادة منه:


● جواز التسمية باسم النبي صلى الله عليه وسلم: وهو من أفضل الأسماء، كما جاء في الحديث: «إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ وَأَحْسَنُهَا عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ» (رواه الترمذي).
● النهي عن الجمع بين الاسم والكنية للنبي صلى الله عليه وسلم: الأصل المنع، إلا لمن أُذن له خاصة، كما حصل لعلي رضي الله عنه.
● فضل علي رضي الله عنه ومكانته: حيث خُصَّ بهذه الرخصة التي لم تُعط لغيره، مما يدل على منزلته العالية عند النبي صلى الله عليه وسلم.
● استئذان النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور المستجدة: وهو أدب من علي رضي الله عنه، حيث سأل قبل أن يفعل.
● أن الرخصة قد تختص بشخص دون آخر: بحسب الحالة والظرف، وهذا من رحمة الشريعة ومرونتها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه أبو داود في السنن، وهو حسن.
- محمد بن الحنفية هو ابن علي رضي الله عنه من خولة الحنفية، وليس من فاطمة رضي الله عنها، وكان من كبار التابعين وعلمائهم.
- اختلف العلماء في حكم الجمع بين اسم النبي وكنيته، فمنهم من منعه مطلقاً (وهو الأصل)، ومنهم من أجازه إذا قصد التبرك والتيمن، ولكن الأفضل ترك ذلك احتياطاً واتباعاً للنهي العام، إلا إذا وردت رخصة خاصة كما في هذا الحديث.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٩٦٧)، والترمذي (٢٨٤٣)، وأحمد (٧٣٠)، والحاكم (٤/ ٢٧٨) كلهم من طريق فطر بن خليفة، عن منذر الصوري، عن محمد بن الحنفية، عن علي، فذكره. وإسناده صحيح.
والزيادة للحاكم وهو في المسند بنحوها.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: «حديث صحيح على شرط الشيخين».
وأما ما روي عن عائشة قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله! إني قد ولدت غلاما فسميته محمدا وكنيته أبا القاسم، فذُكر لي أنك تكره ذلك، فقال: «ما الذي أحلّ اسمي، وحرّم كنيتي؟» أو «ما الذي حرم كنيتي، وأحل اسمي» فهو منكر.
رواه أبو داود (٤٩٦٨)، وأحمد (٢٥٠٤٠) كلاهما من طريق محمد بن عمران الحجبي، عن جدته صفية بنت شيبة، عن عائشة، فذكرته.
ومحمد بن عمران لا يعرف إلا بهذا الحديث قال الذهبي في الميزان (٣/ ٦٧٢): «له حديث منكر، وما رأيت لهم فيه جرحا ولا تعديلا». وكذلك قال الحافظ في ترجمته من التهذيب (٩/ ٣٨٢): «متن منكر مخالف للأحاديث الصحيحة».
قال الأعظمي: يعني الأحاديث التي تقدمت في النهي عن الجمع بين اسمه وكنيته في حياته ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 607 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن علي قلت: يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أسميه

  • 📜 حديث: عن علي قلت: يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أسميه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن علي قلت: يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أسميه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن علي قلت: يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أسميه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن علي قلت: يا رسول الله إن ولد لي من بعدك ولد أسميه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب