حديث: نهى رسول الله ﷺ عن تسمية برة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في تحويل الاسم إلى ما هو أحسن منه

عن محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله ﷺ نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال رسول الله ﷺ: «لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم» فقالوا: بم نسميها؟ قال: «سموها زينب».

صحيح: رواه مسلم في الآداب (٢١٤٢: ١٩) عن عمرو الناقد، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره.

عن محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله ﷺ نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال رسول الله ﷺ: «لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم» فقالوا: بم نسميها؟ قال: «سموها زينب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الذي طلبت شرحه رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه أدب من آداب الإسلام وتوجيه نبوي كريم في اختيار الأسماء الحسنة.
وفيما يلي شرحه الوافي على النحو المطلوب:


1. شرح المفردات:


● بِرَّة: اسم علم مؤنث، مشتق من "البِر"، وهو الخير والطاعة والصلاح. وكانت تسمية البنت بهذا الاسم تفيد معنى أنها صالحة أو بارّة.
● نهى عن هذا الاسم: أي منع من التسمية به.
● لا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ: "تزكوا" من التزكية، وهي المدح والثناء والادعاء بالصلاح والبر. والمعنى: لا تدعوا لأنفسكم أو لأولادكم الصلاح والبراءة باختيار اسم يدل على ذلك.
● الله أعلم بأهل البر منكم: أي الله سبحانه وتعالى هو العالم بحقيقة البر والصلاح في قلوب عباده، وهو الذي يحكم بذلك، لا مجرد الأسماء والادعاءات.
● سَمُّوها زَيْنَب: "زينب" هو اسم مشهور للنساء في العرب، وكان من أحب الأسماء إلى رسول الله ﷺ.


2. شرح الحديث:


يخبرنا محمد بن عمرو بن عطاء أنه سمى ابنته "بِرَّة" تفاؤلاً بأن تكون بنت بر وطاعة. فجاءته زينب بنت أبي سلمة - وهي إحدى زوجات النبي ﷺ وأم المؤمنين، وكانت عالمة بالسنن - ونبهته إلى أن رسول الله ﷺ قد نهى عن التسمية بهذا الاسم.
وسبب النهي الذي أوضحه النبي ﷺ هو أن في التسمية بـ "بِرَّة" نوعاً من التزكية للنفس، أي وصفها بالبر والصلاح بشكل مباشر. وهذا مما لا ينبغي للمؤمن أن يفعله، لأن حقيقة البر والصلاح أمر خفي في القلب، لا يعلمه إلا الله تعالى. فالله هو المطلع على القلوب، وهو الذي يعلم من هو أهل البر حقاً، وليس الإنسان باختياره اسماً يدل على معنى يتعلق بالدين والصلاح.
فلما سأله الصحابة رضوان الله عليهم: "بم نسميها؟" أي أي اسم نختار بدلاً منه، دلهم النبي ﷺ على اسم بديل جميل وهو "زينب"، وهو من الأسماء الحسنة التي لا محذور فيها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم التسمية بما فيه تزكية للنفس: وهذا يشمل أي اسم يدل على معنى يتصل بالصلاح أو التقوى بشكل مباشر وصريح، مثل "بَرَّة"، "تقي"، "عابد"، وما شابه ذلك. والعلة منعاً للادعاء والتزكية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله.
2- حسن استجابة الصحابة لأمر النبي ﷺ: حيث تركوا الاسم فوراً بمجرد علمهم بالنهي، وسألوا عن البديل المناسب، وهذا نموذج في الانقياد والطاعة.
3- اهتمام الإسلام بآداب التسمية: فالأسماء ليست مجرد ألفاظ، بل لها دلالات ومعان تؤثر على صاحبها والمجتمع.
4- تواضع العبد وعدم ادعاء ما ليس له: فالمؤمن يتواضع لله ويعلم أن التقييم الحقيقي للقلوب بيد الله وحده.
5- توجيه النبي ﷺ إلى البديل الحسن: لم ينههم فقط، بل أرشدهم إلى البديل المناسب والاسم الجميل (زينب)، مما يدل على رحمته ﷺ وحرصه على تيسير الأمور على أمته.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول تحريم الأسماء التي فيها معنى التزكية أو التعبد بشكل مباشر، وهو مذهب جمهور العلماء.
- من الأسماء التي يدخل في هذا النهي (بناء على هذا الحديث وقواعده): بَرَّة، تقية، عابدة، مَلَك (لأنه ادعاء للملكية أو شبهة بها)، إيمان، وغيرها. والأفضل للمسلم أن يتجنبها.
- الحديث لا يعني منع التسمية بالأسماء الحسنة ذات المعاني الطيبة غير المباشرة، مثل: سارة (المسرة)، جنة، آمنة، خديجة، فاطمة، محمد، أحمد، عبد الله، عبد الرحمن... فهذه كلها أسماء مستحبة.
- المقصود بالتزكية المنهي عنها هي التزكية باللفظ والمعنى المباشر، وأما إذا كان المعنى طيباً ولكن ليس فيه ادعاء صريح للصلاح (مثل: ناصر، راشد، هدى) فهذه جائزة عند большин العلماء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الآداب (٢١٤٢: ١٩) عن عمرو الناقد، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، فذكره.
ونبّه ابن عمار الشهيد في علله (٢٦) أن المصريين رووه عن الليث بزيادة «محمد بن إسحاق» بين يزيد وبين محمد بن عمرو.
وكذلك رواه أبو داود (٤٩٥٣) عن عيسى بن حماد، أخبرنا اليث به.
لكن ذكر الحافظ المزي في بعض نسخ تحفة الأشراف (١١/ ٣٢٤) أن مسلما أخرجه بذكر «ابن إسحاق» في إسناده.
وكذلك رآه الرشيد العطار في كتابه «غرر الفوائد» (٣٧) في بعض النسخ من كتاب الأطراف لأبي مسعود الدمشقي.
قال الرشيد العطار: «فلعله كذلك في أصلٍ صحَّ، وسقط من بعض النسخ ذكر ابن إسحاق» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 612 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن تسمية برة

  • 📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن تسمية برة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن تسمية برة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن تسمية برة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن تسمية برة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب