حديث: المولود يُعرض على النبي ﷺ ويُسمى المنذر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في تحويل الاسم إلى ما هو أحسن منه

عن سهل بن سعد قال: أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى النبي ﷺ حين ولد، فوضعه على فخذه، وأبو أسيد جالس، فلها النبي ﷺ بشيء بين يديه، فأمر أبو أسيد بابنه، فاحتمل من فخذ النبي ﷺ فاستفاق النبي ﷺ فقال: «أين الصبي» فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول الله! قال: «ما أسمه» قال: فلان، قال: «ولكن أسمه المنذر» فسماه يومئذ المنذر.

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٩١)، ومسلم في الآداب (٢١٤٩) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم، حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.

عن سهل بن سعد قال: أتي بالمنذر بن أبي أسيد إلى النبي ﷺ حين ولد، فوضعه على فخذه، وأبو أسيد جالس، فلها النبي ﷺ بشيء بين يديه، فأمر أبو أسيد بابنه، فاحتمل من فخذ النبي ﷺ فاستفاق النبي ﷺ فقال: «أين الصبي» فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول الله! قال: «ما أسمه» قال: فلان، قال: «ولكن أسمه المنذر» فسماه يومئذ المنذر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت، وفيه عِبر ودروس عظيمة. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


* أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ: أُحضِرَ الطفل الصغير (المنذر) إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
* فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ: جعله النبي صلى الله عليه وسلم يجلس على فخذه، وهي منطقة الفخذ، مما يدل على التواضع والحنان.
* فَلَهَا النَّبِيُّ ﷺ بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ: "فَلَهَا" أي انشغل وانصرف بذهنه واهتمامه إلى شيء آخر كان أمامه (كطعام أو شراب أو أي أمر).
* فَاحْتَمَلَ مِنْ فَخْذِ النَّبِيِّ: حمله وأخذه من على فخذ النبي.
* فَاسْتَفَاقَ النَّبِيُّ ﷺ: أي أفاق من انشغاله وانتَبَه.
* قَلَبْنَاهُ: أي حوّلناه وذهبنا به (وهي كلمة تدل على السرعة في الفعل والمبادرة بحسن الأدب).
* فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ: أعطاه هذا الاسم في ذلك اليوم.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل سهل بن سعد رضي الله عنه أن أبا أسيد (وهو والد الطفل) أحضر مولوده الجديد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له ويُبارك فيه، وهذه من سنن الصحابة الكرام.
فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم أحسن استقبال، ووضعه على فخذه الشريف تكريمًا لأبيه وإظهارًا للتواضع والحنان على الصغير. ثم انشغل النبي صلى الله عليه وسلم لحظة بشيء آخر أمامه.
فخاف أبو أسيد أن يكون الولد قد أثقل على رسول الله أو شغله، فبادر أدبًا وحمل ابنه من على فخذ النبي ليريحه.
فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من شغله، التفت إلى الصبي فلم يجده، فسأل عنه: «أين الصبي؟». فأجاب الأب بأدب جم: "قلبناه يا رسول الله"، أي حملناه وذهبنا به كي لا نثقل عليك.
ثم سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن اسم الطفل، فأخبره الأب بالاسم الذي أراد أن يسميه به (فلان)، فلم يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الاسم، وأمره أن يسميه "المنذر"، فامتثل الأب لأمر النبي وسمّاه بذلك الاسم في الحال.

3. الدروس المستفادة منه:


* التواضع النبوي العظيم: حيث جلس النبي صلى الله عليه وسلم الطفل على فخذه، مع علو منزلته، مما يدل على تواضعه وحسن خلقه مع الصغير والكبير.
* بركة التسمية بأسماء حسنة: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تغيير الاسم إلى اسم أفضل (المنذر)، والمنذر هو المُحذّر من الشر، وهو من الأسماء الحسنة ذات المعنى الطيب. وهذا يدل على أهمية اختيار الأسماء الحسنة للمواليد.
* أدب الصحابة مع النبي ﷺ: حيث بادر أبو أسيد بحمل ابنه بمجرد انشغال النبي، حرصًا على راحته وأدبًا معه.
* حرص النبي ﷺ على أمته حتى في أدق细节 حياتهم: لم يغفل عن سؤال الطفل واسمه، يظهر his comprehensive care for his اتباع.
* استحباب حمل المولود إلى أهل الصلاح للدعاء له والتبريك فيه: وهذا من حسن تربية الأولاد وطلب البركة لهم منذ الصغر.
* وجوب الامتثال لأمر النبي ﷺ: حيث لم يتردد أبو أسيد في تغيير اسم ابنه طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث من أدلة جواز تغيير الاسم إلى ما هو أفضل منه، وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُغير الأسماء القبيحة أو التي تحمل معاني مذمومة إلى أسماء حسنة.
* يُستفاد منه أيضًا جواز حمل الصغير وإجلاسه في الحضور، وأن ذلك ليس من قلة الأدب.
* يُظهر الحديث جانبًا من الرفق النبوي والحنو على الأطفال، وهو نموذج يُحتذى به في المعاملة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٩١)، ومسلم في الآداب (٢١٤٩) كلاهما من طريق سعيد بن أبي مريم، حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 614 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المولود يُعرض على النبي ﷺ ويُسمى المنذر

  • 📜 حديث: المولود يُعرض على النبي ﷺ ويُسمى المنذر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المولود يُعرض على النبي ﷺ ويُسمى المنذر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المولود يُعرض على النبي ﷺ ويُسمى المنذر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المولود يُعرض على النبي ﷺ ويُسمى المنذر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب