حديث: كانت زينب اسمها برة فسماها رسول الله زينب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في تحويل الاسم إلى ما هو أحسن منه
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٩٢)، ومسلم في الآداب (٢١٤١) كلاهما من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
نص الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَيْنَبَ".
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما)
1. شرح المفردات:
* زينب: هي زينب بنت جحش الأسدية رضي الله عنها، إحدى أمهات المؤمنين، وكانت من السابقات إلى الإسلام، وهي ابنة عمة رسول الله ﷺ.
* بَرَّة: اسم عربي قديم، معناه: المرأة الصالحة، التقية، البارة بوالديها وبأهلها. وهو من البر، وهو الطاعة والخير والصلاح.
* تُزَكِّي نَفْسَهَا: أي تمدحها وتثني عليها وتصفها بالصلاح والبر. والتزكية هنا بمعنى الادعاء أو الإخبار عن النفس بالطهارة والصلاح.
* سَمَّاهَا: غير اسمها من "برة" إلى "زينب".
2. شرح الحديث:
كان اسم السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها قبل زواجها من النبي ﷺ هو "بَرَّة". وهذا اسم يحمل معنى جميلاً وهو الصلاح والطاعة.
ولكن النبي ﷺ كره هذا الاسم، ووجهته الكراهية هي أن يُقال: "خَرَجَتْ بَرَّةُ" أو "دَخَلَتْ بَرَّةُ"، فيتوهم السامع أو يتفوه قائلٌ: "هي تَزكِّي نفسها" أو "يُزَكَّى سلوكها" بمجرد ذكر اسمها، وكأنها تتصفّح بصلاحها أو يمدحها الناس بذلك بشكل مباشر. والتزكية الحقيقية هي من الله تعالى، كما قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النساء: 49].
فاستبدله النبي ﷺ باسم آخر جميل لا يحمل هذا المحذور اللفظي والمعنوي، وهو "زينب"، وهو اسم مشتق من "الزين" و"النَّيب" (أو من الزين والأب)، ويقال إن معناه "شجرة حسنة المنظر طيبة الرائحة" أو "المتزينة لأبيها"، فصار اسمها الجديد يحمل معنى جميلاً دون أن يوهم معنى التزكية الذاتية.
وقد ورد في روايات أخرى أن النبي ﷺ غير أسماء أخرى كانت "برة" إلى أسماء مثل "جويرية" و"زينب" وغيرها، تأكيدًا على هذه السنة.
3. الدروس المستفادة منه:
1- تحسين الأسماء المستكرهة: من هدي النبي ﷺ تغيير الأسماء التي تحمل معاني قبيحة أو مكروهة، أو التي قد تسبب حرجًا أو سوء فهم لصاحبها. وهذا يدل على عناية الإسلام بجوانب التربية النفسية والاجتماعية حتى في اختيار الأسماء.
2- اجتناب التزكية الذاتية: يُستفاد من الحديث النهي عن تزكية النفس ومدحها، لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى العجب والغرور، وهو من مهلكات القلوب. والتواضع وترك الإشادة بالذات من أخلاق المؤمن.
3- التأثير النفسي للاسم: للاسم تأثير على صاحبه وعلى نظرة الناس إليه، لذا شرع الإسلام اختيار الأسماء الحسنة. وقد قال النبي ﷺ: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأسماء آبائكم، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ» (رواه أبو داود).
4- دقة النبي ﷺ اللغوية والتربوية: يظهر من الحديث فطنة النبي ﷺ وحسن توجيهه، حيث تنبّه لمعنى قد يخفى على غيره، وعدل عنه إلى ما هو أولى وأحسن.
5- مشروعية تغيير الاسم إلى الأفضل: يجوز للإنسان أن يغير اسمه إلى اسم أفضل منه، خاصة إذا كان الاسم القديم يحمل معنى مكروهاً أو محذوراً شرعياً.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذه السيدة الجليلة (زينب بنت جحش) هي التي نزل في شأنها قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37], وكانت مثالاً للصبر والعبادة والكرم، حتى قال عنها النبي ﷺ: «أَعْطَاسُكُنَّ أَطْيَبُ مِنْ بَعْضِكُنَّ» مشيرًا إلى فضلها.
* ليس المقصود من الحديث تحريم اسم "برة" تحريمًا مطلقًا، فقد كانت بعض الصحابيات يحملنه، ولكن النبي ﷺ غيره لما فيه من إيهام ومعنى قد يساء فهمه. والأولى اختيار الأسماء التي لا تحتمل أي محذور.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 608 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 583 إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها
- 584 إذا انقطع شسع نعلك فلا تمش في نعل واحدة.
- 585 من السنة أن يخلع الرجل نعليه ويضعهما بجنبه
- 586 كنت أرجل رأس رسول الله وأنا حائض
- 587 كان يعجبه التيمن ما استطاع في ترجله ووضوئه
- 588 لا يلبس الحرير إلا من لا خلاق له
- 589 سم ابنك عبد الرحمن
- 590 عبد الله وعبد الرحمن أحب الأسماء إلى الله
- 591 إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم
- 592 ولد لي غلام فأتيت به النبي فحنكه بتمرة ودعا له...
- 593 أجلسني رسول الله في حجره ومسح على رأسي
- 594 رسول الله ﷺ يسمي الغلمان بأسماء الأنبياء
- 595 كان النبي ﷺ إذا دخل قرية سأل عن اسمها.
- 596 من يحلب الناقة وما اسمك
- 597 خرج رسول الله زمن الحديبية وقال: لقد سهل لكم من...
- 598 خضرة: اسم أرض غدرة التي مر بها النبي ﷺ
- 599 جواز التسمية باسم النبي والنهي عن التكني بكنيته
- 600 سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي
- 601 تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي
- 602 من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل...
- 603 سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي
- 604 من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي
- 605 نهي النبي ﷺ عن الجمع بين اسمه وكنيته
- 606 لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي
- 607 عن علي قلت: يا رسول الله إن ولد لي من...
- 608 كانت زينب اسمها برة فسماها رسول الله زينب
- 609 أنتِ جميلة
- 610 تغيير اسم برة إلى جويرية
- 611 كان اسمي برة فسماني رسول الله زينب
- 612 نهى رسول الله ﷺ عن تسمية برة
- 613 لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة
- 614 المولود يُعرض على النبي ﷺ ويُسمى المنذر
- 615 أنت سهل، لا أغير اسما سمانيه أبي
- 616 اسمك أصرم قال بل أنت زرعة
- 617 تغيير اسم زحم إلى بشير
- 618 المضطجع الذي سماه النبي المنبعث
- 619 أنت هشام
- 620 عبد الرحمن بن عوف كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو
- 621 عن أنس بن مالك: سماها عمر جميلة فقال النبي أنت...
- 622 عبد الحجر فقال له رسول الله إنما أنت عبد الله
- 623 أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك
- 624 أغيظ رجل على الله يوم القيامة رجل يسمى ملك الأملاك
- 625 نهي النبي عن تسمية المملوك أفلح ورباح ويسار ونافع
- 626 أحب الكلام إلى الله أربع لا يضرك بأيهن بدأت
- 627 نهي النبي ﷺ عن التسمية بيعلى وأفلح ويسار ونافع.
- 628 أبو الحكم فلم تكنى أبا الحكم إن الله هو الحكم
- 629 أبا عمير ما فعل النغير
- 630 أتي النبي ﷺ بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة
- 631 هذا جبريل يقرئك السلام
- 632 رويدك سوقك بالقوارير
معلومات عن حديث: كانت زينب اسمها برة فسماها رسول الله زينب
📜 حديث: كانت زينب اسمها برة فسماها رسول الله زينب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كانت زينب اسمها برة فسماها رسول الله زينب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كانت زينب اسمها برة فسماها رسول الله زينب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كانت زينب اسمها برة فسماها رسول الله زينب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








