حديث: الكبر يمنع دخول الجنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب اختيار اللباس الحسن
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩١) من طرق عن يحيى بن حماد، أخبرنا شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل الفُقيمي، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس ونعلم.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يحمل تحذيراً شديداً من خلق الكبر، ويبين في الوقت نفسه ضابطاً دقيقاً للتفريق بين الكبر المذموم وحسن الهيئة المحمود.
أولاً. شرح المفردات:
● مثقال ذرة: المثقال هو الوزن، والذرة هي أصغر النمل أو أصغر شيء يتصوره الإنسان، أي أدنى قدر ممكن.
● كبر: هو الترفع على الناس واحتقارهم، والإعجاب بالنفس.
● ثوبه حسنًا، ونعله حسنة: أي يهتم بأن يكون ملبسه وهديه جميلاً ومستقيماً غير مُستهتر.
ثانياً. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بتحذير نبوي شديد من خُلُق الكبر، حيث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن وجود أدنى قدر من الكبر في قلب العبد -ولو كان بقدر ذرة● يمنعه من دخول الجنة، وهذا الوعيد العظيم يدل على عظم جرم الكبر وخطورته على الإيمان.
ثم يعترض رجل من الصحابة -وهم أفهم الناس لكلام النبي صلى الله عليه وسلم- بسؤال ذكي، ليفهم الحدود بين ما هو محرم وما هو مباح. فهو يفهم أن الكبر مذموم، لكنه يرى أن الإنسان قد يحب أن يظهر بمظهر حسن، فيرتدي الثوب الجميل والنعل الجميل، فهل هذا يدخل في الكبر المذموم؟
فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بإجابة جامعة مانعة، تُوضح المعيار والحكم، فقال: «إن الله جميل يحب الجمال».
فهذا الجواب النبوي يُقرر حقيقة عقدية مهمة، وهي أن الله تعالى متصف بالجمال المطلق، وهو سبحانه يحب الجمال بجميع أشكاله وأنواعه في الأقوال والأفعال والأخلاق والهيئات.
وبالتالي، فإن حب التجمل في المظهر والهيئة من غير إسراف ولا خيلاء هو من الأمور المحبوبة إلى الله، لأنه من الجمال الذي يحبه، وهو ليس من الكبر في شيء.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- خطورة خُلُق الكبر: فهو من الكبائر التي تمنع صاحبها من دخول الجنة، لأنه يتضمن الاعتداء على حق الله تعالى بالعبودية، وحق الخلق بالاحترام.
2- الفرق بين الكبر وحسن الهيئة: الكبر هو حالة قلبية (الترفع على الناس واحتقارهم)، بينما حسن الهيئة والاهتمام بالمظهر أمر ظاهري مباح، بل ومستحب إذا قصد به اتباع السنة وإظهار نعمة الله.
3- مراعاة النية: الفارق الجوهري هو ما في القلب. فمن تزين وتجمل شكراً لله وإظهاراً لنعمته، وليس احتقاراً للناس، فهذا محبوب. ومن فعل ذلك خيلاء وفخراً وتكبراً، فهو المذموم.
4- جمال الإسلام واعتداله: الإسلام لا يأمر بإهمال المظهر والترهل، بل يحث على الطهارة والنظافة وحسن الهيئة within the limits of Sharia، وينهى في الوقت نفسه عن الغلو والإسراف والخيلاء.
5- حسن السؤال والاستفهام: ينبغي للمسلم إذا أشكل عليه أمر في الدين أن يسأل أهل العلم، كما فعل هذا الصحابي، حتى لا يقع في الحرج أو يحرم نفسه من المباحات.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل عظيم في باب التواضع وذم الكبر.
- وهو أيضاً أصل في باب التجمل والزينة المباحة.
- يستفاد منه أن تفسير النصوص وضبط المفاهيم يجب أن يكون بأيدي العلماء، وليس بآراء العوام.
- الكبر قد يكون بالقلب (كاحتقار الناس)، أو بالقول (كالتعاظم في الخطاب)، أو بالفعل (كالإعراض عن الناس احتقاراً لهم).
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الكبر والعجب، وأن يرزقنا التواضع والجمال في الظاهر والباطن.
والله أعلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 337 حديثاً له شرح
- 1 الكبر يمنع دخول الجنة
- 2 من الكبر بطر الحق وغمط الناس
- 3 لقد رأيت على رسول الله أحسن ما يكون من الحلل
- 4 ليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك وكرامته
- 5 من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى...
- 6 ظهور اثر نعمة الله على العبد مستحب
- 7 إن الله إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى...
- 8 البذاذة من الإيمان
- 9 من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه
- 10 عليه بردان له قد خلقا، قال: فنظر رسول الله ﷺ...
- 11 أما كان يجد هذا ما يسكن به شعره
- 12 كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة
- 13 من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة...
- 14 أخرج النبي يده من أسفل الجبة لضيق كمها
- 15 أتى النبي عبد الله بن أبي بعد ما أدخل قبره
- 16 أحب الثياب إلى النبي ﷺ القميص
- 17 لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل...
- 18 البسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم
- 19 عليكم بهذا البياض فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم
- 20 لم أر شيئًا قط أحسن منه
- 21 خرج النبي ﷺ عليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض...
- 22 رسول اللَّه ﷺ يخطب على بغلة وعليه برد أحمر
- 23 رسول الله ﷺ ينزل من المنبر لأجل الحسن والحسين
- 24 أحرقهما إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما
- 25 ما فعلت الريطة؟ فإنه لا بأس به للنساء
- 26 نهي النبي عن لبس القسي والمعصفر وتختم الذهب وقراءة القرآن...
- 27 وعليك السلام ورحمة الله
- 28 ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات لجلدها أشد خضرة من...
- 29 أُتي النبي بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة
- 30 الله هو الطبيب الحقيقي
- 31 صنعت لرسول الله بردة سوداء فلما عرق فيها وجد ريح...
- 32 كنت أمشي مع النبي ﷺ وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية
- 33 أخذ النبي البردة وكفن فيها
- 34 أهدى أبو جهم للنبي خميصة فشهد فيها الصلاة فكادت تفتنه
- 35 صلى النبي في خميصة لها أعلام فألهته عن صلاتي
- 36 كانت للنبي خميصة لها علم فتشاغل بها في الصلاة
- 37 صوم رجب كله وتحريم العلم في الثوب وميثرة الأرجوان
- 38 الحبرة أحب الثياب إلى النبي ﷺ
- 39 أدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة
- 40 سُجّي رسول الله ﷺ حين مات بثوب حبرة
- 41 صلى رسول الله في خميصة لها أعلام فألهته عن صلاته
- 42 غدُو بالغلام إلى النبي ﷺ ليحنكه
- 43 عبد الله بن عمر يصف أربع خصال رأها من فعل...
- 44 نعم كان النبي ﷺ يصلي في نعليه
- 45 استكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل
- 46 نعل النبي ﷺ كان لها قبالان
- 47 عن عبد اللَّه بن عباس قال: كان لنعل رسول اللَّه...
- 48 عن أبي هريرة: كان لنعل رسول الله قبالان ولنعل أبي...
- 49 نعل النبي ﷺ كانت لها قبالان
- 50 نعل رسول الله ﷺ مخصوفة
معلومات عن حديث: الكبر يمنع دخول الجنة
📜 حديث: الكبر يمنع دخول الجنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الكبر يمنع دخول الجنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الكبر يمنع دخول الجنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الكبر يمنع دخول الجنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








