حديث: ليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك وكرامته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر أن يُرى أثر النعمة في اللباس خاصة

عن مالك بن نضلة الجُشمي قال: أتيت النبي ﷺ في ثوبٍ دُونٍ، فقال: «ألك
مال؟» قال: نعم، قال: «من أي المال؟» قال: قد آتاني اللَّه من الابل، والغنم، والخيل، والرقيق، قال: «فإذا آتاك اللَّه ما لا فليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك، وكرامته».

صحيح: رواه أبو داود (٤٠٦٣)، والترمذي (٢٠٠٦)، وأحمد (١٥٨٨٨)، وصحّحه ابن حبان (٥٤١٦)، والحاكم (١/ ٢٤ - ٢٥) كلهم من حديث أبي إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص عوف ابن مالك بن نضلة، عن أبيه قال: فذكره.

عن مالك بن نضلة الجُشمي قال: أتيت النبي ﷺ في ثوبٍ دُونٍ، فقال: «ألك
مال؟» قال: نعم، قال: «من أي المال؟» قال: قد آتاني اللَّه من الابل، والغنم، والخيل، والرقيق، قال: «فإذا آتاك اللَّه ما لا فليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك، وكرامته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه، وهو حسن، وفيه دروس وعبر عظيمة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● في ثوب دُونٍ: أي في ثوب حقير، رثّ، قديم، أو غير لائق بحالته.
● آتاني الله: أي أعطاني الله وأنعم عليّ.
● فليُرَ أثر نعمة الله عليك: أي فليظهر وليُرى أثر هذه النعمة في ملبسك ومظهرك وهيئتك.
● وكرامته: أي المكانة والفضل الذي أكرمك الله به.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل مالك بن نضلة الجشمي رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرتدي ثوباً متواضعاً جداً، بل وصفه بالـ"دون"، أي الحقير أو الرث الذي لا يليق.
فاستنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحال، وسأله سؤالاً مباشراً: «ألك مال؟» أي: هل عندك سعة من الرزق؟ فأجابه الرجل: نعم.
ثم دقق النبي صلى الله عليه وسلم في السؤال ليعرف حجم هذه النعمة: «من أي المال؟». فأجاب الرجل أنه قد أعطاه الله من أجناس المال المختلفة: الإبل، والغنم، والخيل، والرقيق (العبيد). وهي في ذلك الزمن تمثل ثروة كبيرة وعلامة على الغنى واليسار.
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأمر عظيم: «فإذا آتاك الله ما لا فليُرَ أثر نعمة الله عليك، وكرامته».
أي: إذا وسّع الله عليك في الرزق وأعطاك من فضله، فليظهر هذا الفضل والنعمة على هيئتك وملبسك ومأكلك ومسكنك، بما يناسب المكانة التي أكرمك الله بها، وبما يعبر عن شكر هذه النعمة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب شكر نعم الله: والشكر لا يكون بالقول فقط، بل يكون بالقلب واللسان والجوارح. وإظهار النعمة في اللباس الحسن والهيئة الجميلة من شكر النعمة.
2- التوسط والاعتدال في المظهر: الحديث ليس دعوة للتبذير أو الترف المذموم، بل هو دعوة للاعتدال. فليس من الشكر أن يظهر المرء بمظهر الفقراء وهو قادر، كما ليس من الشكر أن يسرف ويبذر في المظهر.
3- إكرام النعمة وإظهارها: النعمة تحتاج إلى إكرام، وإخفاؤها وكأنها غير موجودة قد يكون نوعاً من الجحود أو عدم الاعتراف بفضل الله.
4- أن الإسلام لا يدعو إلى الترهب أو إظهار الزهد المصطنع: الزهد الحقيقي هو عدم التعلق بالقلب بالمال، وليس إهمال المظهر وإظهار الفقر مع القدرة.
5- مراعاة المقام والمكانة: كان الرجل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مقام عظيم، فكان من الأدب أن يليق مظهره بهذا المقام ومكانته الاجتماعية كغني.
6- الحكمة من إظهار النعمة: في إظهار نعمة الله دعوة غيرك إلى السعي للرزق الحلال، وإظهاراً لفضله تعالى على عباده، وإدخالاً للسرور على النفس والأهل.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "التنعم المباح" و "حسن المظهر" الذي حث عليه الإسلام.
- يقابل هذا الحديث النهي عن "الاختيال" و "البطر" وهو التكبر والخيلاء بالنعمة ونسيان المنعم سبحانه. فالفارق دقيق بين إظهار النعمة شكراً لله، وبين التباهي والفخر بها على الآخرين.
- يستفاد من الحديث أيضاً أهمية أن يكون مظهر المسلم لائقاً، نظيفاً، جميلاً، خاصة في المجامع واللقاءات العامة، مما ينفي صورة الكآبة والإهمال التي قد تلصق بالدين error.
نسأل الله أن يرزقنا شكر نعمه، وتمام مرضاته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٠٦٣)، والترمذي (٢٠٠٦)، وأحمد (١٥٨٨٨)، وصحّحه ابن حبان (٥٤١٦)، والحاكم (١/ ٢٤ - ٢٥) كلهم من حديث أبي إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص عوف ابن مالك بن نضلة، عن أبيه قال: فذكره. واللفظ لأبي داود. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح». وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك وكرامته

  • 📜 حديث: ليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك وكرامته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك وكرامته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك وكرامته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليُرَ أثر نعمة اللَّه عليك وكرامته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب