من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته

حديث: من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته

عن أبي رجاء العطاردي قال: خرج علينا عمران بن حصين، وعليه مِطْرف من خز، لم نره عليه قبل ذلك ولا بعده، فقال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «من أنعم اللَّه عز وجل عليه نعمة، فإن اللَّه عز وجل يحب أن يُرى أثر نعمته على خلقه».

حسن: رواه أحمد (١٩٩٣٤)، والطبراني في الكبير (١٨/ ١٣٥)، والبيهقي في الشعب (٥٧٨٩) كلهم من حديث روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، عن الفضيل بن فضالة، عن أبي رجاء العطاردي، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي رجاء العطاردي قال: خرج علينا عمران بن حصين، وعليه مِطْرف من خز، لم نره عليه قبل ذلك ولا بعده، فقال: إن رسول اللَّه ﷺ قال: «من أنعم اللَّه ﷿ عليه نعمة، فإن اللَّه ﷿ يحب أن يُرى أثر نعمته على خلقه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا إلى خلق كريم من أخلاق الإسلام، وهو إظهار نعم الله تعالى وشكرها بالقول والفعل.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير"، والإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، من طريق أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع".
### ثانياً. شرح المفردات
● عمران بن حصين: صحابي جليل، من فقهاء الصحابة.
● مِطْرَف: كساء أو رداء يُلْتحف به، يكون من طرفيه.
● خز: نوع فاخر من الثياب، غالي الثمن، مصنوع من صوف وحرير.
● أنعم الله عليه نعمة: أي أعطاه وأكرمه بشيء من خير الدنيا أو الدين.
● يُرى أثر نعمته: أي يظهر أثر تلك النعمة في ملبسه، أو مأكله، أو مركبه، أو حاله العامة.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه أنه خرج على أصحابه مرة وهو يرتدي رداءً فاخراً (مِطْرَف من خز) لم يعتادوا رؤيته به من قبل، وذلك ليعلمهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فمعنى الحديث النبوي الشريف: أن الله تعالى إذا أنعم على عبده بنعمة من النعم، كالصحة، أو الغنى، أو الجاه، أو العلم، أو اللباس الحسن، أو غير ذلك، فإنه سبحانه وتعالى يحب ويرضى أن يرى عبده قد أظهر أثر هذه النعمة عليه، وذلك بأن يلبس اللباس الحسن النظيف، ويأكل الطعام الطيب، ويركب ما يناسب حاله، ويعيش في سعة وعافية، بشرط أن يكون ذلك في حدود الاعتدال وبدون إسراف أو خيلاء.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- إظهار النعمة شكر لله تعالى: إظهار نعم الله على العبد هو نوع من شكر الله على تلك النعمة، والشكر سبب للمزيد من النعم، كما قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
2- الاعتدال وعدم الإسراف: ليس المقصود التبذير أو التفاخر على الناس، وإنما إظهار النعمة في إطار الحلال والاعتدال، وعدم التكلف أو المغالاة. فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف حتى في الوضوء.
3- الفَرَق بين إظهار النعمة والتكبر: إظهار النعمة يكون بشكر المنعم (الله) والاعتراف بفضله، أما التكبر فهو نسيان لله والافتخار على الخلق. الأول محبوب، والثاني مذموم.
4- رفع الروح المعنوية للأمة: عندما يظهر المسلمون نعم الله عليهم من لباس حسن ومسكن نظيف، فإن هذا يبعث على التفاؤل ويظهر عز الإسلام والمسلمين، بعيداً عن مظاهر الذل والفقر.
5- رد على من يحرم الزينة والطيبات: الحديث رد واضح على من يتشدد ويحرم على الناس التمتع بالطيبات من الرزق واللباس الحسن بزعم الزهد، فالله جميل يحب الجمال، وأنعم بها على عباده ليشكروها.

خامساً:

أمثلة تطبيقية من السنة
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس أحسن ما يجد من الثياب، خاصة عند استقبال الوفود والجمعة والعيدين.
- كان يرتدي البردة والعمامة، وله حلة خاصة للاحتفالات.
- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصاحب الثوب البالي أن يجدّد ثوبه، وقال: «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده».

سادساً:

تنبيه مهم
يشمل الحديث جميع النعم، وليس النعم المادية فقط. فمن نعمة الله عليه بالعلم، فليظهره بالتعليم والنصيحة. ومن نعمة الله عليه بالمال، فليظهره بالزكاة والصدقة وإنفاقه في وجوه الخير. ومن نعمة الله عليه بالصحة والقوة، فليظهرها بطاعة الله وعبادته.
نسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المظهرين لها على الوجه الذي يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٩٩٣٤)، والطبراني في الكبير (١٨/ ١٣٥)، والبيهقي في الشعب (٥٧٨٩) كلهم من حديث روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، عن الفضيل بن فضالة، عن أبي رجاء العطاردي، فذكره.
وإسناده حسن من أجل فضيل بن فضالة القيسي البصري فإنه حسن الحديث، وثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: «شيخ».
وقوله: «مطرف من خزّ»: أي رداء مربع من خزّ له أعلام من حرير، وهذا الجزء من الحرير جائز باتفاق العلماء.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته

📜 حديث: من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أنعم الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية