حديث: بعْتُ من رسول الله ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في لبس السراويل

عن مالك أبي صفوان بن عميرة قال: بعت من رسول اللَّه ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة، فوزن لي فأرجح لي.

حسن: رواه أبو داود (٣٣٣٧)، وابن م جه (٣٥٧٩)، والنسائي (٤٥٩٣)، والحاكم (٢/ ٣٠) كلهم من حديث شعبة، عن سماك بن حرب، عن مالك بن عميرة، فذكره.

عن مالك أبي صفوان بن عميرة قال: بعت من رسول اللَّه ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة، فوزن لي فأرجح لي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهما، عن مالك أبي صفوان بن عميرة رضي الله عنه. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

1. شرح المفردات:


● مالك أبو صفوان بن عميرة: صحابي جليل، كان من أهل مكة، وهو والد صفوان بن عميرة.
● بعت: أي بعت شيئًا بالثمن.
● رِجْلَ سراويل: "الرجل" هنا تعني ساق السراويل، أي جزءًا منه. والسراويل: لباس يغطي الساقين.
● قبل الهجرة: أي قبل هجرة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة.
● فوزن لي: أي أن النبي ﷺ وزن لي الثمن (الفضة أو الذهب) بالميزان.
● فأرجح لي: أي زاد في الوزن لصالحي، بمعنى أنه أعطاني زيادة في المقدار.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل مالك أبو صفوان بن عميرة رضي الله عنه أنه باع جزءًا من سراويل (ساق السراويل) للنبي ﷺ قبل الهجرة، أي عندما كان النبي ﷺまだ في مكة. وعندما قام النبي ﷺ بوزن الثمن (الذي كان على الأرجح من الفضة أو الذهب، إذ كان التعامل بالوزن شائعًا آنذاك)، زاد في الوزن لصالح البائع، مما يدل على كرمه ﷺ وفضله في المعاملة.

3. الدروس المستفادة منه:


● العدل والكرم في المعاملات: النبي ﷺ لم يقتصر على العدل في الوزن بل زاد فيه، مما يدل على أن الإسلام يحث على الإحسان في البيع والشراء، والتجاوز عن بعض الحقوق طلبًا للأجر والمودة.
● التعامل بالوزن في البيع: كان التعامل بالذهب والفضة بالوزن شائعًا في الجاهلية وصدر الإسلام، قبل أن تضرب النقود الإسلامية.
● تواضع النبي ﷺ وحاجته إلى شراء الحاجات بنفسه: فقد كان يشتري ما يحتاج إليه مثل أي إنسان، مما يدل على تواضعه وبساطة عيشه.
● الإرجاف في الميزان خير: خلافًا للغش والتطفيف، فإن الزيادة في الوزن من محاسن الأخلاق ومكارمها.
● جواز بيع جزء من الثوب أو اللباس: إذا كان له قيمة ومنفعة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على سيرة النبي ﷺ قبل البعثة أو في بداية الدعوة، حيث كان الناس يتعاملون معه كرجل أمين وصادق، حتى قبل نزول الوحي.
- الرواية تدل على أن النبي ﷺ كان يتعامل بالتجارة ويشتري الحاجات بنفسه، مما يرد على من يتصور أن النبوة تنافي الحياة العادية.
- يستفاد منه أيضًا أن المعاملة الحسنة تترك أثرًا طيبًا في النفوس، حتى إن الصحابي روى هذا الموقف بعد سنوات طويلة.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن التأسي برسول الله ﷺ في كل أمورنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٣٣٧)، وابن م جه (٣٥٧٩)، والنسائي (٤٥٩٣)، والحاكم (٢/ ٣٠) كلهم من حديث شعبة، عن سماك بن حرب، عن مالك بن عميرة، فذكره. وإسناده حسن من أجل سماك فإنه حسن الحديث.
وقال أبو داود وغيره: «القول فيه قول سفيان، عن سماك بن حرب، عن سويد بن قيس».
قال الأعظمي: إنْ صحَّ قولهم فالخطأ من سماك بن حرب، وإلا فإنه يحمل على أنه سمع من الاثنين.
قوله: «سراويل» جمع سروال وأصله: «شلوار» كلمة أعجمية، وهي من لباس الفرس، وكان النبي ﷺ أعجبه لتستره وعدم كشف العورة في الجلوس والنوم.
والنبي ﷺ هل لبسه؟ لم أقف على نص صريح بأنه لبسه لأن غالب لبسه الازار إلا أن يقال: إنه لم يتيسر له ليلبسه.
وأما ما روي عن أبي هريرة قال: دخلت يوما السوق مع رسول اللَّه ﷺ فجلس إلى البزازين، فاشترى سراويلا بأربعة دراهم وكان لأهل السوق وزان يزن، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «اتزن وأرجح»، فقال الوزان: إن هذه لكلمة ما سمعتها من أحد، فقال أبو هريرة: فقلت له: كفى بك من الرهق والجفاء في دينك أن لا تعرف نبيك، فطرح الميزان، ووثب إلى يد رسول اللَّه ﷺ يريد أن يقبلها، فحذف رسول اللَّه ﷺ يده منه، فقال: «ما هذا؟ إنما يفعل هذا الأعاجم بملوكها، ولست بملك، إنما أنا رجل منكم»، فوزن وأرجح، وأخذ رسول اللَّه ﷺ السراويل. فهو ضعيف جدًّا.
رواه أبو يعلى (٦١٦٢) عن عباد بن موسى، حدّثنا يوسف بن زياد، حدّثنا عبد الرحمن بن زياد، عن الأغر بن مسلم يكنى أبا مسلم، عن أبي هريرة، فذكره.
ويوسف بن زياد هو البصري ضعيف جدًّا. وبه أعله الهيثمي في المجمع (٥/ ١٢١ - ١٢٢).
وشيخه أضعف منه وهو عبد الرحمن بن زياد الإفريقي كان يروي الموضوعات عن الثقات. وضعّفه أيضًا الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/ ٢٧٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعْتُ من رسول الله ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة

  • 📜 حديث: بعْتُ من رسول الله ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعْتُ من رسول الله ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعْتُ من رسول الله ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعْتُ من رسول الله ﷺ رِجْلَ سراويل قبل الهجرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب