حديث: ساومنا النبي ﷺ سراويل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في لبس السراويل

عن سويد بن قيس قال: أتانا النبي ﷺ فساومنا سراويل.

حسن: رواه ابن ماجه (٣٥٧٩) من طرق عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن سويد بن قيس، فذكره هكذا مختصرًا.

عن سويد بن قيس قال: أتانا النبي ﷺ فساومنا سراويل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي تفضلت بطلبه هو جزء من حديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن سويد بن قيس رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
ونص الحديث الكامل كما رواه أبو داود بسند صحيح:
> عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَمَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ هَجَرَ، فَأَتَانَا النَّبِيُّ ﷺ فَسَاوَمَنَا سَرَاوِيلَ، وَعِنْدَنَا وَزَّانٌ يَزِنُ بِالْأَجْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلْوَزَّانِ: «زِنْ وَأَرْجِحْ».


1. شرح المفردات:


● جَلَبْتُ: أي أحضرت بضاعة للتجارة من بلد إلى آخر.
● بَزًّا: البز هو القماش والأثواب، وكان المقصود هنا أنواع الأقمشة التي تُصنع منها السراويل وغيرها.
● مِنْ هَجَرَ: هجر هي منطقة معروفة في البحرين (شرق الجزيرة العربية)، كانت مشهورة بصناعة الأقمشة والثياب.
● فَسَاوَمَنَا: أي جادلنا في الثمن، وطلب أن ننقصه له. المساومة هي المفاوضة على ثمن البضاعة.
● سَرَاوِيلَ: جمع سِرْوَال، وهو ما يُعرف اليوم بالبنطال أو البantalon، وهو لباس يغطي نصف الجسم الأسفل.
● وَزَّانٌ: الشخص الذي يقوم بوزن البضاعة.
● يَزِنُ بِالْأَجْرِ: أي يأخذ أجرًا (قيمة) على عملية الوزن.
● زِنْ وَأَرْجِحْ: (أرجح) من الترجيح، أي زِنْ وأعطِ زيادة في الوزن (أي ضع في الكفة أكثر من المطلوب لتكون لأصحاب البضاعة فضل).


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل سويد بن قيس رضي الله عنه عن موقف عملي جميل حدث معه، حيث كان هو ورفيقه مخرمة العبدي يتاجران في الأقمشة، وقد أحضرا بضاعة من منطقة هجر المعروفة بجودة صناعتها.
وفجأة، يأتيهم النبي صلى الله عليه وسلم ليساومهم على شراء سراويل (أي قماش لخياطة سراويل). الموقف فيه عدة دلائل عظيمة:
● تواضع النبي ﷺ وخُلُقه في البيع والشراء: لم يأمرهم بأن يعطوه البضاعة بثمن معين أو هبة، بل دخل معهم في مساومة عادية كأي إنسان، مما يظهر تواضعه وحبه للتعامل بالسوق وكسب الرزق الحلال.
● إقراره ﷺ للتجارة: بفعله هذا، أقر مشروعية العمل التجاري والكسب الحلال.
● وجود وسيط بأجر: كان معهما شخص يأخذ أجرًا على وزن البضاعة، وهذا دليل على مشروعية أخذ الأجر على العمل، وهو من أبواب الكسب الطيب.
ثم تأتي التوجيه النبوي العظيم، حيث قال النبي ﷺ للوزان: «زِنْ وَأَرْجِحْ». أي: عندما تزن البضاعة لي، زنها وأعطِ زيادة في الوزن لصاحبها (سويد ورفيقه). هذا ليس أمرًا له بالغش، بل على العكس، هو أمر له بالإحسان والجود في المعاملة. النبي ﷺ يريد أن يعطي أكثر مما يأخذ، وهو درس عظيم في الأمانة والكرم حتى في أمور البيع.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز التجارة والكسب الحلال: فالنبي ﷺ ساوم في شراء بضاعة، مما يدل على مشروعية العمل في التجارة.
2- خلق النبي ﷺ في البيع والشراء: يتجلى في هذا الموقف تواضعه وحسن تعامله، حيث تعامل معهم كتاجر مع تاجر، دون استعلاء.
3- مشروعية أخذ الأجر على العمل: كأجر الوزان على عمله في الوزن.
4- الحث على الإحسان والجود في المعاملة: أمر النبي ﷺ بالترجيح (أي إعطاء زيادة في الوزن) هو أعلى درجات الإحسان والأمانة. فهو يعلمنا ألا نكون من الذين يطلبون حقوقهم فقط، بل أن نعطي الآخرين أكثر من حقهم.
5- الترغيب في التيسير على الناس والكرم: حتى في المعاملات المادية، يكون المسلم كريمًا، فيربي النبي ﷺ أصحابه على هذا الخلق الرفيع.
6- سلامة الصدر وطيب المعاملة: حيث أن هذه المعاملة تولد المحبة والألفة بين المتعاملين وتزيل الشحناء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب "الترجيح في الوزن" وهو مستحب لمن أراد البر والإحسان.
- يستدل الفقهاء بهذا الحديث على مشروعية أخذ الأجرة على الأعمال المباحة كالوزن والقياس وغيرها.
- يظهر من الحديث حرص النبي ﷺ على تطبيق الأخلاق حتى في أدق التفاصيل اليومية، ليكون قدوة للمسلمين في جميع شؤون حياتهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٥٧٩) من طرق عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن سويد بن قيس، فذكره هكذا مختصرًا. وأخرجه الأربعة وابن حبان وأحمد مفصلا وهو مخرج في البيوع. وإسناده حسن من أجل سماك بن حرب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 58 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ساومنا النبي ﷺ سراويل

  • 📜 حديث: ساومنا النبي ﷺ سراويل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ساومنا النبي ﷺ سراويل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ساومنا النبي ﷺ سراويل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ساومنا النبي ﷺ سراويل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب