قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا

حديث: قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا

عن المسور بن مخرمة، قال: قسم رسول اللَّه ﷺ أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا، فقال مخرمة: يا بني انطلق بنا إلى رسول اللَّه ﷺ، فانطلقت معه، فقال: ادخل فادعه لي، قال: فدعوته له، فخرج إليه وعليه قباء منها، فقال: «خبأت هذا لك» قال: فنظر إليه، فقال: رضي مخرمة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٠٠)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٨: ١٢٩) عن قتيبة بن سعيد، ثنا ليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه موقف رفيع من أخلاق النبي ﷺ وحكمته في معاملة أصحابه، وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:

● أقبية: جمع قَباء، وهو ثوب فاخر يشبه العباءة أو المعطف، وكانت من الأنواع الجيدة التي تُقسم كغنائم أو هدايا.
● خبأت: من الخَبْء، أي أخبأته واختبأته لك وادخرته، ولم أنسك.
● رضي مخرمة: أي صار مخرمة راضياً وذهب غضبه.

2. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل المسور بن مخرمة عن موقف حصل مع أبيه مخرمة رضي الله عنهما، حيث قام النبي ﷺ بتوزيع بعض الأقبية الفاخرة على أصحابه، فلم يُعطِ مخرمة منها شيئاً. فشعر مخرمة ببعض الحزن أو الغضب، فقال لابنه المسور: "يا بني انطلق بنا إلى رسول الله ﷺ".
فذهب الابن مع أبيه إلى باب النبي ﷺ، وطلب الأب من ابنه أن يدخل ويطلب النبي ﷺ له. فلما خرج النبي ﷺ، كان قد لبس أحد تلك الأقبية الجميلة، فقال له النبي ﷺ بمجرد رؤيته: (خبأت هذا لك)، أي: "لم أنسك، بل اختبأته وادخرته خصيصاً لك". فنظر مخرمة إلى القباء، واطمأن قلبه، وزال ما بداخله من غضب أو حزن، فرضي وارتحل.

3. الدروس المستفادة منه:

● حكمة النبي ﷺ في القيادة ومعاملة الناس: لقد كان النبي ﷺ يعلم بفطنته أن مخرمة قد تأثر بعدم أخذه شيئاً، فلم ينتظر حتى يشتكي، بل خرج إليه مسرعاً وبادر بهذه البشارة.
● التلطف في إزالة الغضب من قلوب المسلمين: النبي ﷺ علم أن في قلب مخرمة شيئاً، فلم يوبخه على مجيئه، بل قابل ذلك بالإكرام والهدية، مما يدل على خفض الجناح للمؤمنين وحسن المعاشرة.
● الهدية تذهب بما في الصدر: هذا الموقف تطبيق عملي لقول النبي ﷺ: (تهادوا تحابوا). فالهدية لها أثر عجيب في إذابة الجليد وإزالة الوحشة.
● بر الوالدين وطاعتهما: نرى كيف أن المسور بن مخرمة استجاب فوراً لطلب أبيه، ولم يقل له: "لا تذهب" أو "لا تغضب"، بل سارع إلى خدمته وبره.
● جواز تخصيص بعض الناس بعطاء دون الآخرين لحكمة: قد يخص الإمام أو المسؤول بعض الناس بعطاء لفضل فيهم، أو حاجة، أو لمعرفة حالهم، وهذا جائز إذا كان فيه مصلحة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● مخرمة هو أبو المسور، وهو صحابي جليل، وقد ذكر بعض المؤرخين أنه كان من كبار الصحابة.
- هذا الحديث من أدلة فقه التعامل مع الناس، وفن إدارة المشاعر، وكيفية تطييب خواطرهم.
- فيه أيضاً إشارة إلى أدب الاستئذان والذهاب إلى العلماء والمسؤولين بأدب، حيث لم يدخل مخرمة بنفسه، بل أرسل ابنه ليستأذن له.
أسأل الله أن يرزقنا حسن الأخلاق وفهم سنة نبيه ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٠٠)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٨: ١٢٩) عن قتيبة بن سعيد، ثنا ليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا

📜 حديث: قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قسم رسول الله أقبية ولم يعط مخرمة شيئًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية