حديث: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قبول هدية الحرير دون لبسه بعد التحريم للرجال

عن أنس قال: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال: «والذي نفس محمد بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الهبة (٢٦١٥)، ومسلم في الفضائل (٢٤٦٩) كلاهما من حديث يونس بن محمد، حدّثنا شيبان، عن قتادة، حدّثنا أنس، فذكره.

عن أنس قال: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال: «والذي نفس محمد بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُظهر زهد النبي ﷺ وعلوّ همته، وتقديمه للدار الآخرة على الدنيا وزينتها.

أولاً. شرح المفردات:


● أُهدي للنبي ﷺ: قُدِّمَت له هدية.
● جُبَّة سندس: الجبة: ثوب واسع يلبس فوق الثياب. والسندس: نوع رفيع وناعم من الحرير.
● كان ينهى عن الحرير: لأن لبسه محرم على الرجال من هذه الأمة.
● فعَجِب الناس منها: تعجبوا؛ لأن النبي ﷺ قبلها مع نهيه عن لبس الحرير.
● لمناديل سعد بن معاذ في الجنة: المناديل: ما يُمسح به العرق أو يُتَنَشَّف به، وهي هنا كناية عن الثياب والنعيم. وسعد بن معاذ: هو سيد الأوس، الصحابي الجليل الذي اهتز لموته عرش الرحمن.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ أُهديت له جبة فاخرة مصنوعة من الحرير الناعم (السندس). وكان النبي ﷺ ينهى الرجال عن لبس الحرير تحريماً أو كراهة، مما جعل الصحابة يتعجبون من قبوله لها، ربما ظناً منهم أنه سيلبسها.
فبادرهم النبي ﷺ مقسماً بالله تعالى (والذي نفس محمد بيده) ليؤكد لهم على حقيقة عظيمة، وهي أن ما عند الله في الجنة من النعيم أعظم وأجل مما في الدنيا. فذكر أن مناديل سعد بن معاذ - وهي من أدنى ما يُعطى المؤمن في الجنة ● أحسن من هذه الجبة الفاخرة التي أعجبتهم. وهذا من باب التقريب للفهم، وإلا فنعيم الجنة لا يقارن بنعيم الدنيا أبداً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان تحريم حرير الذكور على الرجال: فقبول الهدية لا يعني جواز لبسها، فقد قبلها النبي ﷺ ولكنه لم يلبسها، بل كان يتخذها أو يبعث بها إلى الآخرين، كما في روايات أخرى.
2- علو همة النبي ﷺ وزهده في الدنيا: فقد كان قلبه معلقاً بالآخرة، ولم تَغُرَّه زخارف الدنيا وزينتها.
3- تفضيل نعيم الآخرة على نعيم الدنيا: فالدنيا كلها حقيرة أمام أدنى نعيم في الجنة.
4- الحث على الاستعداد للآخرة والعمل لها: فإذا كان هذا حال أدنى نعيم، فكيف بأعلاه؟
5- فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه: وعلو منزلته عند الله تعالى، حتى ضرب النبي ﷺ به المثل.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يعد من أبلغ الكلام في الزهد في الدنيا وذم الاغترار بها.
- فيه دليل على فضل سعد بن معاذ، وأنه من أهل الجنة.
- قبول الهدية من الحرير للرجل جائز إذا كان لا يلبسها، بل يتصرف فيها بإهداء أو بيع، وهذا من فقه النبي ﷺ.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة، وأن يبلغنا جنته ويرزقنا فيها من أنواع النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الهبة (٢٦١٥)، ومسلم في الفضائل (٢٤٦٩) كلاهما من حديث يونس بن محمد، حدّثنا شيبان، عن قتادة، حدّثنا أنس، فذكره.
ورواه مسلم من وجه آخر عن عمر بن عامر، عن قتادة، عن أنس أن أكيدر دومة الجندل أهدى لرسول اللَّه ﷺ حلة، فذكر نحوه، ولم يذكر فيه: «وكان ينهى عن الحرير».
ورواه أحمد (١٣٩٣٨) عن أبي داود، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس وفيه: «فجعلوا يمسحونه، وينظرون إليه».
قوله: «وكان ينهى عن الحرير» قال البيهقي (٣/ ٢٧٤): «قبل أن ينهى عن الحرير» هي أشبه بالصحة من رواية من روى: «وكان ينهى عن الحرير».
وهو كما قال. وذلك أن البخاري ذكر بعده حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن أنس معلقا (٢٦١٦) ولكنه لم يسق لفظه.
فإذا نظرنا إلى لفظه وجدنا أنه يقول: «قبل أن ينهى عنه» كما في الحديث الآتي، وكذلك الحديث الذي بعده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 203 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير

  • 📜 حديث: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أهدي للنبي ﷺ جبة سندس، وكان ينهى عن الحرير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب