حديث: رخص النبي في لبس الحرير للزبير وعبد الرحمن لحكة بهما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرخصة في لبس الحرير عند الضرورة للرجال

عن أنس بن مالك قال: رخص النبي ﷺ للزبير وعبد الرحمن في لبس الحرير لحكة بهما.
وفي لفظ: مِنْ حكة كانت بهما أو وجَعٍ كان بهما.

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٣٩)، ومسلم في اللباس (٢٠٧٦: ٢٥) كلاهما من طريق وكيع، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس فذكره.

عن أنس بن مالك قال: رخص النبي ﷺ للزبير وعبد الرحمن في لبس الحرير لحكة بهما.
وفي لفظ: مِنْ حكة كانت بهما أو وجَعٍ كان بهما.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي تطلب شرحه هو حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما في لبس الحرير بسبب حكة أو وجع كان بهما.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● رَخَّصَ: أباح وأجاز شيئاً كان محظوراً في الأصل بسبب عذرٍ معين.
● الحرير: نسيج ثمين محرم على الرجال في الإسلام، وهو من خيوط دودة القز.
● لَحَكَّةٍ بهما: أي بسبب إصابة كل منهما بحكة شديدة أو مرض جلدي (كالجرب أو ما يشبهه) كان الحرير أخف على جلدهما من غيره من الأقمشة.
● أو وجع كان بهما: أي ألماً أو تقرحاً في الجسد.

ثانياً. شرح الحديث:


هذا الحديث من الأحاديث التي تبين رحمة الإسلام ومرونته، وتؤكد مبدأ رفع الحرج والتيسير على المكلفين عند وجود الأعذار الشرعية.
● الأصل في لبس الحرير: أنه محرم على الرجال بالإجماع، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة" (رواه البخاري ومسلم). وهذا التحريم من أجل سد ذرائع الترف والتخنث والتشبه بالنساء أو الكفار.
● سبب الترخيص هنا: وجود عذر صحي، وهو معاناة الزبير وعبد الرحمن رضي الله عنهما من حكة أو تقرحات جلدية، وكان لبس القماش الخشن (كالصوف أو الكتان) يزيد من آلامهما، فوجد أن الحرير - لليونته ونعومته - أخف على جلدهما، فرخص لهما النبي صلى الله عليه وسلم في لبسه دفعاً للضرر.
● الحكمة من الترخيص: الشرع لا يأتي بما فيه مشقة أو ضرر، بل يرفع الحرج عند وجود الأعذار. وهنا نرى كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم طبق قاعدة: "لا ضرر ولا ضرار"، وأباح المحظور للمصلحة الراجحة (وهي الحفاظ على الصحة).

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- مرونة الشريعة الإسلامية: فالشريعة تشرع الأحكام وفق الظروف والأحوال، وتراعي الأعذار والمصالح.
2- رفع الحرج والضرر: من مقاصد الشريعة العليا دفع الضرر عن الناس، ولو أدى ذلك إلى الترخيص في بعض المحظورات.
3- التيسير على المرضى: يُشرع للمريض أن يأخذ بالرخص الشرعية التي ت alleviate معاناته، كالإفطار في رمضان، أو القعود في الصلاة، أو – كما هنا – لبس ما يخفف الألم.
4- تفصيل الأحكام: ليس كل حرام على الإطلاق، بل قد يُباح عند الحاجة أو الضرورة، بشرط ألا تتعدى الحاجة قدرها.
5- قدوة النبي صلى الله عليه وسلم: في رحمته بأمته واهتمامه بأصحابه، حيث لم يتركهم في حرج أو ألم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب "الرخص الشرعية" و "الأعذار المبيحة للمحظور".
- العلماء يستدلون به على جواز استعمال المحرمات للضرورة أو الحاجة الملحة، كأكل الميتة للمضطر، أو لبس الحرير للعلاج.
- ينبغي أن يكون الترخيص بقدر الحاجة، فإذا زال العذر عاد التحريم.
- الفقهاء يذكرون أن من الأعذار المبيحة للحرير: الجرب، أو الحكة الشديدة، أو وجود جروح يتأذى صاحبها بغيره من الأقمشة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٣٩)، ومسلم في اللباس (٢٠٧٦: ٢٥) كلاهما من طريق وكيع، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس فذكره.
واللفظ الآخر لمسلم (٢٤) من رواية سعيد بن أبي عروبة: ثنا قتادة، به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 206 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رخص النبي في لبس الحرير للزبير وعبد الرحمن لحكة بهما

  • 📜 حديث: رخص النبي في لبس الحرير للزبير وعبد الرحمن لحكة بهما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رخص النبي في لبس الحرير للزبير وعبد الرحمن لحكة بهما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رخص النبي في لبس الحرير للزبير وعبد الرحمن لحكة بهما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رخص النبي في لبس الحرير للزبير وعبد الرحمن لحكة بهما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب