حديث: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قبول هدية الحرير دون لبسه بعد التحريم للرجال

عن واقد بن عمرو قال: دخلت على أنس بن مالك فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ. قال: إنك بسعد أشبه، ثم بكى وأكثر البكاء، فقال: رحمة اللَّه على سعد، كان من أعظم الناس وأطولهم، ثم قال: بعث رسول اللَّه ﷺ جيشا إلى أكيدر دومة، فأرسل إلى رسول اللَّه ﷺ بجبة من ديباج منسوج فيه الذهب، فلبسها رسول اللَّه ﷺ، فقام على المنبر، أو جلس، فلم يتكلم، ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة، وينظرون إليها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أتعجبون منها؟». قالوا: ما رأينا ثوبا قط أحسن منه، فقال النبي ﷺ: «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون».

حسن: رواه أحمد (١٢٢٢٣)، والترمذي (١٧٢٣)، وابن حبان (٧٠٣٧) كلهم من حديث محمد بن عمرو، قال: أخبرني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال محمد: وكان واقد من أحسن الناس، وأعظمهم، وأطولهم قال: دخلت على أنس بن مالك، فذكره.

عن واقد بن عمرو قال: دخلت على أنس بن مالك فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ. قال: إنك بسعد أشبه، ثم بكى وأكثر البكاء، فقال: رحمة اللَّه على سعد، كان من أعظم الناس وأطولهم، ثم قال: بعث رسول اللَّه ﷺ جيشا إلى أكيدر دومة، فأرسل إلى رسول اللَّه ﷺ بجبة من ديباج منسوج فيه الذهب، فلبسها رسول اللَّه ﷺ، فقام على المنبر، أو جلس، فلم يتكلم، ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة، وينظرون إليها، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أتعجبون منها؟». قالوا: ما رأينا ثوبا قط أحسن منه، فقال النبي ﷺ: «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النصي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### أولاً. ترجمة الرجال
● واقد بن عمرو: حفيد الصحابي الجليل سعد بن معاذ، من التابعين.
● أنس بن مالك رضي الله عنه: خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد المكثرين من رواية الحديث.
### ثانيًا. شرح المفردات
● أكيدر دومة: حاكم منطقة دومة الجندل.
● ديباج: نوع فاخر من الحرير.
● منسوج فيه الذهب: مُحَاك بالخيوط الذهبية.
● يلمسون: يتلمسون بأيديهم ويعجبون بجودتها.
● لمناديل سعد: لأكسية سعد وثيابه الفاخرة في الجنة.
### ثالثًا. شرح الحديث
يحدثنا واقد بن عمرو أنه دخل على أنس بن مالك رضي الله عنه، فسأله أنس عن هويته، فلما عرف أنه حفيد سعد بن معاذ، بكى أنس شوقًا وحنينًا لسعد، وذكر فضله وجسمه الكبير، ثم تذكر قصة الجبة.
القصة: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى أكيدر دومة الجندل، فأهدى أكيدر إلى النبي جبة فاخرة من حرير منسوج بالذهب، فلبسها النبي صلى الله عليه وسلم وصعد المنبر، فسكت فترة لينظر الناس إليها، ثم نزل، فأخذ الصحابة يتعجبون من جمالها ويلمسونها، فقال لهم النبي: «أتعجبون منها؟» فأجابوا بأنهم لم يروا ثوبًا أجمل منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون».
### رابعًا. الدروس المستفادة
1- فضل سعد بن معاذ: يبين الحديث مكانة سعد بن معاذ رضي الله عنه عند الله ورسوله، حتى إن مناديله في الجنة تفوق ثياب الدنيا فخامة وجمالاً.
2- إثبات نعيم الجنة الحقيقي: النعيم في الجنة حقيقي يتفوق على كل ما في الدنيا من زينة ومتاع.
3- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث لبس الجبة ثم نزعها بعد أن بين العبرة منها.
4- جواز لبس الحرير للرجال للضرورة: حيث لبسها النبي للبيان والتعليم، لا للزينة والتكبر.
5- التذكير بالآخرة: حتى في أمور الدنيا وزينتها، كان النبي يذكر أصحابه بالآخرة ونعيمها.
### خامسًا. فوائد إضافية
● مكانة سعد بن معاذ: هو سيد الأوس، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق، وتوفي بعد غزوة بني قريظة، واهتز لموته عرش الرحمن فرحًا بدخوله الجنة.
● الجمع بين الدنيا والآخرة: النبي صلى الله عليه وسلم استخدم الدنيا للدلالة على الآخرة، ليكون أبلغ في التصديق والإيمان.
● البكاء على موت الصالحين: كما فعل أنس رضي الله عنه، مما يدل على محبة الصحابة لبعضهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٢٢٣)، والترمذي (١٧٢٣)، وابن حبان (٧٠٣٧) كلهم من حديث محمد بن عمرو، قال: أخبرني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال محمد: وكان واقد من أحسن الناس، وأعظمهم، وأطولهم قال: دخلت على أنس بن مالك، فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثي فإنه حسن الحديث. وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وأكيدر - تصغير أكدر، وهو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن -بالجيم والنون- وكان نصرانيا،
وهو ملك دومة -بالضم- بلد بين الحجاز والشام وهي دومة الجندل، مدينة قريبة من تبوك، كان النبي ﷺ أرسل إليه خالد بن الوليد في سرية، فأسر وقدم به إلى المدينة فصالحه النبي ﷺ على الجزية وأطلقه، ورجع إلى بلاده نصرانيًّا، ووهم من قال: إنه أسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 205 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون

  • 📜 حديث: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب