حديث: خلل لحيته بالماء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استحباب تخليل اللحية في الوضوء
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٥٩٧٠ و٢٥٩٧١) من وجهين عن عمر بن أبي وهب، وإسحاق في
مسنده (١٣٧١) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عمر بن أبي وهب، الخزاعي، ثنا موسى بن ثروان، عن طلحة بن عبد الله بن كَريز، عن عائشة، فذكرت الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن رسول الله ﷺ كان إذا توضأ خلَّل لحيته بالماء".
1. شرح المفردات:
● توضأ: أي أخذ الماء ومسح على أعضاء الوضوء المعروفة (الوجه واليدين والرأس والرجلين) بنية الطهارة.
● خلَّل: أي أدخل أصابعه خلال الشعر وأبلغ الماء إلى البشرة تحتها. والتخليل في اللغة: إدخال الشيء خلال الشيء.
● لحيته: الشعر النابت على الذقن والخدين، وهي من سنن الفطرة التي حث عليها الإسلام.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الحديث أن النبي ﷺ كان عند وضوئه يحرص على إدخال الماء خلال شعر لحيته الكريمة ليتأكد من وصول الماء إلى البشرة تحتها، وذلك حتى يكون الوضوء كاملاً مستوفياً لشروطه.
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب إيصال الماء إلى جميع أعضاء الوضوء: وذلك لأن الوضوء لا يصح إلا بإسباغه، أي بإيصال الماء إلى جميع العضو المعتبر شرعاً.
● العناية بإتمام الطهارة: حرص النبي ﷺ على تخليل لحيته يدل على اهتمامه بإكمال الوضوء على أكمل وجه، وهو درس للمسلم في الاهتمام بتفاصيل العبادات.
● أن اللحية من الأعضاء التي يجب غسلها في الوضوء: إذا كانت كثيفة يجب تخليلها، وإذا كانت خفيفة يجب غسل ظاهرها وباطنها.
● الاقتداء بالنبي ﷺ في هديه: ففعله ﷺ تشريع لأمته، وفي تخليل اللحية تأسٍّ بهدي النبي الكريم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم تخليل اللحية في الوضوء: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والمالكية والشافعية) إلى أن تخليل اللحية سنة وليس واجباً، وذلك لأن النبي ﷺ فعل ذلك ولم يأمر به، فدل على أنه من المستحبات.
● كيفية التخليل: يكون بإدخال الأصابع خلال الشعر من أسفل اللحية إلى أعلاها، أو العكس، مع تحريكها ليتخلل الماء جميع أجزائها.
● الفرق بين اللحية الكثيفة والخفيفة: إذا كانت اللحية خفيفة (يظهر منها الجلد) فيجب غسل البشرة تحتها، أما إذا كانت كثيفة (لا يظهر منها الجلد) فيكفي غسل ظاهرها وتخليلها سنة.
الخاتمة:
فهذا الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على كمال الطهارة، وعلى وجوب الاهتمام بتفاصيل العبادات، وفيه قدوة للمسلم في الاقتداء برسول الله ﷺ في جميع أفعاله وأقواله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
مسنده (١٣٧١) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عمر بن أبي وهب، الخزاعي، ثنا موسى بن ثروان، عن طلحة بن عبد الله بن كَريز، عن عائشة، فذكرت الحديث.
ورجاله ثقات غير عمر بن أبي وهب، ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ١٤٠) ونُقل توثيقه عن ابن معين. وقال أحمد: ما أعلم به بأسًا. وقال أبو حاتم: لا بأس به.
وموسى بن ثروان - بالثاء المثلثة، ويقال بالفاء بدل المثلثة - العجْلي المُعلم البصري، ثقة من رجال مسلم.
أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٣٥) وقال: رواه أحمد، ورجاله موثقون. وحسَّنَ إسنادَه الحافظ في التلخيص (١/ ٨٦).
وأما حديث حسَّان بن بِلال قال: رأيتُ عمَّار بن ياسر توضّأ فخلَّل لحيته، فقيل له، أو قال: فقلت له: أتُخلِّل لحيتك؟ قال: وما يمنعني؟ ولقد رأيتُ رسول الله ﷺ يخلِّل لحيته.
فهو ضعيف: رواه الترمذي (٣٠) وابن ماجه (٤٢٩) قالا: حدَّثنا ابن أبي عمر، حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن حسَّان فذكر الحديث.
ورجاله ثقات، إلَّا أن الحافظ أعلَّه بأنَّ ابن عينة لم يسمعه من سعيد، ولا قتادة من حسَّان. التلخيص (١/ ٨٦).
وأعله أيضًا أبو حاتم بالانقطاع. العلل (١/ ٣٢).
وللحديث إسناد آخر رواه الترمذي وابن ماجه فقالا: حدَّثنا ابن أبي عمر، حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن أبي المُخارق أبي أمية، عن حسَّان بن بلال، فذكر الحديث.
وهذا الإسناد ضعيف؛ فإنَّ فيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف، وأخطأ من قال: إنه عبد الكريم بن مالك الجزري؛ لأنه في طبقته، إلَّا أنه ثقة، كما أن عبد الكريم بن أبي المخارق لم يسمع من حسَّان بن بلال حديث التخليل، نقله الترمذي عن ابن عيينة.
وفي تهذيب التهذيب في ترجمة حسَّان بن بلال: وأنكر البخاري وابن عيينة سماع عبد الكريم منه.
وكذلك حديث أنس الذي أخرجه أبو داود (١٤٥) أن رسول الله ﷺ كان إذا توضأ أخذ كفًّا من ماء فأدخله تحت حنكهـ فخلَّل به لحيته، وقال: «هكذا أمرني ربي عز وجل» ففيه الوليد بن زوران، يروي عن أنس، وهو مجهول الحال. ورواه أيضًا ابن ماجه (٤٣١) بإسناد آخر، ولفظه: كان رسول الله ﷺ إذا توضأ خلَّل لحيته وفرّج أصابعه مرتين.
ففيه يحيى بن كثير أبو النضر صاحب البصري، وشيخه يزيد الرقاشي ضعيفان.
وفي الباب أيضًا عن أم سلمة وأبي أُمامة وأبي الدرداء وابن عمر وعبد الله بن عكبرة وواثلة وعبد الله بن مسعود وغيرهم، أوردها الهيثمي في مجمع الزوائد، والحافظ في التلخيص (١/ ٨٥ - ٨٦)، ولكن كلها معلولة. وقد قال الإمام أحمد: ليس في تخليل اللحية شيء صحيح. وقال ابن
أبي حاتم عن أبيه: لا يثبت عن النبي ﷺ في تخليل اللحية شيء. انظر: التلخيص.
قال الأعظمي: نفي الصحة لا يلزم نفي الحسن؛ ولذا ذهب الجمهور إلى استحباب تخليل اللحية، قال الترمذي: وقال بهذا أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ ومن بعدهم؛ رأَوا تخليل اللحية، وبه قال الشافعي. وقال أحمد: إن سها عن تخليل اللحية فهو جائز. وقال إسحاق: إن تركهـ ناسيًا أو متأوِّلًا أجزأه، وإن تركه عمدًا أعاد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 58 من أصل 155 حديثاً له شرح
- 33 إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن
- 34 غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة
- 35 غر محجلون بلق من آثار الوضوء
- 36 كان النبي ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره
- 37 ابدأوا بأيامنكم إذا لبستم وإذا توضأتم
- 38 غسل اليدين مرتين في الوضوء
- 39 غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
- 40 من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين غفر له...
- 41 وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ...
- 42 كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا
- 43 مسح رأسه وما أقبل وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرة واحدة
- 44 مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.
- 45 مسح النبي برأسه من فضل ماء كان في يده.
- 46 غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
- 47 معاوية يتوضأ كما رأى رسول الله يتوضأ
- 48 توضأ رسول الله ﷺ مرتين مرتين.
- 49 كيف كان رسول الله يتوضأ ويصلي
- 50 مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين
- 51 صلاة نبي الله ﷺ كما وصفها أبو مالك الأشعري
- 52 توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.
- 53 توضأ النبي ﷺ ثلاثًا ثلاثًا.
- 54 لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
- 55 وضوء من لم يحدث
- 56 الأذنان من الرأس
- 57 يخلل النبي ﷺ لحيته
- 58 خلل لحيته بالماء
- 59 بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
- 60 يدلك أصابعه بخنصره إذا توضأ
- 61 خلل بين أصابع يديك ورجليك عند الوضوء
- 62 إذا استيقظ أحدكم من منامه فليتوضأ فلينتثر ثلاثًا
- 63 استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا.
- 64 يعتدون في الطهور والدعاء
- 65 أسبغوا الوضوء؛ فإن أبا القاسم قال: ويل للأعقاب من النار
- 66 ارجع فأحسن وضوءك
- 67 ويلٌ للأعقاب من النار
- 68 ويل للأعقاب من النار
- 69 ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
- 70 ويل للعراقيب من النار
- 71 أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر...
- 72 توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له: ارجع...
- 73 أمر النبي ﷺ بإعادة الوضوء والصلاة لمن لم يغسل لمعة...
- 74 إسباغ الوضوء
- 75 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة
- 76 إسباغ الوضوء في المكاره تغسل الخطايا
- 77 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة...
- 78 يتوضأ عند كل صلاة ما لم يُحدث
- 79 النبي ﷺ صلّى المغرب ولم يتوضأ بعد الأكل
- 80 مسح النبي على الخفين يوم الفتح بوضوء واحد
- 81 من يتوضأ ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن...
- 82 إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ
معلومات عن حديث: خلل لحيته بالماء
📜 حديث: خلل لحيته بالماء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خلل لحيته بالماء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خلل لحيته بالماء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خلل لحيته بالماء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








