حديث: وضوء من لم يحدث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صفة وضوء النبي ﷺ من غير حدث

عن النزال بن سبرة قال: رأيتُ عليًا رضي الله عنه صلَّى الظهر، ثم قعد لحوائج الناس، فلما حضرتِ العصرُ أُتي بِتَوْرٍ من ماء، فأخذ منه كفًا فمسح به وجهه وذراعيه، ورأسه ورجليه، ثم أخذ فضله فشرب قائمًا، وقال: إن الناس يكرهون هذا، وقد رأيت رسول الله ﷺ يفعله، وهذا وضوء من لم يُحدث.

صحيح: رواه النسائي (١٣٠) عن عمرو بن يزيد قال: حدَّثنا بهز بن أسد، قال: حدَّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة فذكر مثله.

عن النزال بن سبرة قال: رأيتُ عليًا ﵁ صلَّى الظهر، ثم قعد لحوائج الناس، فلما حضرتِ العصرُ أُتي بِتَوْرٍ من ماء، فأخذ منه كفًا فمسح به وجهه وذراعيه، ورأسه ورجليه، ثم أخذ فضله فشرب قائمًا، وقال: إن الناس يكرهون هذا، وقد رأيت رسول الله ﷺ يفعله، وهذا وضوء من لم يُحدث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه بيان لهدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وبيان لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء والشرب.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● التَّوْر: إناء صغير من نحاس أو غيره، يشبه الإبريق أو الكوز.
● كفًا: أي ملء كفه من الماء.
● مسح: أمر الوضوء، وهو إمرار اليد المبللة على العضو.
● من لم يُحْدِث: أي من لم ينتقض وضوؤه بحدث أصغر أو أكبر.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف الصحابي الجليل النزال بن سبرة رضي الله عنه ما رأى من فعل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد صلاة الظهر، حيث جلس لقضاء حوائج الناس حتى حان وقت صلاة العصر، فجاءه إناء فيه ماء، فتوضأ منه وضوءًا خفيفًا بمسح أعضائه بدل غسلها، ثم شرب من الماء الباقي وهو واقف، وعلل ذلك بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، وأن هذا الوضوء صالح لمن لم ينتقض وضوؤه.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- جواز المسح على الأعضاء بدل الغسل في الوضوء الخفيف: وهذا خاص بمن كان على طهارة سابقة ولم يحدث، فيكفيه المسح على الوجه واليدين والرأس والرجلين تيسيرًا وتخفيفًا. وهذا من رحمة الله تعالى بتيسير الطهارة على عباده.
2- جواز الشرب قائمًا: فقد شرب علي رضي الله عنه قائمًا، واستدل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن الشرب قائمًا جائز، وإن كان الأفضل الشرب قاعدًا كما في أحاديث أخرى، لكنه ليس محرمًا.
3- الرد على من كره الشرب قائمًا: بين الإمام علي رضي الله عنه أن بعض الناس يكرهون الشرب قائمًا، لكنه بين أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله، مما يدل على أن المسألة خلافية، والأمر فيها واسع، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد.
4- حرص الصحابة على اتباع السنة: حيث حرص الإمام علي رضي الله عنه على بيان سنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الأمور التي يخالف فيها بعض الناس، توضيحًا للحق واتباعًا للهدي النبوي.
5- التيسير في الدين وعدم التشديد: حيث توضأ الإمام علي وضوءًا خفيفًا بحسب الحاجة، ولم يتكلف في استعمال الماء أو الوقت، مما يدل على مراعاة التيسير ورفع الحرج.
6- قضاء حوائج المسلمين: حيث جلس الإمام علي رضي الله عنه بعد الصلاة لقضاء حوائج الناس، مما يدل على أهمية خدمة المسلمين وقضاء مصالحهم.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الوضوء لمن لم يحدث" وهو ما يسمى عند الفقهاء بـ "الوضوء الخفيف" أو "مسح الأعضاء" بدل الغسل.
- جمهور العلماء على جواز المسح بدل الغسل لمن كان على طهارة ولم ينتقض وضوؤه، وهو رواية عن الإمام أحمد واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
- أما الشرب قائمًا، فجمهور العلماء على جوازه، وإن كان الأفضل القعود، كما في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائمًا"، لكنه في رواية أخرى: "شرب قائمًا"، فيجمع بينهما بأن النهي للكراهة التنزيهية، والفعل للجواز.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٣٠) عن عمرو بن يزيد قال: حدَّثنا بهز بن أسد، قال: حدَّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت النزال بن سبرة فذكر مثله.
وبوَّب عليه النسائي بقوله: «صفة الوضوء من غير حدث» ورواه ابن خزيمة في صحيحه (١٦) من طريق محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة به مثله وبوَّب عليه بقوله: «صفة وضوء النبي ﷺ على طُهر من غير حدث كان مما لا يوجب الوضوء» وأصل الحديث في صحيح البخاري في الأشربة (٥٦١٦) عن آدم، عن شعبة به ولفظه: «أنه رضي الله عنه صلَّى الظهر، ثم قعد في حوائج الناس في رحبة الكوفة، حتَّى حضرت صلاةُ العصر، ثم أُتي بماء فشرب، وغسل وجْهَه ويديه - وذكر رأسه ورجليه - ثم قام فشرب فضْلَه وهو قائم ثم قال: إن ناسًا يكرهون الشرب قائمًا، وإن النبي ﷺ صنع مثل ما صنعتُ».
اختار البخاري رحمه الله تعالى رواية آدم علي بهز بن أسد، لأنه ذكر في حديثه غسل الوجه واليدين على المعروف - وأما قوله: وذكر رأسه ورجليه - فلعله يقصد به مسحهما لأن أكثر الرواة
قالوا مثله، قال البيهقي في «السنن الكبرى» (١/ ٧٥) بعد أن أخرج الحديث من طريق آدم: «وفي هذا الحديث الثابت دلالة على أن الحديث الذي روي عن النبي ﷺ في المسح على الرجلين إن صحَّ، فإنما عُني به، وهو طاهر غير مُحِدث، إلَّا أن بعض الرواة كأنه اختصر الحديث فلم ينقل قوله: هذا وضوء من لم يُحدِث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وضوء من لم يحدث

  • 📜 حديث: وضوء من لم يحدث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وضوء من لم يحدث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وضوء من لم يحدث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وضوء من لم يحدث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب