حديث: لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في صفة وضوء النبي ﷺ -
حسن: رواه ابن حبان (١٠٨٩) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدَّثنا حرملة بن يحيى، قال: حدَّثنا ابن وهب، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه أن أبا جبير فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:
الحديث:
عن أبي جبير الكندي أنه قدم على رسول الله ﷺ فأمر رسولُ الله ﷺ بَوضُوءٍ وقال: «توضأ يا أبا جبير!» فبدأ بفيه، فقال له رسولُ الله ﷺ: «لا تبدأ بفيك، فإنَّ الكافر يبدأ بفيه» ثم دعا رسولُ الله ﷺ بَوضوءٍ، فغسل يَديه حتَّى أنقاهُما، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجْهَه ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثًا، ثم غسل يده اليُسرى إلى المرفق ثلاثًا، ثم مسح برأسه وغسل رجليه.
1. شرح المفردات:
● بدأ بفيه: أي بدأ بوضع الماء في فمه (المضمضة) قبل غسل اليدين.
● أنقاهما: طهرهما ونظفهما جيداً من الأوساخ.
● تمضمض: أدخل الماء في فمه وتحريكه.
● استنثر: استخرج الماء من أنفه بعد استنشاقه.
● المرفق: المفصل الذي يصل بين الذراع والساعد.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي أبو جبير الكندي رضي الله عنه أنه عندما قدم على النبي ﷺ، أمره النبي بالوضوء، فلما بدأ أبو جبير بالمضمضة (بداية بالفم) قبل غسل اليدين، نهاه النبي ﷺ عن ذلك، وأخبره أن الكفار يفعلون ذلك، ثم بين له النبي ﷺ صفة الوضوء الصحيحة، والتي تبدأ بغسل اليدين أولاً، ثم المضمضة والاستنشاق، ثم غسل الوجه، ثم اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس، ثم غسل الرجلين.
3. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- وجوب الترتيب في الوضوء: الحديث يدل على وجوب الترتيب في وضوء المسلم، فيبدأ بغسل اليدين قبل المضمضة، خلافاً لما يفعله الكفار.
2- مخالفة الكفار: النهي عن التشبه بالكفار في عباداتهم وأعمالهم، لقوله ﷺ: «فإن الكافر يبدأ بفيه». وهذا من قواعد الشرع الكبرى، وهي وجوب مخالفة أهل الكفر والباطل.
3- بيان صفة الوضوء الكامل: بين النبي ﷺ خطوة خطوة كيف يتوضأ المسلم، مبتدئاً بغسل اليدين، ثم المضمضة والاستنشاق، ثم الوجه، ثم اليدين إلى المرفقين، ثم مسح الرأس، ثم غسل الرجلين.
4- التعليم العملي: النبي ﷺ لم يكتفِ بالقول، بل قام بالوضوء بنفسه ليعلم الصحابة عملياً، مما يدل على أهمية التعليم بالقدوة.
5- النظافة والطهارة: قوله «حتى أنقاهما» يدل على إسباغ الوضوء وإكماله، وإزالة الأوساخ قبل الشروع في فرائض الوضوء.
6- التثليث في الغسل: غسل الأعضاء ثلاث مرات (كما في الوجه واليدين) هو من سنن الوضوء، والأفضل فيها أن لا يزيد على ثلاث.
7- المسح على الرأس مرة واحدة: مسح الرأس كان مرة واحدة في هذا الوضوء، مما يدل على أن المسح مرة واحدة كافٍ.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- فيه دليل على أن غسل اليدين في أول الوضوء سنة مؤكدة، وهو ما يسمى "غسل الكفين" قبل البدء في الوضوء.
- المضمضة والاستنشاق من سنن الوضوء، وهما من تمام الطهارة.
- مسح الرأس يكون مرة واحدة، ولا يجب تكراره ثلاثاً.
- غسل الرجلين إلى الكعبين هو من فرائض الوضوء.
الخلاصة:
الحديث يعلمنا كيف نتوضأ بطريقة صحيحة، مع الابتداء بغسل اليدين أولاً، ثم الترتيب بين أعضاء الوضوء، ومخالفة الكفار في عبادتهم. وهو درس في الاهتمام بالطهارة والنظافة، والتعلم بالقدوة من النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البيهقي (١/ ٤٦) من طريق الليث بن سعد، عن معاوية به صالح به مثله.
وإسناده حسن لأجل معاوية بن صالح وهو: ابن حُدير - بالمهلمة، مصغرًا - الحضرمي من رجال مسلم. إلّا أنه تُكلِّم فيه من ناحية حفظه غير أنه حسن الحديث.
وأما مسح الرقبة والعنق فلم يثبت فيه شيء، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «لم يصح عن النبي ﷺ أنه مسح على عنقه في الوضوء، بل ولا روي عنه ذلك في حديث صحيح، بل الأحاديث الصحيحة التي فيها صفة وضوء النبي ﷺ لم يكن يمسح على عنقه؛ ولهذا لم يستحب ذلك جمهور العلماء كمالك والشافعي وأحمد في ظاهر مذهبهم، ومن استحبه فاعتمد
فيه على أثر يُروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أو حديث يضعف نقله: أنه مسح رأسه حتى بلغ القذال، ومثل ذلك لا يصلح عمدة، ولا يعارض ما دلت عليه الأحاديث، ومن ترك مسح العنق فوضوؤه صحيح باتفاق العلماء، والله أعلم» مجموع الفتاوى (٢١/ ١٢٧ - ١٢٨).
وحديث القذال هو ما رواه الإمام أحمد (١٥٩٥١) وأبو داود (١٣٢) والبيهقي (١/ ٦٠) كلهم عن ليث، عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول الله ﷺ مسح رأسه مرة واحدة، حتى بلغ القذال، وهو أول القفا.
قال أبو داود: قال مسدد: مسح رأسه من مقدمه إلى مؤخره، حتى أخرج يديه من تحت أذنيه، هذا لفظ أبي داود.
ولفظ أحمد: أنه رأى رسول الله ﷺ يمسح رأسه حتى بلغ القذال، وما يليه من مقدم العنق يمرة، قال: القذال: السالفة العنق.
قال أبو داود: قال مسدد: فحدثت به يحيى فأنكره.
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن ابن عيينة زعموا أنه كان ينكره، ويقول: إيش هذا؟ يعني: طلحة عن أبيه عن جده. انتهى.
وفيه ليث وهو ابن أبي سليم سيء الحفظ؛ لأنه اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه، فترك، ولذا ضعفه جمهور أهل العلم، فقال أحمد: مضطرب الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: لين الحديث، لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث. وفيه مصرف أبو طلحة اليامي، لم يرو عنه إلا ابنه، ولم يوثقه أحد فهو «مجهول». وأما جد طلحة فاختلف في صحبته.
قال علي بن عبد الله المديني: قلت لسفيان: إن ليثًا روى عن طلحة بن مصرف عن أبيه، عن جده، أنه رأى النبي ﷺ توضأ؛ فأنكر ذلك سفيان يعني ابن عيينة، وعجب أن يكون جد طلحة لقي النبي ﷺ، قال علي: وسألت عبد الرحمن يعني ابن مهدي عن نسب جد طلحة فقال: عمرو بن كعب أو كعب بن عمرو وكانت له صحبة، وقال غيره: عمرو بن كعب لم يشك فيه.
عن عباس بن محمد الدوري قال: قلت ليحيى بن معين: طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده، رأي جده النبي ﷺ فقال يحيى: المحدثون يقولون: قد رآه وأهل بيت طلحة يقولون: ليست له صحبة.
ذكر هذا كله البيهقي في سننه (١/ ٥٠) وذهب غيرهم إلى أن عمرو بن كعب أو كعب بن عمرو كانت له صحبة.
وبهذا يعرف أن هذا الحديث ضعيف، وقد ضعفه النووي في المجموع (١/ ٣٦٠) وكذلك الحافظ ابن حجر في التلخيص (١/ ٤٣٣) وغيرهم.
وقال النووي أيضا: (١/ ٤٦٤ - ٤٦٥): «وأما الحديث المروي عن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده، ... فهو ضعيف بالاتفاق».
وفي معناه حديث آخر وهو ما رواه البزار (٤٤٨٨) عن إبراهيم بن سعيد، قال: نا محمد بن حجر، عن أبيه، عن أمه، عن وائل بن حجر قال: شهدت النبي ﷺ، وأتي بإناء فيه ماء، فأكفأ على يمينه ثلاثا ... فذكر الحديث بطوله، وجاء فيه: «ومسح ظاهر رقبته وباطن لحيته ثلاثا».
ومن هذا الطريق أيضا رواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٤٩ - ٥٠) ولفظه: «ثم مسح رقبته وباطن لحيته من فضل ماء الوجه».
قال الهيثمي في «المجمع» (١/ ٢٣٢): «وفيه سعيد بن عبد الجبار، قال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات، ومحمد بن حجر وهو ضعيف».
وقال أيضا: (٢/ ١٣٤ - ١٣٥): «وفيه محمد بن حجر، قال البخاري: فيه بعض النظر، وقال الذهبي: له مناكير»، انتهى.
وقال البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٦٩): «فيه نظر».
وفي معناه حديث آخر ذكره الغزالي في الوسيط (١/ ٢٨٧ - ٢٨٨) مرفوعا: «مسح الرقبة أمان من الغل».
قال النووي في شرح المهذب (١/ ٤٦٥): «هذا موضوع، ليس من كلام النبي ﷺ».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 155 حديثاً له شرح
- 29 المحافظ على الوضوء لا يكون إلا مؤمنًا
- 30 من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل
- 31 تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء
- 32 أنا فرطكم على الحوض ويذاد رجال عن حوضي كما يذاد...
- 33 إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن
- 34 غُرٌّ محجّلون من السجود والوضوء يوم القيامة
- 35 غر محجلون بلق من آثار الوضوء
- 36 كان النبي ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره
- 37 ابدأوا بأيامنكم إذا لبستم وإذا توضأتم
- 38 غسل اليدين مرتين في الوضوء
- 39 غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
- 40 من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين غفر له...
- 41 وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ...
- 42 كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا
- 43 مسح رأسه وما أقبل وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرة واحدة
- 44 مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.
- 45 مسح النبي برأسه من فضل ماء كان في يده.
- 46 غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
- 47 معاوية يتوضأ كما رأى رسول الله يتوضأ
- 48 توضأ رسول الله ﷺ مرتين مرتين.
- 49 كيف كان رسول الله يتوضأ ويصلي
- 50 مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين
- 51 صلاة نبي الله ﷺ كما وصفها أبو مالك الأشعري
- 52 توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.
- 53 توضأ النبي ﷺ ثلاثًا ثلاثًا.
- 54 لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
- 55 وضوء من لم يحدث
- 56 الأذنان من الرأس
- 57 يخلل النبي ﷺ لحيته
- 58 خلل لحيته بالماء
- 59 بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
- 60 يدلك أصابعه بخنصره إذا توضأ
- 61 خلل بين أصابع يديك ورجليك عند الوضوء
- 62 إذا استيقظ أحدكم من منامه فليتوضأ فلينتثر ثلاثًا
- 63 استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا.
- 64 يعتدون في الطهور والدعاء
- 65 أسبغوا الوضوء؛ فإن أبا القاسم قال: ويل للأعقاب من النار
- 66 ارجع فأحسن وضوءك
- 67 ويلٌ للأعقاب من النار
- 68 ويل للأعقاب من النار
- 69 ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
- 70 ويل للعراقيب من النار
- 71 أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر...
- 72 توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له: ارجع...
- 73 أمر النبي ﷺ بإعادة الوضوء والصلاة لمن لم يغسل لمعة...
- 74 إسباغ الوضوء
- 75 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة
- 76 إسباغ الوضوء في المكاره تغسل الخطايا
- 77 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة...
- 78 يتوضأ عند كل صلاة ما لم يُحدث
معلومات عن حديث: لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
📜 حديث: لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








