حديث: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة

عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزبيدي يقول: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ويلٌ للأعقاب وبُطونِ الأَقدامِ من النار».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٧٧١٠) قال: حدَّثنا حسن (وهو ابن موسى) قال: حدَّثنا ابن لهيعة، حدَّثنا حيوة بن شُريح، عن عُقبة بن مسلم قال: سمعتُ عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزبيدي فذكر الحديث.

عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزبيدي يقول: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ويلٌ للأعقاب وبُطونِ الأَقدامِ من النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزبيدي يقول: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ».
رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مسلم في صحيحه، وغيرهما.


1. شرح المفردات:


* وَيْلٌ: كلمة وعيد وتهديد، تُقال لهلاكٍ أو عذاب شديد في النار. وهي كلمة تحذير من عاقبة وخيمة.
* الْأَعْقَاب: جمع (عَقِب)، وهو مؤخّر القدم، أو العظم الناتئ في أسفل الرجل.
* بُطُونِ الْأَقْدَام: المقصود بها الأجزاء التي تُلامس الأرض من باطن القدم، والتي قد لا يصلها الماء جيداً إذا لم يُدلّكها الإنسان بيده أثناء الوضوء.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يُحذّر النبي ﷺ تحذيراً شديداً قومًا يُهملون غسل بعض أجزاء أقدامهم في الوضوء، ولا يُحسنون وضوءهم، فيتركون أعقابهم أو بعض مناطق باطن أقدامهم دون أن يصلها الماء، فيكونون بذلك قد نقضوا فرضاً من فرائض الوضوء، وهو غسل الرجلين إلى الكعبين. وهذا التفريط والإهمال يستحقّ الوعيد الشديد بالعذاب في النار.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الدقة والإتقان في العبادة: الحديث يؤكد على وجوب الإتيان بالعبادة على الوجه المطلوب شرعاً، دون تقصير أو إهمال. فالإسلام دين الإتقان، حتى في أدق التفاصيل.
2- الاهتمام بكمال الطهارة: الطهارة شرط لصحة الصلاة، وإهمال جزء صغير منها يُبطلها. فالحديث يعلّم المسلم أن يكون دقيقاً في وضوئه، متأكداً من وصول الماء إلى جميع أعضاء الوضوء المفروضة.
3- الخوف من الله ومحاسبَة النفس: الوعيد في الحديث ("ويل من النار") يزرع في قلب المسلم الخوف من الله، ويجعله يراقب نفسه في أداء الفرائض، ويحاسبها على التقصير.
4- سعة رحمة الله وإنفاذ وعيده: الجمع بين الترغيب والترهيب من سمات التربية النبوية. فكما وعد الله المطيعين بالجنة، فإنه أنذر العصاة بالنار، وهذا من عدله سبحانه.
5- العناية بالسنة العملية: لم يكتفِ النبي ﷺ بالأمر العام بغسل الرجلين، بل بيّن بطريقة عملية وعبر التحذير كيف يكون الإهمال في هذا الغسل، مما يجعل المسلم أكثر حرصاً.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* سبب ورود الحديث: كان الحديث تحذيراً مباشراً لبعض الصحابة الذين رأى النبي ﷺ أعقابهم تلمع (أي لم يصلها الماء) بعد وضوئهم، فناداهم بهذا التحذير الشديد.
* حكم من ترك شيئاً من القدم عمداً: إذا ترك جزءاً من القدم عمداً وهو يعلم أنه فرض، فإن وضوءه غير صحيح، وصلاته بناءً عليه غير صحيحة.
* حكم من ترك شيئاً ناسياً أو جاهلاً: من ترك جزءاً ناسياً أو جاهلاً بالحكم، فإنه يعيد غسل ذلك الجزء ويُتم وضوءه، وصلاته صحيحة إن كان جاهلاً أو ناسياً.
* التدليك (الدلك): يستحب عند很多 العلماء "تدليك" الأعضاء في الوضوء؛ ليتأكد من وصول الماء إلى جميع أجزاء العضو، وخاصة الأماكن التي قد لا يصلها الماء بمجرد صبّه كبين الأصابع والأعقاب.
وفقنا الله وإياك لإحسان العبادة، والإتقان في العمل، وجنبنا مواطن الغفلة والوعيد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٧٧١٠) قال: حدَّثنا حسن (وهو ابن موسى) قال: حدَّثنا ابن لهيعة، حدَّثنا حيوة بن شُريح، عن عُقبة بن مسلم قال: سمعتُ عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزبيدي فذكر الحديث.
وإسناده ضعيف لأجل ابن لهيعة، ولكنه توبع، فقد رواه ابن خزيمة (١٦٣) والدارقطني (١/ ٩٥) والحاكم (١/ ١٦٢) والبيهقي (١/ ٧٠) كلهم من طريق الليث بن سعد، عن حيوة بن شريح به مثله.
قال الحاكم: حديث صحيح ولم يخرجا ذكر بطون الأَقدام.
ولعل الحافظ الهيثمي لم يقف على هذا المرفوع، وإنما وقف على الموقوف الذي أخرجه الإمام أحمد (١٧٧٠٦) عن هارون، حدَّثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني حيوةُ، عن عقبة بن مسلم التجيبي، قال: سمعتُ عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزبيدي من أصحاب النبي ﷺ يقول: ويلٌ للأعقاب وبطون الأَقدام من النار يوم القيامة.
فقال في «مجمع الزوائد» (١/ ٢٤٠) رواه أحمد هكذا، وقال الطبراني في الكبير عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء الزبيدي قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ويلٌ للأعقاب وبطون الأَقدام من النار» وقال: رجال أحمد والطبراني ثقات.
قال الأعظمي: وهو كذلك إلَّا أنه رُوِي مرفوعًا من طريق ابن لهيعة كما مضى. وتم تخريجه في «المنة الكبرى» (١/ ١٥٥)، وقال ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٢٤٨٤): لا نعلم بطون الأَقدام إلَّا في هذا الحديث وحده. وهذا يوجب غسل الرجلين، ولا نعلم أحدًا من أصحاب النبي ﷺ سُمع منه غيره». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 69 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار

  • 📜 حديث: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب