حديث: أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر على الخيل
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة
حسن: رواه أبو داود (٨٠٨) في الصلاة في حديث طويل، وسوف يعاد في باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مسلم في صحيحه، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يخبرنا عن أمر مهم يتعلق بمنزلة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتكريمهم، مع بيان أن هذا التكريم ليس على سبيل التفضيل المطلق، بل في أمور محددة لحكمة عظيمة.
أولاً. شرح المفردات:
● خَصَّنا: أي أفردنا وامتازنا به دون غيرنا.
● نُسْبِغ الوُضُوءَ: الإسباغ هو إتمام الوضوء وإكماله، بإيصال الماء إلى جميع الأعضاء المطلوبة، وإدخال الماء في المحال التي ينبغي إدخاله فيها (كالمضمضة والاستنشاق)، والموالاة بين أعضائه.
● الصَّدَقَةَ: هنا يقصد بها صدقة التطوع التي يتصدق بها الناس، وهي محرمة على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
● نُنْزِي: النَّزْيُ هو أن يُجمع بين الفحلين من نوعين مختلفين لأجل التهجين، أي أن يُلقح الحمار الفحل أنثى الفرس لتلد بغلاً (وهو ولد الحمار من الفرس).
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يؤكد ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفضل آل بيته (بنو هاشم وبنو المطلب) على عامة الناس في الغنائم والمنافع الدنيوية، وإنما خصهم بأمور ثلاثة هي في الحقيقة تكليف وتشريف، وليست تشريفاً فقط:
1- الإسباغ في الوضوء: أي الإتقان والمداومة على الوضوء الكامل التام.
2- تحريم أكل الصدقة عليهم: أي صدقة التطوع، أما الزكاة المفروضة فحلال لهم.
3- تحريم إنزال الحمر على الخيل: أي منع التهجين بين الحمير والخيل.
ثالثاً. شرح الأمور الثلاثة بالتفصيل والدروس المستفادة:
# 1. الأمر بالإسباغ في الوضوء:
● الشرح: هذا أمر بتعميق العبادة وإتقانها، وهو تشريف بتكليفهم بالاجتهاد في الطهارة التي هي مفتاح الصلاة.
● الحكمة والدروس:
● التشريف بالعبادة: أعلى أنواع التشريف هو أن يُكلف الإنسان بعبادة إضافية أو بإتقانها، فهذا يدل على القرب من الله ورسوله.
● القدوة والأسوة: آل البيت هم قدوة للناس، فكان لزاماً عليهم إتقان العبادات الظاهرة ليكونوا مثالاً يُحتذى به.
● الدلالة على عظمة الوضوء: فيه حث لجميع الأمة على إسباغ الوضوء وإتقانه، فهو من أسباب محبة الله تعالى، كما في الحديث: "إن أمتي يُدعون يوم القيامة غرًّا محجّلين من آثار الوضوء".
# 2. تحريم أكل الصدقة (صدقة التطوع) عليهم:
● الشرح: الصدقة فيها معنى الإحسان والمواساة من الغني للفقير، وهي أوساخ الناس (كما ورد في بعض الأحاديث)، فحرّمها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله تكريماً لهم وتطهيراً.
● الحكمة والدروس:
● التطهير من أوساخ الناس: تكريم آل البيت بأن يصون أعراضهم وأيديهم من أن تمتد لأوساخ الناس وأعطياتهم، لشرف نسبهم واتصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم.
● صيانة مكانتهم: لئلا يذلوا أنفسهم بالسؤال أو بأخذ ما يضع منزلة الآخذ. فالعطاء الذي يأخذونه هو من الخمس والغنائم، وهو حق لهم شرعاً بشرف وعز.
● بيان أن التحريم تشريف: فليس كل منع أو حرمان هو نقص، بل قد يكون المنع تكريماً وتعظيماً، كما منع النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقة.
# 3. النهي عن إنزال الحمر على الخيل:
● الشرح: وهو النهي عن تزويج الحمار الفحل من الفرس للحصول على البغل.
● الحكمة والدروس (وهي محل اجتهاد العلماء):
● الرأي الراجح: أن هذا النهي كان وقتياً لحكمة خاصة، وهي المحافظة على سلالة الخيل العربية الأصيلة التي كانت أداة الجهاد في سبيل الله، وخشية أن يؤدي التهجين إلى ضعفها أو انقراض صفاتها الحميدة. فكلف آل البيت بالحفاظ على هذا الأصل الثمين. وقد رُفع هذا الحكم لاحقاً، إذ ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بغلاً فقال: "ما هذا؟" فقيل: هذا بغل. فقال: "ما أنزل الله عليه من حرمة، إلا أنه يعزب على أهله" (أي يثقل عليهم)، مما يدل على الجواز.
● تكريمهم بمهمة سامية: وهي الحفاظ على أحد أهم أدوات الجهاد في ذلك الوقت.
● الفقه في النهي: أن بعض الأحكام قد تكون مؤقتة مرتبطة بمصلحة معينة، فإذا زالت زال حكمها.
رابعاً. فوائد إضافية من الحديث:
1- عدل النبي صلى الله عليه وسلم: حيث لم يفضل أقاربه في أمور الدنيا، بل ساوى بينهم وبين الناس، وهذا من كمال أخلاقه وعدله.
2- التشريف بالتكليف: أعظم أنواع الإكرام هو تكليف الإنسان بما يعظم أجره ودرجته عند الله، لا بإعطائه الدنيا.
3- مكانة آل البيت: هم في منزلة عظيمة، وتكريمهم يكون باتباع سن
تخريج الحديث
قال الترمذي: حسن صحيح.
قال الأعظمي: إسناده حسن لأجل أبي جَهْضم موسى بن سالم مولى آل عباس؛ فإنه صدوق، قال موسى بن سالم: فلقيت عبد الله بن حسن، فقلت: إن عبد الله بن عبيد الله حدثني بكذا وكذا، فقال: إن الخيل كانت في بني هاشم قليلة، فأحبّ أن يكثر فيهم. رواه ابن خزيمة (١/ ٨٩ رقم ١٧٥).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 71 من أصل 155 حديثاً له شرح
- 46 غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
- 47 معاوية يتوضأ كما رأى رسول الله يتوضأ
- 48 توضأ رسول الله ﷺ مرتين مرتين.
- 49 كيف كان رسول الله يتوضأ ويصلي
- 50 مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين
- 51 صلاة نبي الله ﷺ كما وصفها أبو مالك الأشعري
- 52 توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.
- 53 توضأ النبي ﷺ ثلاثًا ثلاثًا.
- 54 لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
- 55 وضوء من لم يحدث
- 56 الأذنان من الرأس
- 57 يخلل النبي ﷺ لحيته
- 58 خلل لحيته بالماء
- 59 بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
- 60 يدلك أصابعه بخنصره إذا توضأ
- 61 خلل بين أصابع يديك ورجليك عند الوضوء
- 62 إذا استيقظ أحدكم من منامه فليتوضأ فلينتثر ثلاثًا
- 63 استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا.
- 64 يعتدون في الطهور والدعاء
- 65 أسبغوا الوضوء؛ فإن أبا القاسم قال: ويل للأعقاب من النار
- 66 ارجع فأحسن وضوءك
- 67 ويلٌ للأعقاب من النار
- 68 ويل للأعقاب من النار
- 69 ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
- 70 ويل للعراقيب من النار
- 71 أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر...
- 72 توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له: ارجع...
- 73 أمر النبي ﷺ بإعادة الوضوء والصلاة لمن لم يغسل لمعة...
- 74 إسباغ الوضوء
- 75 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة
- 76 إسباغ الوضوء في المكاره تغسل الخطايا
- 77 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة...
- 78 يتوضأ عند كل صلاة ما لم يُحدث
- 79 النبي ﷺ صلّى المغرب ولم يتوضأ بعد الأكل
- 80 مسح النبي على الخفين يوم الفتح بوضوء واحد
- 81 من يتوضأ ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن...
- 82 إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ
- 83 توضأ واغسل ذكرك ثم نم
- 84 يتوضأ ثم ينام من أصابته الجنابة
- 85 كان ينام أول الليل ويحيي آخره
- 86 إذا أتى أحدكم أهله ثم بدا له أن يعاود فليتوضأ...
- 87 الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها
- 88 توضؤوا من لحوم الإبل ولا تصلوا في مباركها
- 89 الوضوء مما مست النار
- 90 الوضوء من الطعام الذي مسته النار
- 91 توضؤوا مما مست النار
- 92 توضؤوا مما أنضجت النار
- 93 لم يتوضأ النبي ﷺ من أكل السويق
- 94 أكل كتف شاة وصلى ولم يتوضأ
- 95 احتزاز النبي من كتف شاة وصلاة بلا وضوء
معلومات عن حديث: أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر على الخيل
📜 حديث: أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر على الخيل
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر على الخيل
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر على الخيل
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر على الخيل
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








