حديث: إسباغ الوضوء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة
حسن: رواه ابن خزيمة (١/ ٩٠ رقم ١٧٦) من طريق سفيان، عن سماك، عن عبد الرحمن بن عبد الله - وهو ابن مسعود - عن أبيه، فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي طلبت شرحه هو:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ".
رواه الإمام أحمد في مسنده، والدارمي في سننه، وصححه الألباني.
شرح الحديث
# 1. شرح المفردات:
* أَمَرَنَا: طلب منا أمراً ملزماً على سبيل الوجوب أو الاستحباب المؤكد.
* رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: محمد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين.
* بِإِسْبَاغِ: الإسباغ لغة: الإكمال والإتمام. واصطلاحاً: إبلاغ الماء إلى جميع أعضاء الوضوء المعروفة، وإيصاله إلى ما يجب غسله منها على الوجه الأكمل.
# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ أوصاهم وأمرهم أمراً مؤكداً بأن يُكمِلوا الوضوء ويُتِمُّوه، وذلك بتعميم جميع أعضائه بالماء على الصفة التي بينها الشرع، من غير تفريط ولا تقصير.
# 3. الدروس المستفادة منه:
1- وجوب إتمام الوضوء وإكماله: الأمر في الحديث يقتضي الوجوب، فإسباغ الوضوء واجب لا يصح الوضوء بدونه، لأنه شرط في صحة الصلاة التي هي عماد الدين.
2- الاهتمام بنقاء الظاهر والباطن: الوضوء ليس مجرد غسل للجوارح، بل هو تطهير ظاهري يعقبه تطهير قلبي ومعنوي، كما قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6]. فإسباغه إكمال لهذه الطهارة والنعمة.
3- مكافحة التساهل والتهاون: النهي عن العجلة والتقصير في غسل الأعضاء، كعدم إيصال الماء إلى جميع أجزاء اليد أو الرجل، أو عدم المبالغة في المضمضة والاستنشاق لمن كان متوضئاً.
4- أن الوضوء له هيئة محددة: فالإسباغ يعني أن يكون الغسل على الكيفية التي جاءت بها السنة، من غسل الوجه من منابت الشعر إلى الذقن، وعرضاً إلى فروع الأذنين، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس كله أو بعضه، وغسل الرجلين إلى الكعبين.
5- فضل إسباغ الوضوء: من أسبغ الوضوء ثم صلى، غفر له ما تقدم من ذنبه، كما في الحديث: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري ومسلم).
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
* من مظاهر الإسباغ: المضمضة والاستنشاق بكلية، وتخليل اللحية الكثيفة، وتخليل الأصابع في اليدين والرجلين، وغسل العضو ثلاثاً.
* الفرق بين (الإسباغ) و (الغسل): الإسباغ أعم، فهو يشمل إكمال الغسل وإتمامه بالصفة المشروعة، فليس كل من غسل أعضاءه يكون قد أسبغ الوضوء، بل لا بد من استيعاب العضو بالغسل على الوجه المطلوب.
* حكم من نقص جزءاً من العضو: إذا ترك جزءاً من العضو لم يصله الماء عامداً أو ناسياً، فإن كان عامداً بطل وضوءه وعليه إعادة الصلاة، وإن كان ناسياً فإن ذكر ذلك قريباً أتم غسل ذلك الجزء وأكمل وضوءه وصح وضوءه.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ أوصاهم وأمرهم أمراً مؤكداً بأن يُكمِلوا الوضوء ويُتِمُّوه، وذلك بتعميم جميع أعضائه بالماء على الصفة التي بينها الشرع، من غير تفريط ولا تقصير.
# 3. الدروس المستفادة منه:
1- وجوب إتمام الوضوء وإكماله: الأمر في الحديث يقتضي الوجوب، فإسباغ الوضوء واجب لا يصح الوضوء بدونه، لأنه شرط في صحة الصلاة التي هي عماد الدين.
2- الاهتمام بنقاء الظاهر والباطن: الوضوء ليس مجرد غسل للجوارح، بل هو تطهير ظاهري يعقبه تطهير قلبي ومعنوي، كما قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6]. فإسباغه إكمال لهذه الطهارة والنعمة.
3- مكافحة التساهل والتهاون: النهي عن العجلة والتقصير في غسل الأعضاء، كعدم إيصال الماء إلى جميع أجزاء اليد أو الرجل، أو عدم المبالغة في المضمضة والاستنشاق لمن كان متوضئاً.
4- أن الوضوء له هيئة محددة: فالإسباغ يعني أن يكون الغسل على الكيفية التي جاءت بها السنة، من غسل الوجه من منابت الشعر إلى الذقن، وعرضاً إلى فروع الأذنين، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس كله أو بعضه، وغسل الرجلين إلى الكعبين.
5- فضل إسباغ الوضوء: من أسبغ الوضوء ثم صلى، غفر له ما تقدم من ذنبه، كما في الحديث: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَينِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري ومسلم).
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
* من مظاهر الإسباغ: المضمضة والاستنشاق بكلية، وتخليل اللحية الكثيفة، وتخليل الأصابع في اليدين والرجلين، وغسل العضو ثلاثاً.
* الفرق بين (الإسباغ) و (الغسل): الإسباغ أعم، فهو يشمل إكمال الغسل وإتمامه بالصفة المشروعة، فليس كل من غسل أعضاءه يكون قد أسبغ الوضوء، بل لا بد من استيعاب العضو بالغسل على الوجه المطلوب.
* حكم من نقص جزءاً من العضو: إذا ترك جزءاً من العضو لم يصله الماء عامداً أو ناسياً، فإن كان عامداً بطل وضوءه وعليه إعادة الصلاة، وإن كان ناسياً فإن ذكر ذلك قريباً أتم غسل ذلك الجزء وأكمل وضوءه وصح وضوءه.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن؛ فإنَّ سماكامختلف فيه ولكن رواية سفيان عنه صحيحة كما قال يعقوب بن شيبة: «روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح، وليس من المتثبتين، ومن سمع منه قديمًا مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم».
ورواه أيضًا البزار كما قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٤/ ٨٤).
ثم اعلم رحمك الله أن حديث ابن مسعود بهذا الإسناد رُوِي جزء منه مرفوعًا منه: إسباغ الوضوء، وجزء منه موقوفًا مثل: لا تصلح سفْقتان في سفْقةٍ. وسيأتي تفصيل ذلك في كتاب البيوع.
وأحاديث الباب تدل على وجوب الموالاة في الوضوء، وإليه ذهب مالك وأحمد والشافعي في أحد قوليه، والقول الثاني عنده أن الموالاة مستحبة. انظر: ما كتبته مُفصَّلًا في «المنة الكبرى» (١/ ١٦٦، ١٦٧).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 74 من أصل 155 حديثاً له شرح
- 49 كيف كان رسول الله يتوضأ ويصلي
- 50 مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين
- 51 صلاة نبي الله ﷺ كما وصفها أبو مالك الأشعري
- 52 توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.
- 53 توضأ النبي ﷺ ثلاثًا ثلاثًا.
- 54 لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
- 55 وضوء من لم يحدث
- 56 الأذنان من الرأس
- 57 يخلل النبي ﷺ لحيته
- 58 خلل لحيته بالماء
- 59 بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
- 60 يدلك أصابعه بخنصره إذا توضأ
- 61 خلل بين أصابع يديك ورجليك عند الوضوء
- 62 إذا استيقظ أحدكم من منامه فليتوضأ فلينتثر ثلاثًا
- 63 استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا.
- 64 يعتدون في الطهور والدعاء
- 65 أسبغوا الوضوء؛ فإن أبا القاسم قال: ويل للأعقاب من النار
- 66 ارجع فأحسن وضوءك
- 67 ويلٌ للأعقاب من النار
- 68 ويل للأعقاب من النار
- 69 ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
- 70 ويل للعراقيب من النار
- 71 أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر...
- 72 توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له: ارجع...
- 73 أمر النبي ﷺ بإعادة الوضوء والصلاة لمن لم يغسل لمعة...
- 74 إسباغ الوضوء
- 75 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة
- 76 إسباغ الوضوء في المكاره تغسل الخطايا
- 77 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة...
- 78 يتوضأ عند كل صلاة ما لم يُحدث
- 79 النبي ﷺ صلّى المغرب ولم يتوضأ بعد الأكل
- 80 مسح النبي على الخفين يوم الفتح بوضوء واحد
- 81 من يتوضأ ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن...
- 82 إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ
- 83 توضأ واغسل ذكرك ثم نم
- 84 يتوضأ ثم ينام من أصابته الجنابة
- 85 كان ينام أول الليل ويحيي آخره
- 86 إذا أتى أحدكم أهله ثم بدا له أن يعاود فليتوضأ...
- 87 الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها
- 88 توضؤوا من لحوم الإبل ولا تصلوا في مباركها
- 89 الوضوء مما مست النار
- 90 الوضوء من الطعام الذي مسته النار
- 91 توضؤوا مما مست النار
- 92 توضؤوا مما أنضجت النار
- 93 لم يتوضأ النبي ﷺ من أكل السويق
- 94 أكل كتف شاة وصلى ولم يتوضأ
- 95 احتزاز النبي من كتف شاة وصلاة بلا وضوء
- 96 أكل كتفًا ثم صلى ولم يتوضأ
- 97 كنت أشوي لرسول الله بطن شاة ثم صلى ولم يتوضأ
- 98 أكل ثم صلى ولم يتوضأ من فضل الطعام
معلومات عن حديث: إسباغ الوضوء
📜 حديث: إسباغ الوضوء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إسباغ الوضوء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إسباغ الوضوء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إسباغ الوضوء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








