حديث: يعتدون في الطهور والدعاء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن الإسراف في الماء
صحيح: رواه أبو داود (٩٦) وابن ماجه (٣٨٦٤)، كلاهما من طريق حماد بن سلمة، ثنا سعيد الجُريري، عن أبي نعامة، عن عبد الله بن مغفل، فذكر الحديث، إلَّا أنّ ابن ماجه لم يذكر «الطهور»؛ ولذا أكرر ذكر الحديث في الدعاء.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:
نص الحديث:
عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، أنه سمع ابنه يقول: "اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها"، فقال: "أي بني! سل الله الجنة، وتعوذ به من النار؛ فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطُّهور والدعاء»".
1. شرح المفردات:
● القصر الأبيض: بناء عالٍ فاخر في الجنة، أبيض اللون نفيس.
● عن يمين الجنة: في أفضل المواضع وأرفعها، إذ اليمين موضع الكرامة.
● يعتدون: يتجاوزون الحد المشروع، ويُغالون.
● الطهور: الوضوء والاغتسال.
● الدعاء: سؤال الله تعالى والحاجة إليه.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يدعو الله بأن يُعطيه قصرًا أبيضَ في الجنة في مكان مميز، فنصحه أبوه بأن يسأل الله الجنة كلها، ويستعيذ به من النار، ولا يحدد طلبات دقيقة؛ لأن في ذلك غلوًا وتعديًا في الدعاء. ثم استشهد بحديث رسول الله ﷺ الذي يحذر من وجود أناس في الأمة الإسلامية يبالغون في الطهارة (كالإسراف في الماء أو التكلف في كيفية الغسل) وفي الدعاء (كالتحديد الدقيق لما لم يرد في الشرع، أو المبالغة في الصيغ).
3. الدروس المستفادة منه:
● الاعتدال في العبادة: الإسلام دين الوسطية، فيجب تجنب الغلو والتطرف حتى في العبادات المحمودة كالدعاء والطهارة.
● التأسّي بالنبي ﷺ في الدعاء: ينبغي للعبد أن يقتصر في دعائه على ما ورد في القرآن والسنة، أو ما هو قريب من المعاني الواردة، كسؤال الجنة والنجاة من النار.
● التوجيه التربوي الرقيق: عبد الله بن مغفل رضي الله عنه لم يزجر ابنه بشدة، بل نصحه برفق وحكمة، وهذا منهج تربوي عظيم.
● تحذير من البدع والزيادات: الاعتداء في الدعاء أو الطهور قد يؤدي إلى ابتداع صيغ أو هيئات لم ترد عن الشرع، فيقع المسلم في المخالفة.
● الأفضل في الدعاء العموم لا الخصوص: سؤال الجنة بشكل عام أفضل من تخصيص أمور لم ترد في النصوص، لأن الخير كله في الجنة، والشر كله في النار.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● الحديث رواه أبو داود وأحمد، وهو حسن.
● من أمثلة الاعتداء في الطهور: الإسراف في استعمال الماء في الوضوء أو الغسل، أو التكلف في عدد الغسلات أكثر من الثلاث.
● من أمثلة الاعتداء في الدعاء: تحديد أمور دقيقة لم يرد بها نص (مثل طلب قصر بلون معين في مكان معين)، أو رفع الصوت المبالغ فيه، أو الدعاء بما فيه معصية.
● الدعاء المشروع: أن يدعو المسلم بما ورد في السنة، كقول: "اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل".
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفهم في الدين، والاعتدال في العبادة، وأن يجعلنا من المقبولين الفائزين بجنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده صحيح. وصحّحه الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» (١/ ١٤٤) وصحّحه أيضًا ابن حبان (١٧١٤) والحاكم (١/ ١٦٢، ٥٤٠) إلَّا أن الذهبي قال في التلخيص: فيه إرسال.
قال الأعظمي: لعله التبس عليه أبو نَعامة اسمه قيس بن عباية بأبي نعامة الآخر: واسمه عمرو بن عيسى بن سُوَيد الذي كان من أتباع التابعين، روى له مسلم وغيره، وأما قيس بن عَباية فهو من التابعين مات ما بين عشر إلى عشرين ومائه، روي عن عبد الله بن مغفل وابنه، وعنه سعيد الجُريري. قال ابن عبد البر: هو ثقة عند جميعهم، ووثقه أيضًا ابن معين.
وأما الحديث المشهور الذي كان يرويه سعد، أنه كان يتوضأ فقال له رسول الله ﷺ: «ما هذا السرف؟»، فقال: أفي الوضوء إسراف؟ فقال النبي ﷺ: «نعم، وإن كنت على نهر جار». فهو حديث ضعيف، رواه ابن ماجه (٤٢٥) من طريق ابن لهيعة، عن حُييّ بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي، عن عبد الله بن عمرو، عن سعد.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف حيّى بن عبد الله وعبد الله بن لهيعة.
وكذلك الحديث المشهور الذي يرويه أُبَي بن كعب مرفوعًا: «إن للوضوء شيطانًا يقال له: وَلَهان، فاتقوا وسْواس الماء»، فهو ضعيف أيضًا.
رواه الترمذي (٧٥) وابن ماجه (٤٢١)، وفيه خارجة بن مصعب ضعيف، قال الترمذي: حديث أُبَي بن كعب حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، لا نعلم أحدًا أسنده غير خارجة، وقد رُوِي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن قوله، ولا يصح في هذا الباب عن النبي ﷺ شيء، وخارجة ليس بالقوي عند أصحابنا، وضعَّفه ابن المبارك. انتهى.
وقال ابن أبي حاتم في العلل (رقم ١٣٠): سئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: رَفْعُه إلى النبي ﷺ مُنكر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 155 حديثاً له شرح
- 39 غسل الوجه واليدين والرجلين في الوضوء
- 40 من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين غفر له...
- 41 وضوء علي: من سره أن يعلم وضوء رسول الله ﷺ...
- 42 كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا
- 43 مسح رأسه وما أقبل وما أدبر وصدغيه وأذنيه مرة واحدة
- 44 مسح الرأس كله من قرن الشعر كل ناحية.
- 45 مسح النبي برأسه من فضل ماء كان في يده.
- 46 غسل اليدين والوجه والذراعين ثلاثًا ثلاثًا
- 47 معاوية يتوضأ كما رأى رسول الله يتوضأ
- 48 توضأ رسول الله ﷺ مرتين مرتين.
- 49 كيف كان رسول الله يتوضأ ويصلي
- 50 مسح بناصيته ومسح على العِمامة ومسح على الخفين
- 51 صلاة نبي الله ﷺ كما وصفها أبو مالك الأشعري
- 52 توضأ النبي فمضمض واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ويديه ثلاثًا.
- 53 توضأ النبي ﷺ ثلاثًا ثلاثًا.
- 54 لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه
- 55 وضوء من لم يحدث
- 56 الأذنان من الرأس
- 57 يخلل النبي ﷺ لحيته
- 58 خلل لحيته بالماء
- 59 بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
- 60 يدلك أصابعه بخنصره إذا توضأ
- 61 خلل بين أصابع يديك ورجليك عند الوضوء
- 62 إذا استيقظ أحدكم من منامه فليتوضأ فلينتثر ثلاثًا
- 63 استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا.
- 64 يعتدون في الطهور والدعاء
- 65 أسبغوا الوضوء؛ فإن أبا القاسم قال: ويل للأعقاب من النار
- 66 ارجع فأحسن وضوءك
- 67 ويلٌ للأعقاب من النار
- 68 ويل للأعقاب من النار
- 69 ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
- 70 ويل للعراقيب من النار
- 71 أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة ولا ننزي الحمر...
- 72 توضأ وترك على قدمه مثل موضع الظفر، فقال له: ارجع...
- 73 أمر النبي ﷺ بإعادة الوضوء والصلاة لمن لم يغسل لمعة...
- 74 إسباغ الوضوء
- 75 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة
- 76 إسباغ الوضوء في المكاره تغسل الخطايا
- 77 إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة...
- 78 يتوضأ عند كل صلاة ما لم يُحدث
- 79 النبي ﷺ صلّى المغرب ولم يتوضأ بعد الأكل
- 80 مسح النبي على الخفين يوم الفتح بوضوء واحد
- 81 من يتوضأ ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن...
- 82 إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ
- 83 توضأ واغسل ذكرك ثم نم
- 84 يتوضأ ثم ينام من أصابته الجنابة
- 85 كان ينام أول الليل ويحيي آخره
- 86 إذا أتى أحدكم أهله ثم بدا له أن يعاود فليتوضأ...
- 87 الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها
- 88 توضؤوا من لحوم الإبل ولا تصلوا في مباركها
معلومات عن حديث: يعتدون في الطهور والدعاء
📜 حديث: يعتدون في الطهور والدعاء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يعتدون في الطهور والدعاء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يعتدون في الطهور والدعاء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يعتدون في الطهور والدعاء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








