لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه

حديث: لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه

عن أبي ذرّ، أنَّه سمع النبيّ ﷺ يقول: «لا يرمي رجلٌ رجلًا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إِلَّا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبُه كذلك».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٦٠٤٥)، ومسلم في الإيمان (٦١) كلاهما من حديث عبد الوارث، عن الحسين المعلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، حدثني يحيى بن يعمر، أنّ أبا الأسود الدّيليّ حدّثه، عن أبي ذر، فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يحذر من خطورة التهمة والافتراء على الآخرين، وله شرح كما يلي:

أولاً. شرح المفردات:

● يَرْمِي: يطلق على الرمي بالسهام، وهنا يُقصد به الاتهام والقدح.
● بِالْفُسُوقِ: الفسوق هو الخروج عن طاعة الله، ويُقصد به هنا الاتهام بارتكاب الكبائر والمعاصي.
● بِالْكُفْرِ: هو التكفير، أي اتهامه بأنه خرج من الملة.
● ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ: أي رجعت عليه هذه التهمة وعاقبتها السيئة.
● صَاحِبُهُ: أي المُتَّهَمُ.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من اتهم أخاه المسلم باتهام خطير، بأنه فاسق خارج عن الطاعة، أو كافر خارج من الملة، فإن هذه التهمة سترجع على صاحبها بعقوبة من الله تعالى، إلا إذا كان المتهم كذلك حقاً وكان الاتهام مبنيًا على دليل شرعي صحيح.
فالحديث تحذير شديد من التسرع في إلصاق التهم بالمسلمين دون بينة أو دليل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- حرمة عرض المسلم: فالمسلم أخو المسلم، وعرضه وحرمته مصونة، لا يجوز انتهاكها بالاتهام الباطل.
2- خطورة التكفير والتبديع: التكفير أمره عظيم، والفسق تهمة كبيرة، فلا يُطلقان إلا على من استحل محرماً أو أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، بعد قيام الحجة وانتقاء الشروط وانتفاء الموانع. وهذا من أعظم أسباب حفظ وحدة الأمة.
3- العقوبة من جنس العمل: فمن رمى غيره بظلم، فإن العقوبة الإلهية تكون بأن ترجع عليه تلك التهمة وتصيبه بضرر في دينه أو دنياه.
4- العدل والإنصاف: يوجب الحديث على المسلم أن يكون متثبتاً عدلاً، لا يطلق الاتهامات جزافاً، بل يتأنى ويتحرى الصدق.
5- التخويف من افتراء الكذب على الناس: فهو من الكبائر التي تورد صاحبها المهالك.

رابعاً. معلومات إضافية:

● درجة الحديث: الحديث صحيح، رواه الإمام البخاري في صحيحه.
● مَنزلة أبي ذر رضي الله عنه: هو أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة، من السابقين إلى الإسلام، وكان من الزاهدين العباد.
● تنبيه مهم: هذا الحديث لا يعني منع الإنكار على أهل المنكر والباطل، بل يجب إنكار المنكر بشرطه وآدابه، ولكن الفرق بين الإنكار الشرعي والاتهام الباطل هو الدليل والنية والإنصاف.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحفظون ألسنتهم عن أعراض المسلمين، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأدب (٦٠٤٥)، ومسلم في الإيمان (٦١) كلاهما من حديث عبد الوارث، عن الحسين المعلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، حدثني يحيى بن يعمر، أنّ أبا الأسود الدّيليّ حدّثه، عن أبي ذر، فذكر الحديث.
واللّفظ للبخاريّ. ولفظ مسلم كما هو مذكور في باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 170 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه

📜 حديث: لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية