عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه»

حديث: عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه»

عن عائشة قالت: سأل أناسٌ النّبيَّ ﷺ عن الكهان، فقال: «إنَّهم ليسوا بشيء»، فقالوا: يا رسول اللَّه فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقًّا! قال: فقال النبيُّ ﷺ: «تلك الكلمة من الحقّ يخطفها الجنيّ فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدّجاجة، فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٦١)، ومسلم في السلام (٢٢٢٨) كلاهما من حديث ابن شهاب، قال: أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير، أنه سمع عروة بن الزبير يقول: قالت عائشة، فذكر الحديث، واللَّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● الكهان: جمع كاهن، وهم الذين يدَّعون معرفة الغيب ويخبرون بأمور مستقبلية.
● ليسوا بشيء: أي لا حقيقة لهم ولا وزن لادعاءاتهم، فهم غير معتمدين ولا يصح الالتفات إلى أقوالهم.
● يخطفها: يأخذها بسرعة خفية، كما يخطف الطائر شيئًا بمنقاره.
● الجنيّ: أحد أنواع الجن، وهو الشيطان الذي يستمع إلى أخبار السماء ثم يلقيها إلى الكهان.
● يقرقرها: يرددها بصوت خفيض ومتقطع، مشابه لصوت الدجاجة.
● قرقرة الدجاجة: الصوت الذي تُحدثه الدجاجة عندما تريد أن تبيض أو تنادي فراخها.
● وليه: صاحبه أو الشيطان الموكل بهذا الكاهن.
● يخلطون: يضيفون إلى تلك الكلمة الحق أكاذيب كثيرة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث حقيقة ادعاءات الكهان الذين يدَّعون معرفة الغيب. فيؤكد أنهم لا أساس لادعاءاتهم، وأنهم ليسوا على شيء من الحقيقة. ولكن عندما يعترض السائلون بأن بعض أخبارهم تتحقق، يوضح النبي ﷺ مصدر هذه المعلومة الصادقة أحيانًا: وهي أن الجنّ يسترق السمع من أخبار السماء، ثم يلقي بكلمة حق إلى الكاهن، ولكن الكاهن يضيف عليها الكثير من الأكاذيب، فيختلط الحق بالباطل.

3. الدروس المستفادة منه:

● تحذير شديد من الاقتراب من الكهان والعرافين: فسؤالهم أو تصديقهم منكر عظيم، وقد ورد في أحاديث أخرى أن من أتى كاهنًا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ.
● بيان حيلة الشيطان: حيث يُمكّن للكاهن أحيانًا بكلمة حق ليكسب ثقة الناس، ثم يضلهم بعد ذلك بالأكاذيب.
● عدم الانخداف بما يظهر من صدق بعض تنبؤاتهم: لأن هذه الحالات نادرة ومختلطة بأضعافها من الأكاذيب.
● التأكيد على أن علم الغيب لله وحده: فلا يعلم الغيب إلا الله تعالى، ومن ادعى معرفة الغيب فقد أشرك بالله.
● الحث على التوكل على الله والاستعانة به: والابتعاد عن كل الوسائل الشركية والمنحرفة لمعرفة المستقبل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● الفرق بين الكهانة والعرافة: كثيرًا ما يُستخدم المصطلحان بمعنى متقارب، لكن العرافة أعمّ، وقد تشمل التنجيم والزجر وغيرها.
● موقف المسلم من المستقبل: يجب أن يكون مبنيًا على التوكل على الله والأخذ بالأسباب المشروعة، مع الدعاء والاستخارة.
● هل يعلم الجن الغيب؟: الجن لا يعلمون الغيب، لكن بعضهم يسترق السمع من السماء، وقد منعهم الله بعد بعثة النبي ﷺ بشهب تحرقهم.
● حكم إتيان الكهان: حرام شرعًا، سواءً كان مجرد سؤال أو تصديق، وقد يكون من الكبائر إذا وصل إلى درجة التصديق المطلق لهم.

أسأل الله تعالى أن يحفظنا من الشرك وطرقه، وأن يوفقنا للتمسك بكتابه وسنة نبيه ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٦١)، ومسلم في السلام (٢٢٢٨) كلاهما من حديث ابن شهاب، قال: أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير، أنه سمع عروة بن الزبير يقول: قالت عائشة، فذكر الحديث، واللَّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 177 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه»

📜 حديث: عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه»

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه»

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه»

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه»

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية