حديث: أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا كان هو الكافر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من التحذير في تكفير المسلم

عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أيُّما رجل مسلم أكفر رجلًا مسلمًا، فإن كان كافرًا، وإلّا كان هو الكافر».

صحيح: رواه أبو داود (٤٦٧٨) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن فُضيل بن غزوان، عن نافع، عن ابن عمر، فذكر الحديث، وإسناده صحيح.

عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أيُّما رجل مسلم أكفر رجلًا مسلمًا، فإن كان كافرًا، وإلّا كان هو الكافر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم وخطير، رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْفَرَ رَجُلًا مُسْلِمًا، فَإِنْ كَانَ كَافِرًا، وَإِلَّا كَانَ هُوَ الْكَافِرَ».

أولاً. شرح المفردات:


● «أيُّما»: أداة شرط تفيد العموم، أي: أيُّ رجلٍ كان وأيُّ مسلمٍ حصل منه هذا الفعل.
● «أَكْفَرَ»: أي نَسَبَهُ إلى الكفر، واتهمه به، وقال له: "أنت كافر" أو ما في معناه.
● «فإن كان كافرًا»: أي فإن كان الذي نُسب إلى الكفر حقيقةً كافراً.
● «وإلا كان هو الكافر»: أي وإن لم يكن الموصوف بالكفر كافراً في الواقع، فإنَّ الكفر يرتدُّ على قائله، فيكون هو الكافر بتكفيره لمن لا يستحق التكفير.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يُحذِّر النبي صلى الله عليه وسلم تحذيراً شديداً من التسرع في إطلاق لفظ الكفر على المسلم، ويبين أن من فعل ذلك فإنه يخاطر بدينه.
فالمعنى: أيُّ مسلمٍ قال لأخيه المسلم: "أنت كافر" أو نحوه من ألفاظ التكفير، فإن كانت صفة الكفر ثابتة في ذلك المسلم حقاً (كمن يجحد أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، كمنكر الصلاة أو الزكاة)، فلا إثم على القائل.
أما إذا كان المسلم المُتَّهَم بريئاً من الكفر، مستقيماً على عقيدة التوحيد، فإنَّ هذه التهمة الخطيرة ترتدُّ على صاحبها، ويكون هو الآثم المعرِّض نفسه للوعيد، حتى قيل: إنه يكفر هو بذلك؛ لأنه استحلَّ دم مسلمٍ وعرضه بغير حق، وهذا من أعظم المحرمات.

ثالثًا. الدروس المستفادة منه:


1- خطورة التكفير: التكفير من الأمور الخطيرة التي لا يجوز التهاون فيها، فهو حكم شرعي يترتب عليه إباحة الدم والمال والعرض، فلا يصدر إلا من عالمٍ بصيرٍ بأدلته وشروطه وموانعه.
2- التحذير من التسرع في اتهام المسلمين: يجب على المسلم أن يحسن الظن بإخوانه، ويحمل أقوالهم وأفعالهم على أحسن المحامل ما وجد إلى ذلك سبيلاً.
3- حرمة دم المسلم وعرضه: الحديث يؤكد على عظمة حرمة المسلم، وأن اتهامه بالكفر بدون بينةٍ كافٍ لأن يجعل الاتهام على المتهم.
4- العدل والإنصاف: يجب على المسلم أن يكون عادلاً منصفاً، فيحكم بالظاهر ويَكِل السرائر إلى الله تعالى، ولا يتجرأ على اتهام النيات والعقائد.
5- الفرق بين الحكم على الفعل والحكم على الشخص: يجوز وصف الفعل بأنه كفر أو فعل كفري إذا توافرت فيه شروط ذلك وانتفت موانعه، ولكن الحكم على الشخص المعيَّن بأنه كافر يترتب عليه أحكامٌ خاصةٌ لا تُقال إلا بعد التثبت والتأكد من انتفاء أي عذرٍ قد يمنع من تكفيره.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي عليها مدار عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة التكفير، حيث إنهم يتوقفون فيه ولا يتسرعون.
- من أهم قواعد أهل السنة: "لا نكفِّر أحداً من أهل القبلة بذنبٍ ما لم يستحلَّه".
- التكفير له شروطٌ عديدةٌ (كالعلم، والاختيار، وانتفاء الجهل والإكراه والخطأ والتأويل) وموانع (كالجهل والإكراه)، فلا يُنزَّل على الشخص إلا بعد تحققها جميعاً.
- الواجب على المسلم إذا سمع من أخيه قولاً منكراً أو رأى منه فعلاً منكراً أن ينصحه ويبين له الصواب بلطفٍ وحكمة، لا أن يبادر بتكفيره.
نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا حسن الظن بإخواننا المسلمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٦٧٨) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن فُضيل بن غزوان، عن نافع، عن ابن عمر، فذكر الحديث، وإسناده صحيح.
وفي الباب عن أبي سعيد قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ما أكفر رجلٌ رجلًا قط إلَّا باء أحدُهما بها إن كان كافرًا، وإلّا كُفِّر بتكفيره».
رواه ابن حبان في صحيحه (٢٤٨) عن الحسن بن سفيان، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدثنا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد، فذكر الحديث.
وابن إسحاق مدلّس وقد عنعن، ولم أقف على تصريح منه بالتحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 171 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا كان هو الكافر

  • 📜 حديث: أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا كان هو الكافر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا كان هو الكافر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا كان هو الكافر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا كان هو الكافر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب