حديث: من رغب عن أبيه فهو كفر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفرائض (٦٧٦٨)، ومسلم في الإيمان (٦٢) كلاهما من حديث ابن وهب، أخبرني عمرو، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌ». أخرجه البخاري (6768) ومسلم (61).
شرح الحديث:
# 1. شرح المفردات:
● (ترغبوا): من الرَّغْبَةِ، وهي الإعراض والترك وعدم الرضا. فمعنى "لا ترغبوا عن آبائكم" أي: لا تعرضوا عنهم ولا تتبرؤوا منهم، ولا تتركوا الانتساب إليهم إلى غيرهم.
● (رغب عن أبيه): أي أعرض عن نسبه إلى والده الحقيقي وادعى نسبًا لغيره.
● (فهو كفر): أي هذا الفعل يشبه فعل الكفار في التبرؤ من آبائهم، وهو كفرٌ بالنعمة وجحودٌ للجميل، وقد يكون كفرًا أصغر لا يخرج من الملة، لكنه من كبائر الذنوب. وقيل: هو كفرٌ بمعنى الجحود والنكران.
# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المؤمنين عن أن يتبرأ أحدهم من نسبه إلى أبيه الحقيقي، وينتسب إلى رجل آخر يعتقد أنه أشرف أو أفضل، سواء كان حيًّا أو ميتًا. ويشدد النبي في الوعيد على من يفعل ذلك، ويصف هذا الفعل بأنه "كفر"، لما فيه من جحود النعمة وإنكار الجميل، ومشابهة لأفعال أهل الجاهلية والكفر.
# 3. الدروس المستفادة منه:
1- تحريم الانتساب إلى غير الأب الحقيقي: يحرم على المسلم أن ينكر نسبه إلى أبيه وينتسب إلى غيره، لأي سبب كان، سواء طمعًا في مال، أو رغبة في شرف، أو غير ذلك.
2- التشديد في شأن النسب: النسب من نعم الله العظيمة على العبد، وهو أمانة يجب المحافظة عليها، والتبرؤ منه جحود لتلك النعمة.
3- الوعيد الشديد على هذا الفعل: وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل بأنه "كفر" تحذيرًا من عظمته وخطورته، وإن كان لا يصل إلى الكفر الأكبر المخرج من الملة، إلا أنه من كبائر الذنوب التي تقرب من الكفر.
4- النهي عن مشابهة الكفار: كان من عادات أهل الجاهلية أن ينتسبوا إلى غير آبائهم طلبًا للعزة والشرف، فنهى الإسلام عن ذلك.
5- الحث على بر الوالدين حتى بعد الممات: من بر الولد لأبيه بعد موته أن يحفظ نسبه وينتسب إليه، ولا يخون هذه الأمانة.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم من انتسب إلى غير أبيه: هذا الفعل محرم بإجماع العلماء، وهو من كبائر الذنوب.
● الفرق بين هذا والتبني: نهى الإسلام عن التبني الذي كان معروفًا في الجاهلية، وهو أن ينسب الرجل إليه ولد غيره ويُدعى له، قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5]. وهذا الحديث يؤكد هذا النهي.
● لا حرج في الانتساب إلى الجد أو الكنية: لا بأس أن ينتسب الرجل إلى جده إذا اشتهر بذلك، أو يكنى بغير اسم أبيه، ما دام لا ينكر نسبه الحقيقي.
● حالة من لا يعرف أباه: من لا يعرف أباه فلا إثم عليه، وينتسب إلى من يربيه أو إلى أمه، أو يُعرف بـ "ابن السبيل" أو ما شابه، كما جاء في الشرع.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا البر بآبائنا، وحفظ الأمانات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المؤمنين عن أن يتبرأ أحدهم من نسبه إلى أبيه الحقيقي، وينتسب إلى رجل آخر يعتقد أنه أشرف أو أفضل، سواء كان حيًّا أو ميتًا. ويشدد النبي في الوعيد على من يفعل ذلك، ويصف هذا الفعل بأنه "كفر"، لما فيه من جحود النعمة وإنكار الجميل، ومشابهة لأفعال أهل الجاهلية والكفر.
# 3. الدروس المستفادة منه:
1- تحريم الانتساب إلى غير الأب الحقيقي: يحرم على المسلم أن ينكر نسبه إلى أبيه وينتسب إلى غيره، لأي سبب كان، سواء طمعًا في مال، أو رغبة في شرف، أو غير ذلك.
2- التشديد في شأن النسب: النسب من نعم الله العظيمة على العبد، وهو أمانة يجب المحافظة عليها، والتبرؤ منه جحود لتلك النعمة.
3- الوعيد الشديد على هذا الفعل: وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل بأنه "كفر" تحذيرًا من عظمته وخطورته، وإن كان لا يصل إلى الكفر الأكبر المخرج من الملة، إلا أنه من كبائر الذنوب التي تقرب من الكفر.
4- النهي عن مشابهة الكفار: كان من عادات أهل الجاهلية أن ينتسبوا إلى غير آبائهم طلبًا للعزة والشرف، فنهى الإسلام عن ذلك.
5- الحث على بر الوالدين حتى بعد الممات: من بر الولد لأبيه بعد موته أن يحفظ نسبه وينتسب إليه، ولا يخون هذه الأمانة.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
● حكم من انتسب إلى غير أبيه: هذا الفعل محرم بإجماع العلماء، وهو من كبائر الذنوب.
● الفرق بين هذا والتبني: نهى الإسلام عن التبني الذي كان معروفًا في الجاهلية، وهو أن ينسب الرجل إليه ولد غيره ويُدعى له، قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5]. وهذا الحديث يؤكد هذا النهي.
● لا حرج في الانتساب إلى الجد أو الكنية: لا بأس أن ينتسب الرجل إلى جده إذا اشتهر بذلك، أو يكنى بغير اسم أبيه، ما دام لا ينكر نسبه الحقيقي.
● حالة من لا يعرف أباه: من لا يعرف أباه فلا إثم عليه، وينتسب إلى من يربيه أو إلى أمه، أو يُعرف بـ "ابن السبيل" أو ما شابه، كما جاء في الشرع.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا البر بآبائنا، وحفظ الأمانات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 175 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 150 بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا فطوبى للغرباء
- 151 الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ
- 152 يأرز الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحيّة في جحرها
- 153 فطوبى للغرباء الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس
- 154 طوبى للغرباء أناس صالحون في أناس سوء كثير
- 155 إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء
- 156 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف...
- 157 طلوع الشمس من مغربها
- 158 ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها
- 159 الشمس تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش
- 160 إخوانكم خوَلُكم جعلهم الله تحت أيديكم
- 161 إذا ساءتك سيِّئتُك وسرّتك حسنتُك فأنت مؤمن
- 162 أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
- 163 هي النخلة مثل المسلم لا يسقط ورقها
- 164 لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله
- 165 أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟
- 166 كيف تصنع بلا إله إلّا اللَّه إذا جاءت يوم القيامة؟
- 167 من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
- 168 إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء به أحدهما
- 169 رمي المؤمن بالكفر كقتله
- 170 لا ترم رجلاً بالفسوق ولا بالكفر إلا ارتدت عليه
- 171 أيما رجل مسلم أكفر رجلا مسلمًا فإن كان كافرًا وإلا...
- 172 من ادعى قومًا ليس له فيهم فليتبوأ مقعده من النار
- 173 من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام
- 174 من ادعى إلى غير أبيه فالجنّة عليه حرام
- 175 من رغب عن أبيه فهو كفر
- 176 العبد الآبق لا تقبل له صلاة
- 177 عن النبي ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها...
- 178 ما من مولود إلا يولد على الفطرة
- 179 يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة: لو...
- 180 أخذ ذرية آدم من ظهره وأشهدهم على أنفسهم
- 181 أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان عرفة
- 182 أخذ الله الميثاق على بني آدم ألست بربكم قالوا بلى
- 183 من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه...
- 184 لن يبرح النّاسُ يتساءلون هذا الله خالق كل شيء فمن...
- 185 إنّ أحدكم يأتيه الشّيطانُ فيقول: من خلق الله فليقل آمنت...
- 186 ما تجاوز الله عنه من حديث النفس
- 187 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف...
- 188 إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدُنا أن يتكلَّم به
- 189 سئل النبي ﷺ عن الوسوسة فقال تلك محض الإيمان
- 190 من يجد في نفسه شيئًا لأن يكون حممة أحب إليه...
- 191 لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات
- 192 ولست أبالي حين أقتل مسلمًا على أي شق كان لله...
- 193 بعثني رسول الله إلى اليمن فادعهم إلى شهادة أن لا...
- 194 من قال لا إله إلا الله حرم ماله ودمه وحسابه...
- 195 مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص...
- 196 أي العمل أفضل: إيمان بالله ورسوله ثم الجهاد ثم حج...
- 197 أفضل العمل إيمان بالله وجهاد في سبيله
- 198 أي الذنب أعظم: أن تجعل الله ندًا وهو خلقك
- 199 لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك...
معلومات عن حديث: من رغب عن أبيه فهو كفر
📜 حديث: من رغب عن أبيه فهو كفر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من رغب عن أبيه فهو كفر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من رغب عن أبيه فهو كفر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من رغب عن أبيه فهو كفر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








