حديث: من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم

عن سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أُذناي من رسول اللَّه ﷺ وهو يقول: «من ادّعى أبًا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنّه غير أبيه، فالجنّة عليه حرام».

متفق عليه: رواه مسلم في الإيمان (٦٣) عن عمرو الناقد، حدثنا هشيم بن بشير، أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي عثمان، قال: لما ادُّعِي زياد، لقيتُ أبا بكرة فقلت له: ما هذا الذي صنعتُم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول (فذكره).

عن سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أُذناي من رسول اللَّه ﷺ وهو يقول: «من ادّعى أبًا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنّه غير أبيه، فالجنّة عليه حرام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أُذناي من رسول اللَّه ﷺ وهو يقول: «من ادّعى أبًا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنّه غير أبيه، فالجنّة عليه حرام».


1. شرح المفردات:


● ادّعى: أي انتسب وادّعى النسب.
● أبًا في الإسلام: أي أبًا معروفًا بين المسلمين، أو في حالة الإسلام حيث تكون الأنساب معروفة ومحفوظة.
● غير أبيه: أي غير والده الحقيقي.
● يعلم أنّه غير أبيه: أي يكون عالماً بأن هذا الذي ينتسب إليه ليس أباه الحقيقي.
● الجنّة عليه حرام: أي محرمة عليه، لا يدخلها.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن من انتسب إلى رجل يعلم أنه ليس أباه الحقيقي - سواء كان ذلك بدافع المنفعة الدنيوية، أو الشرف، أو غير ذلك - فإن هذا الفعل كبيرة من الكبائر، وعاقبته أن الجنة محرمة عليه؛ أي أنه لا يدخلها بسبب هذا الإثم العظيم ما لم يتب توبة صادقة.


3. الدروس المستفادة منه:


● حرمة انتساب المرء إلى غير أبيه: وهذا يشمل الدعاوى الكاذبة في النسب، سواءً لأب أو جد أو عائلة، وهو من الكبائر التي توعّد النبي ﷺ فاعلها بحرمانه من الجنة.
● الحفاظ على أنساب المسلمين: الإسلام حريص على حفظ الأنساب وصيانتها من الاختلاط والادعاءات الباطلة؛ لأن في ذلك قطع للأنساب، وضياعًا للحقوق، كحقوق الميراث والنفقة وغيرها.
● التأكيد على الصدق والأمانة: الادعاء الكاذب في النسب منافٍ للصدق الذي هو ركن أساسي في الإسلام، وفيه خيانة للأمانة التي يجب أن يحملها المسلم في أقواله وأفعاله.
● الوعيد الشديد لفاعله: حرمان الجنة وعيد شديد يدل على عظم هذه الجريمة، وأنها ليست من الأمور الهينة، بل هي من الكبائر التي تهدر كرامة الإنسان وتقوده إلى الهلاك في الآخرة.
● وجوب التوبة النصوح: من وقع في هذا الذنب فعليه أن يبادر إلى التوبة الصادقة، ويعلن براءته من هذا الادعاء الكاذب، ويستغفر الله تعالى حتى يغفر له ويتوب عليه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وتواتره.
- النهي عن الانتساب إلى غير الأب يشمل أيضًا الانتساب إلى قوم أو عشيرة ليسوا من أقاربه الحقيقيين بدافع المفاخرة أو الكذب.
- هناك استثناءات شرعية كالتبني المشروع (بمعنى الرعاية والبر دون انتساب)، أو الانتساب إلى من ربّاه وعلمه بدافع البر والصلة دون إنكار النسب الحقيقي، ولكن بشرط ألا يُنسب إلى غير أبيه الحقيقي.
- هذا الحديث يندرج تحت التحذير من الكذب عامة، والكذب في النسب خاصة؛ لما فيه من المفاسد الاجتماعية والدينية.

أسأل الله تعالى أن يحفظنا من الكذب والافتراء، وأن يوفقنا للصدق في الأقوال والأعمال، وأن يجعلنا من أهل الجنة الذين يورثونها بما قدموا من صالح الأعمال. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٦٣) عن عمرو الناقد، حدثنا هشيم بن بشير، أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي عثمان، قال: لما ادُّعِي زياد، لقيتُ أبا بكرة فقلت له: ما هذا الذي صنعتُم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول (فذكره). فقال أبو بكرة: وأنا سمعتُه من رسول اللَّه ﷺ.
ورواه البخاريّ في الفرائض (٦٧٦٦) من وجه آخر عن خالد، بإسناده مختصرًا.
وأما قول أبي عثمان: لما ادُّعِي زياد لقيتُ أبا بكرة، فقلت له: ما هذا الذي صنعتم، إني سمعتُ سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أذناي من رسول اللَّه ﷺ وهو يقول: «من ادّعَى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام»، فقال أبو بكرة: أنا سمعتُه من رسول اللَّه ﷺ، فمعنى هذا الكلام الإنكار على أبي بكرة، وذلك أن زيادًا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان، ويقال فيه: زياد بن أبيه، ويقال: زياد بن أمّه، وهو أخو أبي بكرة لأمّه، وكان يُعرف بزياد بن عبيد الثقفيّ، ثم ادّعاه معاوية بن أبي سفيان وألحقه بأبيه أبي سفيان، وصار من جملة أصحابه بعد أن كان من أصحاب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فلهذا قال أبو عثمان لأبي بكرة: ما هذا الذي صنعتم أي ما هذا الذي جرى من أخيك ما أقبحه وأعظم عقوبته! فإنَّ النبيّ ﷺ حرّم على فاعله الجنة. وقوله: «ادُّعي» ضبطناه بضم الدال وكسر العين مبني لما لم يسم فاعله، أي ادّعاه معاوية، ووجد بخطّ الحافظ أبي عامر العبدريّ:
»ادَّعَى«بفتح الدال والعين، على أنّ زيادًا هو الفاعل، وهذا له وجه من حيث إنّ معاوية ادّعاه وصدّقه زياد، فصار زيادٌ مدعيًا أنه ابن أبي سفيان، واللَّه أعلم». قاله النوويّ في شرح مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 173 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام

  • 📜 حديث: من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من ادعى أبًا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب