حديث: الصلاة خير من النوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قول المؤذن في صلاة الصبح: «الصلاة خير من النوم»

عن أبي محذورة قال: كنت أُؤذِّن لرسول الله ﷺ، وكنتُ أقول في أذان الفجر الأول: حيَّ على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.

حسن: رواه النسائي (٦٤٨) قال: أخبرنا سويد بن نصر، ثنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي جعفر، عن أبي سلمان، عن أبي محذورة، قال فذكر الحديث.

عن أبي محذورة قال: كنت أُؤذِّن لرسول الله ﷺ، وكنتُ أقول في أذان الفجر الأول: حيَّ على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أبو داود في سننه، والإمام النسائي، والإمام ابن ماجه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل أبي محذورة رضي الله عنه، وهو يروي لنا قصة تأذينه للنبي صلى الله عليه وسلم وصفة الأذان الذي علمه إياه، خاصة فيما يتعلق بأذان الفجر.

أولاً. شرح المفردات:


● أُؤَذِّنُ: أصلي الأذان، وأرفع صوتي به.
● الْأَذَانُ الْأَوَّلِ: يقصد به الأذان الذي قبل طلوع الفجر، وهو ما يُعرف today بـ "أذان الصبح" أو "أذان الفجر الأول" الذي يُنادى به للتنبيه على دخول وقت الصلاة، قبل الأذان الثاني (الإقامة) الذي يكون عند الصلاة.
● حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ: تعني: تعالوا إلى الفوز والنجاح، والفلاح هو البقاء في الخير والنجاة من الشر، وهو كناية عن الصلاة التي بها يحصل الفلاح.
● الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ: هذه الجملة تقال خاصة في أذان الفجر فقط، ومعناها: أن القيام للصلاة والاشتغال بها خير من الاستمرار في النوم والغفلة.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي أبو محذورة رضي الله عنه أنه كان مؤذنًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن النبي علمه صفة الأذان. وفي أذان الفجر الأول (الذي قبل الصلاة) كان يزيد بعد قوله "حي على الفلاح" جملة "الصلاة خير من النوم" مرتين، ثم يُكمل الأذان كما هو معروف بقوله "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
وهذا يدل على مشروعية هذه الزيادة في أذان الفجر، وأنها من سنته صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- مشروعية الأذان الأول للفجر: يستحب أن يكون للفجر أذانان: الأول قبل طلوع الفجر (لإيقاظ النائم وتنبيه القائم للتهجد والسحور)، والثاني عند طلوع الفجر لدخول وقت الصلاة. وهذا من رحمة الإسلام ومراعاة أحوال الناس.
2- مشروعية قول "الصلاة خير من النوم" في أذان الفجر: هذه الجملة تقال في الأذان الأول للفجر فقط، وهي من الخصائص التي تميز أذان الفجر عن غيره من الآذان.
3- الحكمة من هذه الزيادة: تذكير الناس بأن ما هم مقبلون عليه من طاعة الله وعبادته (الصلاة) هو خير وأبقى مما هم فيه من راحة ونوم، وهي حافز للنائم ليكسر لذة النوم ويقبل على طاعة ربه.
4- بيان هيئة الأذان الكامل: الحديث يبين لنا صفة كاملة لأذان الفجر كما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأبي محذورة.
5- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم: في هذا الحديث دليل على وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، حتى في كيفية الأذان وكلماته.

رابعًا. معلومات إضافية:


- اتفق الفقهاء على استحباب الأذان الأول للفجر.
- الجمهور (الشافعية والحنابلة والمالكية) على أن قول "الصلاة خير من النوم" من سنن الأذان المستحبة في الأذان الأول للفجر، وليست شرطًا لصحته.
- يقال هذه الجملة مرتين بعد "حي على الفلاح" في الأذان الأول فقط، ولا تقال في الإقامة ولا في أي أذان آخر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٦٤٨) قال: أخبرنا سويد بن نصر، ثنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي جعفر، عن أبي سلمان، عن أبي محذورة، قال فذكر الحديث.
وقال أيضًا: أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى وعبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان بهذا الإسناد نحوه، قال أبو عبد الرحمن (النسائي) وليس بأبي جعفر الفراء. اهـ. فيه أبو سَلْمان المؤذن، قيل اسمه: همام. قال فيه الحافظ: «مقبول».
قال الأعظمي: وهو كذلك لأنه توبع كما سيأتي.
وقول النسائي: ليس بأبي جعفر الفراء، قلت: قال مثل هذا أيضًا عبد الرحمن وهو ابن مهدي - كما رواه الإمام أحمد (١٥٣٧٨) قال: حدثنا عبد الرحمن ثنا سفيان، عن أبي جعفر - قال عبد الرحمن: ليس هو الفراء - عن أبي سلْمان عنه، قال: كنت أؤذِّن في زمن النبي ﷺ صلاة الصبح، فإذا قلتُ: حيَّ على الفلاح، قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم الأذان الأول. وتعقبه المزي فقال: «الصحيح أنه الفراء».
فإذا ثبت أنه الفراء فهو ثقة فقد وثَّقه أبو داود وغيره.
وإن كان غيره فهو مجهول.
ثم إن أبا سَلْمان له متابعات منها ما أخرجه عبد الرزاق (١٧٧٩) عن ابن جريج، قال: حدثني عثمان مولاهم، عن أبيه الشيخ مولى أبي محذورة، وأم عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبي محذورة ... فذكر قصة خروجه إلى حنين وفيه قال له النبي ﷺ: «وإذا أذنت بالأولى من الصبح فقل: الصلاة خير من النوم». مرتين.
ومن طريق عبد الرزاق رواه أبو داود (٥٠١) والإمام أحمد (١٥٣٧٦) عن ابن جريج، عن عثمان بن السائب مولاهم، عن أبيه مولى أبي محذورة، وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة، أنهما سمعاه من أبي محذورة فذكر الحديثَ الإمامُ أحمد مفصلا، وأبو داود مقتصرًا على ذكر: «الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم في الأولى من الصبح».
إلا أن في الإسناد مجاهيل: عثمان وأبوه وأم عبد الملك كلهم مجهولون.
ومنها: ما رواه أبو داود (٥٠٠) وابن حبان (١٦٨٢) كلاهما من حديث مسدد، حدثنا الحارث بن عبيد، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن جده، قال: قلت يا رسول الله! علِّمني سنة الأذان، قال: فمسح مقدم رأسي وقال: فذكر الأذان وفيه: «فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم». والحارث بن عبيد أبو قدامة صدوق يخطئ.
ومنها: ما رواه الدارقطني (١/ ٢٣٨) من طريق عمر بن قيس، عن عبد الملك بن أبي محذورة، عن أبيه، عن النبي ﷺ قال: «يا أبا محذورة! ثن الأولى من الأذان من كل صلاة، وقل في الأولى من صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم».
وفيه عمر بن قيس المكي ضعفه ابن معين وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، ولكن رواه أبو داود (٥٠٤) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة قال: سمعتُ جدي عبد الملك بن أبي محذورة يذكر أنه سمع أبا محذورة يقول: فذكر الحديث وفيه: وكان يقول في الفجر: «الصلاة خير من النوم».
وإبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك ضعَّفه الأزدي، وقال الحافظ: «مجهول».
ومنها: ما رواه الدارقطني أيضًا (١/ ٢٣٧) من طريق أبي بكر بن عياش، ثنا عبد العزيز بن رفيع قال: سمعتُ أبا محذورة يقول: كنت غلامًا صبيًا، فأذَّنتُ بين يدي رسول الله ﷺ الفجر يوم حنين، فلما بلغتُ: حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح قال رسولُ الله ﷺ: «ألحق فيها: الصلاة خير من النوم».
وأبو بكر بن عياش هو: ابن سالم الأسدي الكوفي المقرئ، ووثقه أحمد والعجلي وغيرهما، إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح، وبقية رجاله ثقات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 133 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الصلاة خير من النوم

  • 📜 حديث: الصلاة خير من النوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الصلاة خير من النوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الصلاة خير من النوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الصلاة خير من النوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب