حديث: لا يغرنكم نداء بلال من السحور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الأذان قبل الفجْرِ

عن سمرة بن جندب يقول: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «لا يغرَّنَّ أحدَكم نداءُ بلال من السحور، ولا هذا البياضُ حتَّى يستطيرَ».
وفي رواية: «لا يمنعنكم من سحوركم أذانُ بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكنِ الفجرُ المستطيرُ في الأفق».

صحيح: الرواية الأوّلى أخرجها مسلم في الصيام (١٠٩٤) من طرق عن عبد الله بن سوادة القشيريّ، عن أبيه، عن سمرة بن جندب، وفي رواية شعبة، عن سوادة به بلفظ: «لا يغرنكم نداءُ بلال، ولا هذا البياض حتَّى يبدوُ الفجرُ، أو قال: حتَّى ينفجر الفجرة ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا النسائيّ (٢١٧١) وقال: قال أبو داود (الطيالسي) عن شعبة: وبسط يديه يمينًا وشمالًا.

عن سمرة بن جندب يقول: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «لا يغرَّنَّ أحدَكم نداءُ بلال من السحور، ولا هذا البياضُ حتَّى يستطيرَ».
وفي رواية: «لا يمنعنكم من سحوركم أذانُ بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكنِ الفجرُ المستطيرُ في الأفق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم في بيان وقت الإمساك في الصيام، رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● لا يغرَّنَّ أحدَكم: لا يخدعنَّ أحدَكم ولا يَغُرهُنَّ.
● نداء بلال: الأذان الذي يؤذنه بلال بن رباح رضي الله عنه قبل طلوع الفجر.
● من السحور: أي عن مواصلة تناول السحور.
● ولا هذا البياضُ: هو الضوء المنتشر المعترض في الأفق.
● حتى يستطير: حتى ينتشر ويسطع ويستطير في الأفق انتشاراً واضحاً. (أي ظهور الفجر الصادق).
● الفجر المستطيل: هو البياض الذي يظهر عمودياً في السماء كذنب السرحان (وهو الفجر الكاذب).
● الفجر المستطير: هو النور الذي ينتشر ويعترض في الأفق (وهو الفجر الصادق).

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يُحذّر النبي صلى الله عليه وسلم الصائمين من التسرع في الإمساك عن الطعام والشراب بناء على علامات غير دقيقة. فقد كان بلال رضي الله عنه يؤذن قبل طلوع الفجر الحقيقي لتنبيه الناس ليقوموا للسحور ويستعدوا للصلاة، وليس للإعلام بدخول وقت الفجر. وكذلك فإن أول بياض يظهر في السماء (الفجر الكاذب) ليس هو علامة الإمساك، بل العلامة الحقيقية هي انتشار النور الأحمر (الفجر الصادق) بشكل واضح وعرضي في الأفق.
فالمعنى: لا تدع أذان بلال (الذي قبل الفجر) يمنعكم من مواصلة الأكل والشرب للسحور، ولا يغركم أول بياض يظهر في السماء عمودياً، بل استمروا في السحور حتى ينتشر النور وينبسط في الأفق انتشاراً واضحاً، فهذه هي علامة طلوع الفجر الصادق الذي يجب الإمساك عنده.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- بيان وقت الإمساك الصحيح: وقت الإمساك هو عند طلوع الفجر الصادق، لا قبل ذلك. وهذا فيه تيسير عظيم من الله على العباد، حيث أباح لهم الأكل والشرب حتى يتحقق طلوع الفجر.
2- التأكيد على سنة السحور: الحث على تناول السحور والتأخير فيه إلى قرب طلوع الفجر، امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
3- الفهم الدقيق للنصوص والتمييز بين العلامات: الحديث يعلمنا دقة الملاحظة والتمييز بين الأمور المتشابهة، فليس كل بياض في الأفق هو فجر، وليس كل أذان يعني حرمة الأكل.
4- الحكمة من أذان بلال: كان لبلال أذانان: أذان قبل الفجر للإيقاظ للسحور والتهجد، وأذان بعد طلوع الفجر للإقامة الصلاة. وهذا من تنظيم المجتمع الإسلامي وحكمته.
5- الرد على المتشددين: فيه رد على من يتشدد في أمر الصيام فيُمسك قبل الفجر بوقت طويل بدعوى الاحتياط، فالسنة واضحة في أن وقت الإمساك هو طلوع الفجر الصادق.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● علامة الفجر الصادق: هو البياض المعترض (العرضي) في الأفق الذي ينتشر من الشرق إلى الغرب، ويصاحبه ظهور خط أحمر، ثم يغلب عليه البياض.
● علامة الفجر الكاذب: هو البياض المستطيل (العمودي) الذي يظهر كذنب السرحان (أي كذيل الثعلب)، ويظهر ثم يظلم again، ولا يحرم به الطعام والشراب.
● الحكمة من التمييز: التمييز بينهما مهم جداً للمسلم حتى لا يحرم على نفسه ما أحله الله له من السحور، وحتى لا يأكل بعد دخول وقت الصيام فيبطل صومه.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يجعلنا من الفقهاء في دينه، والعاملين بسنّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

الرواية الأوّلى أخرجها مسلم في الصيام (١٠٩٤) من طرق عن عبد الله بن سوادة القشيريّ، عن أبيه، عن سمرة بن جندب، وفي رواية شعبة، عن سوادة به بلفظ: «لا يغرنكم نداءُ بلال، ولا هذا البياض حتَّى يبدوُ الفجرُ، أو قال: حتَّى ينفجر الفجرة ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا النسائيّ (٢١٧١) وقال: قال أبو داود (الطيالسي) عن شعبة: وبسط يديه يمينًا وشمالًا.
والرّواية الثانية أخرجها الترمذيّ (٧٠٦) من طريق أبي هلال، عن سوادة به، ورواه أبو داود (٢٣٤٦) من طريق حمّاد بن زيد، عن عبد الله بن سوادة به ولفظه: «لا يمنعن من سحوركم أذانُ بلال، ولا بياض الأفق الذي هكذا حتَّى يستطير».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 141 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يغرنكم نداء بلال من السحور

  • 📜 حديث: لا يغرنكم نداء بلال من السحور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يغرنكم نداء بلال من السحور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يغرنكم نداء بلال من السحور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يغرنكم نداء بلال من السحور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب