ابن مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال

حديث: ابن مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال

عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال: «إنَّ ابن مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا، حتَّى يؤذن بلال، فإن بلالًا لا يؤذِّن حتَّى يرى الفجر».

صحيح: أخرجه ابن خزيمة (٤٠٦) من طريق عبد العزيز - يعني ابن محمد - (الدراوردي) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● ابن مكتوم: هو عبد الله بن مكتوم، رضي الله عنه، وهو صحابي جليل كان أعمى، ومؤذنًا لرسول الله ﷺ.
● يؤذن بليل: أي يؤذن للصلاة في وقت متأخر من الليل، قبل طلوع الفجر.
● بلال: هو بلال بن رباح، رضي الله عنه، مؤذن الرسول ﷺ المشهور.
● حتى يرى الفجر: أي حتى يطلع الفجر الصادق ويتبين له نوره.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث أن هناك مؤذنين في زمنه:
- الأول: عبد الله بن مكتوم، وكان يؤذن قبل طلوع الفجر الحقيقي، وذلك كتنبيه للناس بأن وقت السحور قد قارب على الانتهاء.
- الثاني: بلال بن رباح، وكان يؤذن عند طلوع الفجر الصادق، أي عند بداية وقت الصبح.
فأمر النبي ﷺ المسلمين أن يستمروا في الأكل والشرب حتى يسمعوا أذان بلال، لأنه علامة على دخول وقت الفجر وحرمة الطعام على الصائم.

3. الدروس المستفادة منه:

● التيسير على الأمة: شرع الله تعالى الرخص والتسهيلات لأمته، ومنها إباحة الأكل والشرب حتى يتبين الفجر الصادق.
● ضبط وقت الصيام: الفجر الصادق هو المعيار لبدء الصيام، وليس مجرد الأذان، فإذا أذن المؤذن قبل الفجر، جاز الأكل والشرب حتى يطلع الفجر.
● الحكمة من تعدد المؤذنين: كان النبي ﷺ يراعي أحوال الناس، فجعل أذان ابن مكتوم كتنبيه للاستعداد، وأذان بلال للإعلان عن دخول الوقت.
● الاعتماد على البينة الشرعية: المعتبر في دخول وقت الفجر هو رؤيته أو العلم بطلوعه، وليس مجرد سماع الأذان إذا كان قبل الوقت.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- الفجر نوعان:
● الفجر الكاذب: وهو البياض المستطيل في الأفق، ولا يحرم فيه الطعام على الصائم.
● الفجر الصادق: وهو البياض المنتشر المعترض في الأفق، وهو الذي يحرم به الطعام على الصائم ويبدأ به وقت صلاة الفطر.
- هذا الحديث أصل في قواعد الصيام، وفيه رد على من يتشدد في منع الطعام بمجرد سماع الأذان دون تحقق من طلوع الفجر.
- ينبغي للمسلم أن يتسحر ويتأنى في السحور حتى يقترب الوقت، عملاً بهدي النبي ﷺ.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين الصائمين القائمين، وأن يفقهنا في ديننا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه ابن خزيمة (٤٠٦) من طريق عبد العزيز - يعني ابن محمد - (الدراوردي) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
قال ابن خزيمة: «هذا خبر صحيح من جهة النقل، وليس هذا الخبر يُضاد خبر سالم عن ابن عمر، وخبر قاسم عن عائشة، إذ جائز أن يكون النَّبِيّ ﷺ قد كان جعل الأذان بالليل نوائب بين بلال وبين ابن أم مكتوم، فأمر في بعض الليالي بلالًا أن يؤذن أوَّلًا بالليل، فإذا نزل بلال صعد ابن
أم مكتوم فأذَّن بعده بالنهار، فإذا جاءت نوبة ابن أم مكتوم بدأ ابن أم مكتوم فأذَّن بليلٍ، فإذا نزل صعد بلالٌ فأذَّن بعده بالنهار. وكانت مقالة النَّبِيّ ﷺ أن بلالًا يؤذِّن بليل في الوقت الذي كانت النوبة لبلال في الأذان بليلٍ، وكانت مقالة النَّبِيّ ﷺ أن ابن أم مكتوم يؤذِّن بليلٍ في الوقت الذي كانت النوبة في الأذان بالليل نوبة ابن أم مكتوم، فكان النَّبِيّ ﷺ يعلم الناس في كل الوقتين أن الأذان الأوّل منهما هو أذان بليلٍ لا بنهار، وأنه لا يمنع من أراد الصوم طعامًا ولا شرابًا، وأن أذان الثاني إنّما يمنع الطعام والشراب، إذ هو بنهار لا بليلٍ». انتهى.
قال الحافظ ابن حجر: «وأنكر عليه الضياء وغيره، وقيل: لم يكن نوبًا، وإنَّما كانت لهما حالتان مختلفتان، فإن بلالًا كان في أول ما شرع الأذان يؤذن وحده، ولا يؤذن للصبح حتَّى يطلع الفجر ... ثم أردف بابن أم مكتوم وكان يؤذن بليل، واستمر بلال على حالته الأوّلى، وعلى ذلك تنزل رواية أنيسة وغيرها، ثم في آخَّر الأمر أر ابن أم مكتوم لضعفه، ووكل به من يراعي له الفجر، واستقر أذان بلال بليل». «الفتح» (٢/ ١٠٣).
وأمّا ما رواه أبو إسحاق عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «إذا أذَّن عمرو فكلوا واشربوا، فإنه رجل ضرير البصر، وإذا أذنَّ بلال فارفعوا أيديكم، فإن بلالًا لا يؤذن حتَّى يصبح»، رواه ابن خزيمة (٤٠٧) عن أحمد بن منصور الرماديّ، نا أبو المنذر، نا يونس، عن أبي إسحاق به؛ فقد قال ابن خزيمة: لم أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من الأسود.
قال الأعظمي: لأن أبا إسحاق مدلِّس فلابد من التصريح بالسماع.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 140 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابن مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال

📜 حديث: ابن مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ابن مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ابن مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ابن مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية