ناموا عن صلاة الفجر فاستيقظوا بحر الشمس

حديث: ناموا عن صلاة الفجر فاستيقظوا بحر الشمس

عن عمران بن حصين أن رسول الله ﷺ كان في مسير له فناموا من صلاة الفجر، فاستيقظوا بحرِّ الشّمس، فارتفعوا قليلًا حتَّى استقلت الشّمسُ، ثم أمر مؤذِّنًا فأذَّن، فصلَّى ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلَّى الفجْرَ.

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٣) قال: حَدَّثَنَا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام ويسره، وتوضح كيفية قضاء الصلاة الفائتة. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:

● في مسير له: في سفر له وقافلة تسير.
● ناموا عن صلاة الفجر: غلبهم النوم فلم يستيقظوا لصلاة الفجر في وقتها.
● بحَرِّ الشَّمس: بحرارة الشمس، أي استيقظوا عندما أصبحت الشمس حارة وارتفعت.
● ارتفعوا قليلاً: تحركوا من مكانهم بعد استيقاظهم.
● حتى استقلت الشمس: حتى ارتفعت الشمس في كبد السماء وابتعدت عن الأفق، أي خرج وقت صلاة الفجر ودخل وقت صلاة الضحى.
● أمر مؤذناً فأذن: أمر شخصاً ينادي للأذان.
● ثم أقام: ثم نادى للإقامة للصلاة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان في سفر مع أصحابه، فغلَبهم النوم فلم يستيقظوا لصلاة الفجر في وقتها، واستيقظوا بعد طلوع الشمس وارتفاعها. فلم يهلع النبي ﷺ أو يجزع، بل تصرف بهدوئه المعتاد، أمر من يؤذن للصلاة، فصلى ركعتي السنة القبلية للفجر أولاً (لإدراك فضلها)، ثم أقام للصلاة وصلى الفريضة (صلاة الفجر) قضاءً بعد خروج وقتها.

3. الدروس المستفادة والعبر:

هذا الحديث العظيم يحوي كنوزاً من الفوائد والعبر، منها:
* مشروعية قضاء الصلاة الفائتة: الحديث أصل عظيم في وجوب قضاء الفوائت، سواء كان سبب فواتها النوم أو النسيان. فالصلاة لا تسقط عن المكلف بأي حال من الأحوال، بل必须 يقضيها متى ذكرها أو استيقظ من نومه.
* يسر الإسلام وسماحته: يظهر التيسير ورفع الحرج في الدين، فلم يعنف النبي ﷺ أصحابه ولم يؤنبهم على نومهم، بل علم أن ذلك أمر غير اختياري، فشرع لهم ما يصلح حالهم.
* المحافظة على السنن الرواتب: صلى النبي ﷺ الركعتين (سنة الفجر القبلية) قبل الفريضة، وهذا دليل على استحباب قضاء السنن الرواتب مع قضاء الفريضة إذا فاتت، ليكمل المسلم أجرها.
* الأذان والإقامة للقضاء: استحباب الأذان والإقامة للصلاة الفائتة ولو خارج وقتها، ليتميز القضاء عن الأداء، ولتنظيم الصلاة وإعلام الجماعة بها.
* الهدوء والحكمة في المواقف الصعبة: تصرف النبي ﷺ بهدوء وحكمة، فلم يستعجل وأعطى الناس وقتاً ليستعدوا للصلاة بعد استيقاظهم المفاجئ.
* فضل الصحابة ومكانتهم: رغم أنهم ناموا عن الصلاة، إلا أنهم لم يتعمدوا ذلك، وكانوا مجتهدين في الطاعة، وهذا لا ينقص من أقدارهم، فالنوم مغلبة وليس تقصيراً.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* حكم قضاء الصلاة: قضاء الصلاة الفائتة due to النوم أو النسيان واجب بالإجماع.
* ترتيب القضاء: يستحب للمسلم أن يبادر إلى قضاء الصلاة فور تذكرها أو استيقاظه، ولا يجوز تأخيرها بدون عذر. ويقضيها على صفتها التي كانت تؤدى فيها في الوقت (أي ركعتين للفجر، وأربعاً للظهر... إلخ).
* حكم من فاتته صلوات كثيرة: من عليه فوائت كثيرة يجب عليه أن يقضيها حسب الاستطاعة، ويجب عليه المبادرة إلى القضاء والمواظبة عليه حتى ينتهي منه.
أسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٣) قال: حَدَّثَنَا وهب بن بقية، عن خالد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين فذكر الحديث.
إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وخالد هو: ابن عبد الله الطحان.
قال الحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٤) بعد أن روى الحديث من طريق إسحاق بن شاهين، عن خالد بن عبد الله به وهذا حديث صحيح على ما قدمنا ذكره من صحة سماع الحسن عن عمران بن حصين، ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: وفيه الحسن وهو مدلِّس وقد عنعن مع اختلاف في سماعه من عمران بن حصين، والصحيح أنه سمع منه، وقد جاء هذا الحديث من وجه آخر رواه ابن خزيمة (٢/ ٩٩) عن عوف، عن أبي رجاء، قال: حَدَّثَنَا عمران بن حصين، وفيه: «نادي بالصلاة فصلَّى بالناس». وأصله في الصحيحين، وقد سبق ذكره في التيمم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 147 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ناموا عن صلاة الفجر فاستيقظوا بحر الشمس

📜 حديث: ناموا عن صلاة الفجر فاستيقظوا بحر الشمس

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ناموا عن صلاة الفجر فاستيقظوا بحر الشمس

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ناموا عن صلاة الفجر فاستيقظوا بحر الشمس

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ناموا عن صلاة الفجر فاستيقظوا بحر الشمس

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية