حديث: إن سمع أذانا أمسك وإلا أغار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الأذان لمن يصلي وحده

عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يُغير إذا طلع الفجرُ، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانًا أمسك وإلَّا أغار، فسمع رجلًا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله
الله ﷺ «على الفطرة» ثم قال: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، أشهد أن لا إله إِلَّا الله، فقال رسول الله ﷺ: «خرجت من النّار» فنظروا فإذا هو راعي مِعزًى.

متفق عليه: رواه مسلم في الصّلاة (٣٨٢) من طريق حمّاد بن سلمة، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك فذكر الحديث، ورواه البخاريّ في الجهاد (٢٩٤٣) من وجه آخر عن أنس بن مالك مختصرًا.

عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يُغير إذا طلع الفجرُ، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانًا أمسك وإلَّا أغار، فسمع رجلًا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله
الله ﷺ «على الفطرة» ثم قال: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، أشهد أن لا إله إِلَّا الله، فقال رسول الله ﷺ: «خرجت من النّار» فنظروا فإذا هو راعي مِعزًى.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بما يليق بمكانته وفقهه.

أولاً. شرح المفردات:


● يُغير: يهاجم العدو في عقر دارهم بغتة، وهي من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.
● يستمع الأذان: ينصت ويترقب سماع نداء الصلاة من القرى أو البوادي.
● أمسك: كف عن القتال ومنع جنوده من مهاجمة ذلك المكان.
● أغار: واصل الهجوم على العدو.
● على الفطرة: على الإسلام والاستعداد لقبوله، أو على خلق التوحيد الذي فطر الله الناس عليه.
● خرجت من النار: نجّاه الله من النار بدخوله في الإسلام، أو حرم دمه وماله بحكم الإسلام.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في إحدى غزواته يهاجم العدو عند وقت بزوغ الفجر. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا كان قريباً من منطقة أو قرية، فإنه كان يترقب ويستمع لسماع الأذان للصلاة منها. فإن سمع أذاناً، علم أن فيها مسلمين، فكف عن مهاجمتها احتراماً لحرمة المسلمين ودمائهم. وإن لم يسمع أذاناً، أغار عليها.
وفي إحدى هذه المرات، سمع رجلاً يرفع صوته بتكبيرات الأذان (الله أكبر الله أكبر)، ثم نطق بالشهادتين (أشهد أن لا إله إلا الله). فاستدل النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك على أن هذا الرجل مسلم، فأمر بعدم مهاجمة تلك المنطقة. بل إنه علّق على قول الرجل "أشهد أن لا إله إلا الله" بأن هذا القول قد أخرجه من النار، أي كان سبباً في نجاته من الخلود فيها. وعندما بحث الصحابة عن صاحب هذا الصوت، وجدوه راعياً بسيطاً يرعى الماعز.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وعدله: فقد شرع هذه القاعدة العظيمة لاحترام حرمة المسلمين ودمائهم وأموالهم، حتى وهم في أراضي العدو.
2- عظمة كلمة التوحيد (لا إله إلا الله): فهي المفتاح الحقيقي للنجاة من النار، وهي التي تحرم دم الإنسان وماله وتجعله من أهل الإسلام.
3- قيمة النية والعمل البسيط: فلم يكن هذا الرجل عالماً أو شيخاً، بل كان راعياً بسيطاً، لكن صدق نيته وإخلاصه في توحيد الله كانا سبباً في نجاة منطقة بأكملها من الهجوم.
4- التثبت وعدم التسرع في إطلاق الأحكام: لم يهاجم النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد الشك، بل انتظر دليلاً واضحاً (سماع الأذان) يتيح له تمييز المسلمين من غيرهم.
5- أن الإسلام يرفع منزلة صاحبه: لا فرق بين العربي والعجمي، ولا بين الغني والفقير، إلا بالتقوى. فها هو راعي الماعز يصبح سبباً في حفظ حرمات قومه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول قانون الحرب في الإسلام، الذي يميز بين المحاربين وغيرهم، ويوجب التثبت قبل القتال.
- فيه دليل على فضل الأذان وعظم شأنه، حتى إنه كان علامة يعرف بها المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
- يستفاد منه أن النطق بالشهادتين هو الحد الفاصل بين الكفر والإيمان، وهو الذي يترتب عليه أحكام الإسلام في الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل لا إله إلا الله، وأن يحشرنا في زمرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصّلاة (٣٨٢) من طريق حمّاد بن سلمة، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك فذكر الحديث، ورواه البخاريّ في الجهاد (٢٩٤٣) من وجه آخر عن أنس بن مالك مختصرًا.
وقوله: «على الفطرة» أي: على الإسلام.
وقوله: «خرجت من النّار» أي: بالتوحيد.
وقوله: «فإذا هو راعي معزى» قال النوويّ: «احتج به بأن الأذان مشروع للمفرد، وهذا هو الصَّحيح في مذهبنا ومذهب غيرنا .. انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 150 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن سمع أذانا أمسك وإلا أغار

  • 📜 حديث: إن سمع أذانا أمسك وإلا أغار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن سمع أذانا أمسك وإلا أغار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن سمع أذانا أمسك وإلا أغار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن سمع أذانا أمسك وإلا أغار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب