نام النبي ﷺ عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس

حديث: نام النبي ﷺ عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس

عن عمرو بن أمية الضمري قال: كنا مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره، فنام عن الصبح حتَّى طلعت الشمسُ، فاستيقظ رسولُ الله ﷺ فقال: «تنحَّوا عن هذا المكان» قال: ثم أمر بلالًا فأذَّن، ثم توضؤا وصلَّوا ركعتي الفجر، ثم أمر بلالًا فأقام الصّلاةَ، فصلى بهم صلاة الصبح.

حسن: رواه أبو داود (٤٤٤) قال: حَدَّثَنَا عباس العنبري؛ ح: وحدثنا أحمد بن صالح - وهذا لفظ عباس - أن عبد الله بن يزيد حدَّثهم عن حَيْوة بن شريح، عن عَيَّاش بن عباس - يعني القتباني - أن كليب بن صُبح حدَّثهم أن الزِّبرقان حدَّثه عن عمه عمرو بن أمية الضمري فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه عِبرٌ ودروس عظيمة. وإليك شرحه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:

* عمرو بن أمية الضمري: صحابي جليل، من بني ضمرة، إحدى قبائل كنانة.
* في بعض أسفاره: في إحدى رحلاته أو غزواته صلى الله عليه وسلم.
* تنحوا عن هذا المكان: ابتعدوا وابتعثوا عن الموضع الذي ناموا فيه. وفي رواية أخرى: «ارتحلوا عن هذا المكان»، أي اتركوه.
* أذَّن: نادى للصلاة بالأذان المعروف.
* أقام الصلاة: نادى للإقامة للدخول في الصلاة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الصحابي الجليل عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فناموا جميعاً -包括 النبي صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس. فلما استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، أمرهم أولاً بمغادرة ذلك المكان الذي ناموا فيه وتأخروا عن الصلاة، ثم شرع في قضاء الصلاة فوراً، فأمر بلالاً رضي الله عنه أن يؤذن، ثم توضأ النبي صلى الله عليه وسلم وصلى ركعتي سنة الفجر، ثم أمر بلالاً أن يقيم الصلاة فصلى بهم صلاة الفجر قضاءً.

3. الدروس المستفادة منه:

هذا الحديث من جوامع الكلم، وفيه دروس عظيمة، منها:
* بشريَّة النبي صلى الله عليه وسلم: فهو بشر ينام ويتعب وينسى، وهذا من أعظم الأدلة على بشريته، وليس فيه نقص، بل هو كمال؛ لأنه عبد الله ورسوله. قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}.
* وجوب قضاء الفوائت: دلَّ فعل النبي صلى الله عليه وسلم على وجوب قضاء الصلاة إذا فاتت على الإنسان، سواء كان ذلك بنوم أو نسيان. فالصلاة لا تسقط عن المكلف بحال.
* الحكمة من الأمر بمغادرة المكان: أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالارتحال عن ذلك المكان لسببين:
1- أنه مكان غلبهم الشيطان فيه، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يبتعد عن موضع المعصية (وهو تفويت الصلاة في وقتها).
2- لئلا يتخذ الناس ذلك المكان مُصلّىً وموضع عبادة، وهو المكان الذي فاتتهم فيه الصلاة، فيكون ذلك ذريعة للتقصير.
* المحافظة على السنن الرواتب: صلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتي سنة الفجر أولاً قبل أن يصلي الفريضة، مما يدل على تأكيد المحافظة على السنن الرواتب حتى في حال القضاء.
* ترتيب القضاء: فيه دليل على أن السنة أن يقضي الإنسان الصلاة الفائتة بنفس ترتيبها المعتاد (أذان، ثم سنة، ثم إقامة، ثم فريضة)، وهذا من كمال هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
* التيسير ورفع الحرج: الحديث فيه تيسير من الله تعالى على هذه الأمة، فالنوم والنسيان من الأمور التي يعذر بها الإنسان، ويقضي ما فاته دون إثم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث يدخل في باب "سقوط الصلاة عن النائم حتى يستيقظ"، وهو مذهب جمهور العلماء.
* وقت قضاء صلاة الفجر إذا فاتت يمتد إلى ما قبل صلاة الظهر، ولكن الأفضل المبادرة إلى القضاء فور الاستيقاظ أو تذكر الصلاة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
* يستحب لمن فاتته الصلاة أن يقضيها على صفتها الكاملة، بأذان وإقامة وجماعة إذا تيسر ذلك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٤) قال: حَدَّثَنَا عباس العنبري؛ ح: وحدثنا أحمد بن صالح - وهذا لفظ عباس - أن عبد الله بن يزيد حدَّثهم عن حَيْوة بن شريح، عن عَيَّاش بن عباس - يعني القتباني - أن كليب بن صُبح حدَّثهم أن الزِّبرقان حدَّثه عن عمه عمرو بن أمية الضمري فذكر الحديث.
وإسناده حسن لأجل كليب بن صُبح الأصبحي المصري فإنه «صدوق» كما في التقريب وحسنه أيضًا المنذري في مختصره.
والزِّبرقان هو: ابن عبد الله الضمريّ، روى عن عم أبيه عمرو بن أمية الضمريّ، وعن عمه جعفر بن عمرو بن أمية.
قال أحمد بن صالح: الصواب فيه الزِّبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن عمه جعفر بن عمرو، عن عمرو بن أمية. ثم أفرد الحافظ ابن حجر ترجمة الزِّبرقان بن عمرو بن أمية الضمري وقال: لم يفرق البخاريّ فمن بعده بينهما إِلَّا ابن حبان ذكر هذا في ترجمة مفردة عن الذي يرُوي عنه كليب بن صُبح، ثم انتقده قائلًا: لا حجة في تفرقته إذ لم ينص على أنهما اثنان.
قال الأعظمي: وفي كل الأحوال لا يكون عمرو بن أمية عم الزِّبرقان، فلابد من إضافة «عن» ليصبح الزِّبرقان حدَّثه عن عمه، عن عمرو بن أمية الضمري ليستقيم الإسناد.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 148 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نام النبي ﷺ عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس

📜 حديث: نام النبي ﷺ عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نام النبي ﷺ عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نام النبي ﷺ عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نام النبي ﷺ عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية