من نام أو نسي فليصل إذا ذكر

حديث: من نام أو نسي فليصل إذا ذكر

عن عبد الله بن مسعود قال: أقبلنا مع رسول الله ﷺ زمن الحديبية، فقال رسول الله ﷺ: «من يكلؤنا؟» فقال بلال: أنا، فناموا حتَّى طلعتِ الشّمس، فاستيقظ النَّبِيّ ﷺ فقال: «افعلوا كما كنتم تفعلون» قال: ففعلنا، قال: فكذلك فافعلوا لمن نام أو نسي».

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٧) عن محمد بن المثنى: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، ثنا: شعبة، عن جامع بن شداد، سمعت عبد الرحمن بن أبي علقمة، سمعتُ عبد الله بن مسعود فذكر الحديث، ورجاله ثقات، وإسناده صحيح.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث العظيمة التي تبين سماحة الإسلام ويسره، وتوضح حكم من نام عن صلاة الفجر حتى طلوع الشمس.

أولاً. شرح المفردات:

● أقبلنا مع رسول الله ﷺ زمن الحديبية: أي كنا راجعين من صلح الحديبية في طريق عودتنا إلى المدينة المنورة.
● من يكلؤنا؟: من يحرسنا ويقوم على حراستنا ليلاً حتى ننام؟ والمقصود طلب من يتعهد بإيقاظهم لصلاة الفجر.
● فناموا حتى طلعت الشمس: نام الجميع،包括 النبي ﷺ، حتى شروق الشمس.
● افعلوا كما كنتم تفعلون: أي صلوا الصلاة كما كنتم تؤدونها في وقتها، فأدوا صلاة الفجر.
● فكذلك فافعلوا لمن نام أو نسي: أي هذه هي السنة فافعلوا مثل هذا الفعل (أداء الصلاة عند الاستيقاظ) لكل من نام عن الصلاة أو نسيها.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن واقعة حدثت أثناء عودة النبي ﷺ وأصحابه من صلح الحديبية. وفي ليلة من الليالي، طلب النبي ﷺ من يصحى للحراسة (والمقصد الأساسي إيقاظهم للصلاة)، فتطوع بلال رضي الله عنه. لكن النعاس غلب الجميع،包括 بلال الذي كان meant to be on watch، فناموا جميعاً حتى طلعت الشمس.
عندما استيقظ النبي ﷺ ورأى الشمس قد طلعت، لم يوبخ أو يعنف، بل أمر الصحابة بأن يقيموا الصلاة ويؤدوها كما كانوا يفعلون في وقتها (أي بأذان وإقامة وصلاة كاملة)، ثم بين أن هذه هي السنة والطريقة التي يجب على كل مسلم فعلها إذا فاتته صلاة بسبب النوم أو النسيان، وهي أداؤها فور تذكره واستيقاظه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- يسر الإسلام وسماحته: يظهر الحديث مدى يسر الشريعة الإسلامية ومراعاتها للطبيعة البشرية، حيث لم يعاقب الله ورسوله من نام عن الصلاة، بل شرع له القضاء.
2- مشروعية قضاء الفائتة: الحديث أصل من أصول قضاء الصلوات الفائتة بسبب النوم أو النسيان، وهو إجماع بين العلماء.
3- الحرص على الصلاة: حرص النبي ﷺ على الصلاة وأدائها حتى بعد فوات وقتها يدل على عظم مكانتها في الإسلام.
4- القدوة الحسنة: النبي ﷺ لم يعذر نفسه بل نام وقضى الصلاة مثل أي شخص آخر، مما يجعله القدوة العملية لأمته.
5- التعامل باللين والرفق: لم يغضب النبي ﷺ من بلال أو الصحابة، بل تعامل بالحكمة والرفق، وأرشدهم إلى الحل الشرعي.
6- بيان وقت القضاء: يستفاد من الحديث أن الصلاة الفائتة تقضى فور التذكر أو الاستيقاظ، ولا يجوز تأخيرها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذه الواقعة كانت سبباً في نزول آية التيمم في نفس رحلة الحديبية، كما في الصحيحين، مما يدل على كثرة الحوادث والفوائد الشرعية التي حدثت في تلك الرحلة المباركة.
- اتفق الفقهاء على أن من نام عن صلاة أو نسيها يجب عليه قضاؤها متى ذكرها أو استيقظ، ولا إثم عليه في ذلك.
- يستحب للشخص الذي يستيقظ لصلاة الفجر بعد طلوع الشمس أن يصليها أولاً، ثم يصلي بعدها ركعتي سنة الفجر (الرغيبة)، لأن وقت سنتها قد فات، ولكن يصليها قضاءً.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات في أوقاتها، وأن يعفو عن تقصيرنا، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٧) عن محمد بن المثنى: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، ثنا: شعبة، عن جامع بن شداد، سمعت عبد الرحمن بن أبي علقمة، سمعتُ عبد الله بن مسعود فذكر الحديث، ورجاله ثقات، وإسناده صحيح.
وعبد الرحمن بن أبي علقمة يقال له أيضًا: عبد الرحمن بن علقمة وهو من التابعين، وقيل: كان له صحبة.
وقوله: «افعلوا كما كنتم تفعلون«أي: كما كنتم تفعلون في الوقت من وضوء وأذان وإقامة وصلاة.
وقد جاء تفصيل ذلك في حديث رواه ابن حبان في صحيحه (١٥٨٠) من حديث القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: سرنا ذات ليلة مع رسول الله ﷺ فقلنا: يا رسول الله! لو أمسينا الأرض فَنُمْنَا، رعَتْ ركائبُنا، قال: فمن يحرسنا؟» قلت: أنا، قال: فغلبتني عينيّ، فلم توقظني إِلَّا وقد طلعتِ الشّمسُ، ولم يستيقظ رسولُ الله ﷺ إِلَّا بكلامنا، قال: فأمر بلالًا فأذَّن، ثم أقام فصلى بنا، انتهى. انظر «نصب الراية» (١/ ٢٨٢).
وفي الباب أحاديث أخرى إِلَّا أنها لم تصح، منها: حديث بلال عند البزّار وفيه انقطاع، وحديث ذي مخبر الحبشي عند أبي داود، وفيه يزيد بن صالح أو صُليح «مقبول»، وحديث ابن عباس عند أبي يعلى والبزّار، والصواب أنه رواه مسروق مرسلًا كما عند ابن أبي شيبة (٢/ ٨٢).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 149 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من نام أو نسي فليصل إذا ذكر

📜 حديث: من نام أو نسي فليصل إذا ذكر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من نام أو نسي فليصل إذا ذكر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من نام أو نسي فليصل إذا ذكر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من نام أو نسي فليصل إذا ذكر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية