حديث: كان النبي ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقول بعد التكبير

عن أبي هريرة يقول: كان رسول الله ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ولم يسكت.

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٩٩) معلقًا قال: وحُدِّثتُ عن يحيى بن حسان ويونس المؤدِّب وغيرهما قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عمارةُ بن القعقاع، حدثنا أبو زرعة.

عن أبي هريرة يقول: كان رسول الله ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ولم يسكت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ وعملاً بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وَلَمْ يَسْكُتْ».
(رواه مسلم في صحيحه)


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


● نهض: قام وانتصب قائماً.
● من الركعة الثانية: أي بعد أن يجلس للتشهد الأول في الصلاة الثلاثية أو الرباعية، ثم يقوم لأداء الركعة الثالثة (أو الثالثة والرابعة).
● استفتح القراءة: بدأ قراءته في القيام.
● بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: أي بسورة الفاتحة.
● ولم يسكت: لم يلتزم سكوتاً أو وقفة بين القيام وبدء القراءة.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن هذا الحديث هدي النبي ﷺ عندما يقوم من جلسة التشهد الأول (بعد الركعة الثانية) لأداء الركعة الثالثة في الصلاة. فكان ﷺ يبدأ القراءة فور استوائه قائماً، مبتدئاً بسورة الفاتحة مباشرة، دون أن يتوقف أو يسكت فترة قبل البدء في القراءة. وهذا يدل على استمرارية الفعل وعدم وجود ذكر أو دعاء خاص في هذه الهيئة.

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
● وجوب أو استحباب قراءة الفاتحة في كل ركعة: الحديث دليل على أن قراءة سورة الفاتحة واجبة في كل ركعة من ركعات الصلاة، سواء كانت الركعة الأولى أم الأخيرة، وهو مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
● المبادرة إلى القراءة بعد القيام: يستفاد من الحديث أن المشروع للمصلي أن يشرع في القراءة بمجرد ما يستوي قائماً معتدلاً، دون تأخير. وهذا من كمال الخشوع وعدم إطالة الصلاة بغير ذكر مشروع.
● بيان هدي النبي ﷺ في الصلاة: الحديث يرد على من قد يظن أن هناك ذكراً أو دعاءً يُقال عند الرفع من التشهد الأول، فبيّن النبي ﷺ بفعله أنه لا يوجد شيء من ذلك، وإنما يبدأ بالقراءة فوراً.
● الفرق بين القيام من الركعة الأولى والقيام من التشهد: عندما يقوم المصلي من الركعة الأولى (بعد السجود) فإنه يقول: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد" وهو قائم. أما عند القيام من جلسة التشهد، فلا يشرع فيه شيء من الأذكار، بل يبدأ بالقراءة مباشرة، كما في هذا الحديث. وهذا من دقة متابعة هدي النبي ﷺ.
● إبطال بدعة السكوت: قوله: «وَلَمْ يَسْكُتْ» فيه إشارة إلى نفي أي سكوت أو وقفة متعمدة في هذا الموضع، مما يبطل أي فعل يحدثه الناس من توقف أو ذكر غير وارد.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب صفة الصلاة، ويجمع بينه وبين الأحاديث التي تأمر بقراءة الفاتحة في كل ركعة.
- العمل بهذا الحديث هو اتباع للسنة النبوية في أدق تفاصيل الصلاة، مما يزيد في إتقانها وقبولها.
- ينبغي للمصلي أن يحرص على هذا الهدي النبوي، فيقوم معتدلاً ثم يبدأ مباشرة بقراءة سورة الفاتحة، محافظاً على استمرارية الصلاة وعدم إدخال ما ليس منها فيها.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والأعمال، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٩٩) معلقًا قال: وحُدِّثتُ عن يحيى بن حسان ويونس المؤدِّب وغيرهما قالوا: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عمارةُ بن القعقاع، حدثنا أبو زرعة. قال: سمعت أبا هريرة فذكر الحديث.
قال المازري في «المعلم» (١/ ٢٨٣): «هذا الحديث مقطوع من الأحاديث الأربعة عشر المقطوعة في هذا الكتاب». ووصله الحافظ أبو بكر البزَّار فرواه عن أبي الحسن محمد بن مسكين اليمامي، نزيل البصرة، عن يحيى بن حسَّان التنيسي بإسناده.
ومحمد بن مسكين روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
انظر: «غرر الفوائد المجموعة» لرشيد الدين العطَّار.
ووصله أيضًا الحاكم في المستدرك (١/ ٢١٥، ٢١٦) عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجي، ثنا عبد الواحد بن زياد به مثله. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي (٢/ ١٩٦، ١٩٧) كما رواه أيضًا من طريق آخر عن عبد الواحد بن زياد. قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
وقال البيهقي: «وهو حديث صحيح، ويحتمل أنه أراد به أنه لا يسكت في الثانية كسكوته في الأولى للاستفتاح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 214 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

  • 📜 حديث: كان النبي ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب