حديث: فأكثروا التسبيح لما أفزعهم قيام النبي صلى الله عليه وسلم ليتم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

بابُ إذا تأخَّر الإمام تقام الصلاة

عن المغيرة بن شعبة أنه غزا مع رسول الله ﷺ تبوك، قال المغيرة: فتبرَّز رسولُ الله ﷺ قِبل الغائِط فحملت معه إداوةً قبل صلاة الفجر.
قال المغيرة: فأقبلتُ معه حتى نجدَ الناسَ قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلَّى لهم، فأدرك رسول الله ﷺ إحدى الركعتين، فصلَّى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلَّم عبد الرحمن بن عوف، قام رسولُ الله ﷺ يُتم صلاتَه، فأفزعَ ذلك المسلمين. فأَكْثَرُوا التسبيحَ، فلما قضى النبي ﷺ صلاتَه أقبل عليهم، ثم قال: «أحسنتُم» أو قال: «قد أصبتُم» يغبِطُهم أن صلُّوا الصلاة لوقتها.
وفي رواية: قال المغيرة: فأردت تأخير عبد الرحمن، فقال النبي ﷺ: «دعه».

متفق عليه: رواه مالك في الطهارة (٤١) عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد - من ولد المغيرة بن شعبة، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة.

عن المغيرة بن شعبة أنه غزا مع رسول الله ﷺ تبوك، قال المغيرة: فتبرَّز رسولُ الله ﷺ قِبل الغائِط فحملت معه إداوةً قبل صلاة الفجر.
قال المغيرة: فأقبلتُ معه حتى نجدَ الناسَ قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلَّى لهم، فأدرك رسول الله ﷺ إحدى الركعتين، فصلَّى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلَّم عبد الرحمن بن عوف، قام رسولُ الله ﷺ يُتم صلاتَه، فأفزعَ ذلك المسلمين. فأَكْثَرُوا التسبيحَ، فلما قضى النبي ﷺ صلاتَه أقبل عليهم، ثم قال: «أحسنتُم» أو قال: «قد أصبتُم» يغبِطُهم أن صلُّوا الصلاة لوقتها.
وفي رواية: قال المغيرة: فأردت تأخير عبد الرحمن، فقال النبي ﷺ: «دعه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين. هذا حديث عظيم من صحيح البخاري، يحمل دروساً مهمة في فقه الصلاة واتباع السنة.

أولاً. شرح المفردات:


● تَبَرَّز: خرج لقضاء الحاجة.
● قِبَلَ الغَائِط: في جهة مكان قضاء الحاجة (الكُنف).
● إدَاوَةً: إناء صغير من جلد كان يُحفظ فيه الماء للوضوء.
● أفْزَعَ ذَلِكَ المُسْلِمِينَ: أقلقهم وخافوا أن تكون صلاتهم غير صحيحة.
● أَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ: كثروا من قول "سبحان الله" إشارة للتنبيه أو التعجب مما حصل.
● يُغْبِطُهُمْ: يمدحهم ويثني عليهم ويتمنى لهم الخير.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه كان في غزوة تبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم لقضاء حاجته قبل صلاة الفجر، وكان المغيرة يحمل معه الماء للوضوء. وعند عودتهما، وجدا أن المسلمين قد قدموا عبد الرحمن بن عوف إماماً لهم وقد بدأوا في صلاة الفجر. فدخل النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة مع المأمومين وأدرك الركعة الثانية فقط. فلما سلم الإمام عبد الرحمن بن عوف، قام النبي صلى الله عليه وسلم ليأتي بالركعة التي فاتته (أي الركعة الأولى). فاضطرب المسلمون وخافوا أن يكونوا قد أخطأوا في صلاتهم، فأكثروا من قول "سبحان الله" استغراباً للموقف. فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته، استقبلهم وطمأنهم بأنهم أحسنوا الصنيع بصلاتهم في وقتها.
وفي رواية أخرى أن المغيرة أراد أن يوقف عبد الرحمن بن عوف ليؤخر الصلاة انتظاراً لرسول الله، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "دعه"، أي اتركه يصلي.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز إمامة المفضول مع وجود الفاضل: فها هو عبد الرحمن بن عوف يصلي بالناس وبينهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على أنه يجوز تقديم من هو دون الآخر في الفضل للإمامة إذا كان أقرأهم أو أجودهم في الصلاة.
2- مشروعية إتمام المسبوق لما فاته: فعل النبي صلى الله عليه وسلم هو الأصل الذي نأخذ منه فقه صلاة المسبوق، حيث أتى بالركعة التي فاتته بعد سلام الإمام.
3- الحث على المحافظة على صلاة الجماعة أول الوقت: ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة بقوله "أحسنتم" أو "أصبتم" هو لأجل مبادرتهم إلى الصلاة في أول وقتها وعدم تأخيرها انتظاراً له.
4- عدم جواز تأخير الصلاة عن وقتها لأجل شخص معين: وهذا مستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم للمغيرة: "دعه"، حيث نهاه عن تأخير عبد الرحمن بن عوف عن الصلاة.
5- هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التواضع وعدم التطلع للمناصب: دخل صلى الله عليه وسلم المسجد فصلى مع الناس مأموماً خلف أحد أصحابه دون أي تردد أو حرج، وهذا غاية التواضع.
6- التنبيه بالتسبيح في الصلاة للرجال: فعل الصحابة حيث أكثروا من التسبيح عندما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يقوم ليتم صلاته، وهذا من السنن المهجورة اليوم.
7- جواز قضاء الحاجة قبل الصلاة: وذلك إذا أمن فوات الوقت، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث أصل في "باب إذا صلى ثم أدرك الإمام ولم يصل" في كتب الفقه، وهو دليل قوي على حكم المسبوق.
- الموقف يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على متابعة أفعال النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامهم بأمر الصلاة.
- يستحب للإمام إذا رأى منكراً في الصلاة أن ينبه المأمومين بالذكر المناسب كالتسبيح للرجال والتصفيق للنساء.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الطهارة (٤١) عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد - من ولد المغيرة بن شعبة، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة.
ورواه الشيخان من غير طريق مالك لأسباب. ذكرتها في المسح على الخفين - عن طريق عروة بن المغيرة، عن أبيه، واللفظ لمسلم (٢٧٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 511 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فأكثروا التسبيح لما أفزعهم قيام النبي صلى الله عليه وسلم ليتم

  • 📜 حديث: فأكثروا التسبيح لما أفزعهم قيام النبي صلى الله عليه وسلم ليتم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فأكثروا التسبيح لما أفزعهم قيام النبي صلى الله عليه وسلم ليتم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فأكثروا التسبيح لما أفزعهم قيام النبي صلى الله عليه وسلم ليتم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فأكثروا التسبيح لما أفزعهم قيام النبي صلى الله عليه وسلم ليتم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب