حديث: ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من من أمَّ قومًا وهم له كارهون

عن ابن عباس، عن رسول الله ﷺ قال: «ثلاثة لا تُرفع صلاتُهم فوق رؤُوسهم شبرًا. رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتتْ وزوجُها عليها ساخط، وأخوان متصَارِمان».

حسن: رواه ابن ماجه (٩٧١) قال: حدثنا محمد بن عمر بن هيَّاج، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، قال: حدثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكر الحديث.

عن ابن عباس، عن رسول الله ﷺ قال: «ثلاثة لا تُرفع صلاتُهم فوق رؤُوسهم شبرًا. رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتتْ وزوجُها عليها ساخط، وأخوان متصَارِمان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، معتمدًا في ذلك على كلام أهل العلم من شراح الحديث المعتمدين:

نص الحديث:


عن ابن عباس، عن رسول الله ﷺ قال: «ثلاثة لا تُرفع صلاتُهم فوق رؤُوسهم شبرًا. رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتتْ وزوجُها عليها ساخط، وأخوان متصَارِمان».


1. شرح المفردات:


● لا تُرفع صلاتُهم: أي لا تقبل صلاتهم أو لا تصعد إلى السماء.
● فوق رؤوسهم شبرًا: الشبر هو المسافة بين طرف الإبهام وطرف الخنصر عند بسط الكف، وهو كناية عن القرب وعدم الارتفاع، أي أن ثوابها قليل أو أنها لا تقبل.
● أمَّ قومًا: أي إمامًا يصلي بالناس.
● كارهون: مبغضون له، غير راضين عنه.
● باتت: أي نامت ليلتها.
● ساخط: غاضب، مُغضب.
● متصارمان: متخاصمان، متعاديان.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك ثلاثة أصناف من الناس لا تقبل صلاتهم، أو لا ترتفع إلى الله تعالى، أو لا يكتب لهم ثوابها الكامل، وهم:
- رجل يتقدم لإمامة الناس في الصلاة وهم غير راضين عنه.
- امرأة تبيت ليلتها وزوجها غاضب عليها.
- أخوان (أي مسلمان) بينهما عداوة وخصام.


3. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:



# أ) في الإمامة والمسؤولية:


- يشير الحديث إلى أهمية رضا المأمومين عن إمامهم، فالإمامة أمانة، وينبغي أن يكون الإمام موضع ثقة وقبول من الجماعة.
- إذا كرهه المأمومون لسبب شرعي (كفسقه أو جهله)، فإن صلاته لا تكتمل فضلاً وقبولاً.
- وهذا يحذر من التقدم للإمامة دون أهلية، أو مع وجود من هو أولى بها.

# ب) في حق الزوجية:


- يبين الحديث عظم حق الزوج على زوجته، حتى أن سخطه يؤثر على قبول طاعتها، ومنها الصلاة.
- يحث المرأة على إرضاء زوجها وعدم إغضابه، لأن رضاه من رضا الله، وسخطه من سخط الله.
- لا يعني هذا أن صلاتها باطلة، ولكنها تفقد الكمال والثواب الكامل بسبب تقصيرها في حق زوجها.

# ج) في العلاقات الاجتماعية:


- الخصومة والعداوة بين المسلمين من الأمور التي تحبط الأعمال أو تنقص ثوابها.
- يحث الحديث على المصالحة وإزالة الضغائن، لأن الخصام يمنع قبول الصلاة وغيرها من الأعمال.
- الأخوة الإيمانية تقتضي التعاون والتراحم، وليس القطيعة والخصام.

# د) في قبول الأعمال:


- يشير الحديث إلى أن الأعمال لا تقبل بمجرد أدائها بشكل صوري، بل لابد من توفر شروط القبول، ومنها سلامة القلب من الضغائن، وأداء الحقوق الواجبة.
- قد يكون العمل صحيحًا في ظاهره، لكنه لا يرتفع إلى الله بسبب معصية أو تقصير في حق آخر.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وابن ماجه في سننه، وحسنه بعض أهل العلم، وضعفه آخرون، ولكن معناه صحيح بما يشهد له من نصوص أخرى.
- المقصود بعدم الرفع هو عدم القبول أو نقص الثواب، وليس بطلان الصلاة، إلا إذا كان الإمام فاسقًا أو غير مؤهل شرعًا.
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في إرضاء الله تعالى بإصلاح علاقته مع الناس، كما أصلح علاقته مع ربه.


الخلاصة:


هذا الحديث تحذير من التقصير في حقوق الآخرين، فإن التقصير فيها يؤثر على قبول العبادات، وفيه حث على إرضاء الزوج، واختيار الإمام المناسب، وإصلاح ذات البين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٩٧١) قال: حدثنا محمد بن عمر بن هيَّاج، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، قال: حدثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكر الحديث.
وإسناده حسن فإن عبيدة بن الأسود وهو: ابن سعيد الهمداني قال فيه أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
وأمّا ما قاله ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٣٧): «يعتبر حديثه إذا روى، وبين السّماع في روايته وكان فوقه ودونه ثقات» ففيه إشارة إلى أنه مدلس. ولذا أورده الحافظ ابن حجر في «تعريف أهل التقديس» (رقم ٨٦). في المرتبة الثالثة من المدلسين، وهم الذين أكثروا من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرَّحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقًا، ومنهم من قبلهم.
والتحقيق أنّ عبيدة بن الأسود لم يكن معروفًا بالتدليس، ولذا لم يذكره الذهبي والحلبي والعلائي من المدلسين، كما لم يصفه أحد قبل ابن حبان بالتدليس، كما هو نفسه صحَّح هذا الحديث، فأخرجه في صحيحه (١٧٥٧) عن الحسن بن سفيان، حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، عن عبيدة بن الأسود به مثله.
وصحَّح هذا الإسناد البوصيريّ في زوائد ابن ماجه فقال: «إسناده صحيح ورجاله ثقات».
وفي الإسناد أيضًا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي قال فيه أبو حاتم: «شيخ لا أرى في حديثه إنكارًا»، وقال الدارقطني: «صالح يعتبر به»، وذكره ابن حبان في الثقات.
وحديث ابن عباس في هذا الباب من أمثل الأحاديث، وفي الباب أيضًا عن عبد الله بن عمرو وأنس وأبي أمامة وطلحة.
فأما حديث عبد الله بن عمرو فهذا لفظه: «ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاةً. من تقدم قومًا وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دِبارًا - والدبار: أن يأتيها بعد أن تفوته - ورجل اعتبد محرره».
رواه أبو داود (٥٩٣)، وابن ماجه (٩٧٠) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عمران بن عبد المعافري، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وفيه عبد الرحمن بن زياد وشيخه عمران ضعيفان.
وأما حديث أنس: «لعن رسولُ الله ﷺ ثلاثة: رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجل سمع حيَّ على الفلاح ثم لم يجب» فهو ضعيف. رواه الترمذي (٣٥٨) عن عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي، حدثنا محمد بن القاسم الأسدي، عن الفضل بن دَلْهَم، عن الحسن قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول فذكر الحديث.
قال الترمذي: حديث أنس لا يَصح، لأنه قد رُوي هذا الحديث عن الحسن، عن النبي ﷺ مرسل. وقال أيضًا: «ومحمد بن القاسم تكلم فيه أحمد بن حنبل وضعَّفه وليس بالحافظ». انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد حكى البخاري عن أحمد أنه كذَّبه، وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: «أحاديثه موضوعة، ليس بشيء»، وأما ابن معين فوثَقه في بعض الروايات، والحجة لمن علم على من لم يعلم.
وكذلك حديث أبي أمامة، رواه الترمذي (٣٦٠) عن محمد بن إسماعيل، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا الحسين بن واقد، حدثنا أبو غالب قال: سمعتُ أبا أمامة يقول: قال رسول الله
ﷺ: «ثلاثة لا تُجاوز صلاتُهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتتْ وزوجها عليها ساخط، وإمامُ قوم وهم له كارهون».
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأبو غالب اسمه: حزَوَّر».
قال الأعظمي: ليس كما قال، فإنه ضعيف، فإن أبا غالب ضعيف، ضعَّفه ابن سعد والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، وأما الدارقطني فوثَّقه، والحجة لمن علم على من لم يعلم، وقد ضعَّفه أيضًا البيهقي فقال: ليس بالقوي «السنن الكبرى» (٣/ ١٢٨).
وأما حديث طلحة بن عبيد الله فلفظه: أنه صَلَّى بقوم، فلما انصرف قال: إني نسيتُ أن أستأمركم قبل أن أتقدم، أرضيتُم بصلاتي؟ قالوا: نعم، ومن يكره ذلك يا حواري رسول الله ﷺ قال: إني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «أيما رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون لم تجزْ صلاتُه أذْنَيه» رواه الطبراني في الكبير من رواية سليمان بن أيوب الطلحي قال فيه أبو زرعة: عامة أحاديثه لا يتابع عليها، وقال صاحب الميزان: صاحب مناكير، وقد وُثِّق، كذا في «مجمع الزوائد» (٢٣٤٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 509 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا

  • 📜 حديث: ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب