يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه

حديث: يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ الله عز وجل يحب أن يؤتى رُخَصُهُ كما يُحِبُّ أن يؤتى عزائمه».

حسن: رواه الطبراني في «الكبير» (١١/ ٣٢٣)، والبزار «كشف الأستار» (٩٩٠) كلاهما من طريق حسين بن محمد الذارع، ثنا حصين بن نمير، ثنا هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ الله ﷿ يحب أن يؤتى رُخَصُهُ كما يُحِبُّ أن يؤتى عزائمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي رواه الإمام أحمد وابن خزيمة والحاكم وصححه، فيه توجيه نبوي عظيم في فهم التيسير في الشريعة الإسلامية.

شرح المفردات:

● يُحِبُّ: الإرادة والرضا، فمحبة الله هنا بمعنى رضاه وارتياحه لعمل عباده.
● رُخَصُهُ: جمع رخصة، وهي ما شرعه الله من تخفيف في بعض الأحكام عند وجود الأعذار الشرعية، مثل القصر والجمع في السفر، والفطر في رمضان للمريض والمسافر.
● عزائمه: جمع عزمه، وهي الأحكام الأصلية التي يجب العمل بها عند عدم وجود الأعذار، مثل إتمام الصلاة، وصوم رمضان.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يرضى ويسر عندما يعمل عباده بالرخص الشرعية التي أباحها لهم عند وجود الأعذار، كما يرضى ويسر عندما يؤدون الفرائض والواجبات الأصلية. فليس العمل بالرخصة نقصاً أو تقصيراً، بل هو امتثال لأمر الله واتباع لشرعه.

الدروس المستفادة منه:

1- التيسير سنة ربانية: الشريعة الإسلامية مبنية على التيسير ورفع الحرج، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.
2- الرخصة ليست نقصاً: لا ينبغي للمسلم أن يستحي أو يتردد في الأخذ بالرخصة الشرعية عندما تتوفر شروطها، كالفطر في السفر أو المرض، فإن ذلك من الدين.
3- الموازنة بين العزيمة والرخصة: المسلم الحكيم هو الذي يعرف متى يعمل بالعزيمة ومتى يعمل بالرخصة، دون تفريط ولا تشدد.
4- محبة الله تعالى: العمل بالرخصة عند وجود سببها يدل على محبة العبد لربه، لأنه يمتثل أمره ويتبع هديه.

معلومات إضافية مفيدة:

- من الأمثلة على الرخص الشرعية: المسح على الخفين، الجمع بين الصلاتين، الفطر في السفر والمرض، وغيرها.
- العلماء قسموا الأحكام إلى: عزيمة (الأصل) ورخصة (الاستثناء عند وجود العذر).
- لا يجوز الأخذ بالرخصة دون وجود عذر شرعي، فإن ذلك من التلاعب بالدين.
فالحديث يدعونا إلى فهم الشريعة فهمًا متوازنًا، فلا تشدد فيترك الرخصة، ولا تهاون فيترك العزيمة، بل اتباع للشرع في كل حال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في «الكبير» (١١/ ٣٢٣)، والبزار «كشف الأستار» (٩٩٠) كلاهما من طريق حسين بن محمد الذارع، ثنا حصين بن نمير، ثنا هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن لأجل حسين بن محمد الذارع، وثَّقه النسائي، وقال أبو حاتم: «صدوق»، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج الحديث في صحيحه (٣٥٤) من هذا الطريق.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٦٢): «رجال البزار ثقات وكذلك رجال الطبراني».
قال الأعظمي: وللحديث أسانيد أخرى غير أن ما ذكرته أصحها.
ورُوي هذا الحديث عن الصحابة الآخرين أيضًا ولكن لم يصح منها إلَّا ما ذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1083 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه

📜 حديث: يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية