حديث: يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الجمع بين الصلاتين في السَّفر
متفق عليه: رواه مالك في قصر الصلاة (٣) عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ".
أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
شرح الحديث:
# 1. شرح المفردات:
● عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ: أي أسرع في السفر واشتد به، إما لظلمة الليل أو خوف عدو أو مشقة طريق، أو لرغبته في التخفيف على أصحابه.
● يَجْمَعُ بَيْنَ: أي يؤخر صلاة المغرب إلى وقت العشاء، فيصليهما together في وقت صلاة العشاء. وهذا يسمى "جمع التأخير".
# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان إذا كان مسافرًا وأسرع في سيره (أي كان سيره شاقًا أو متعبًا)، فإنه كان يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، فيصليهما في وقت العشاء، تأخيرًا للمغرب وجمعًا لها مع العشاء.
وهذا الجمع هو من رخص السفر التي شرعها الله تعالى لتخفيف المشقة على المسافرين، وهو دليل على سماحة الإسلام ويسره.
# 3. الدروس المستفادة منه:
● يسر الإسلام ورفع الحرج: الشرع الحكيم يراعي ظروف الناس ويرفع عنهم المشقة، خاصة في حالات السفر.
● مشروعية الجمع في السفر: يجوز للمسلم المسافر أن يجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، سواء كان سائرًا أو نازلًا، إذا كان السفر مباحًا وطويلاً (تقريبًا 80 كم فما فوق حسب多数 أهل العلم).
● حكمة الجمع: التيسير على الأمة وتخفيف العبء عنها، ودفع المشقة عنها، خاصة مع ظلمة الليل أو شدة التعب.
● اتباع سنة النبي ﷺ: فعل النبي ﷺ هذا يدل على أن هذه سنة عملية يقتدى به فيها، ولا حرج على المسلم في الأخذ بهذه الرخصة.
● أن الجمع يكون للعذر: الجمع مرتبط بسبب شرعي وهو السفر أو المطر أو المرض، وليس أمرًا مطلقًا يفعل بدون سبب.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
● صيغة الجمع: الجمع في هذا الحديث هو "جمع تأخير"، حيث يؤخر المغرب إلى وقت العشاء. ويوجد أيضًا "جمع تقديم"، حيث يقدم العصر إلى وقت الظهر فيجمع بينهما في وقت الظهر.
● حكم الجمع: جمهور العلماء على أن الجمع في السفر سنة ومستحب وليس بواجب، فمن شاء جمع ومن شاء صلى كل صلاة في وقتها.
● كيفية الجمع: يصلي المسافر الصلاتين جمعًا بآذان واحد وإقامتين (أي يؤذن للصلاة الأولى ثم يقيم ويصليها، ثم يقيم للصلاة الثانية ويصليها)، أو بآذان واحد وإقامة واحدة للصلاة الثانية، والأمر في هذا واسع.
● لا قصر مع الجمع: يجوز للمسلم أن يجمع بدون قصر (أي يصلي الصلاتين كاملتين بأربع ركعات إذا كانت الرباعية)، والقصر (أي صلاة الرباعية ركعتين) سنة مستقلة عن الجمع.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
رواه مسلم في قصر صلاة المسافرين (٧٠٣) من طريق مالك به مثله.
ورواه الشيخان: البخاري في تقصير الصلاة (١١٠٦)، ومسلم، كلاهما من حديث سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه (هو عبد الله بن عمر) قال: كان النبي ﷺ يجمع بين المغرب والعشاء إذا جدَّ به السيرُ.
وعندهما أيضًا البخاري (١٠٩١)، ومسلم من طريقين أُخريَيْن عن الزّهريّ، عن سالم بن عبد الله أنَّ أباه قال: رأيت رسول الله ﷺ إذا أعجلة السير في السفر يؤخر صلاة المغرب حتى يجمع بينها وبين صلاة العشاء.
وفي رواية عند مسلم من حديث عبيد الله، عن نافع، أنَّ ابن عمر كان إذا جدَّ به السير جمع بين
المغرب والعشاء بعد أن يغيب الشفقُ، ويقول: إنّ رسول الله ﷺ كان إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء.
وفي المسند (٥١٢٠) أنَّ ابن عمر استُصِرخ على صفية وهو بمكة فسار حتى غربت الشمس، وبَدَتِ النجوم، فقال: إنَّ النبيَّ ﷺ كان إذا عجل به أمر في سفر جمع بين هاتين الصلاتين، فسار حتى غاب الشفق، فنزل فجمع بينهما.
وفي البخاري معلقًا (١٠٩٢): وأخرَّ ابن عمر المغرب، وكان استُصرخَ على امرأته صفية بنت أبي عبيد، فقلت له (القائل هو سالم) الصلاة. فقال ير. فقلت: الصلاة، فقال: سِر، حتى سار ميلين، أو ثلاثة، ثم تزل فصلَّى ثم قال: هكذا رأيت النبي ﷺ يُصلِّي إذا أعجله السير.
ورواه بإسناد متَّصل في كتاب الجهاد (٣٠٠٠) عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: كنتُ مع عبد الله بن عمر بطريق مكَّة، فبلغه عن صفيَّة بنت أبي عبيد شدَّةُ وَجَع، فأسرع السَير، حتَّى إذا كان بعد غُرُوبِ الشفق نزل فصلَّى المغربَ والعتمةَ يجمعُ بينهما وقال: إنِّي رأيتُ النبيَّ ﷺ إذا جدَّ به السيرُ، أخرَّ المغربَ وجمعَ بينهما.
قال الحافظ ابن حجر: «فأفادت هذه الرواية تعيينَ السفر المذكور، ووقت انتهاء السير، والتصريح بالجمع بين الصلاتين» «الفتح» (٢/ ٥٧٣).
واستُصْرِخ: بالضم، أي اسُتِغيث بصوت مرتفع، وهو الصراخ بالخاء المعجمة.
وصفية هي: بنت أبي عبيد، وهي زوجة عبد الله بن عمر ولدت له واقدًا، وأبا بكر، وأبا عبيدة، وعبيد الله، وعمر، وحفصة، وسودة، وقد عاشت طويلة وأسنَّتْ، فكانت تطوف على الراحلة.
وأما ما رُوي عن ابن عمر قال: ما جمع رسول الله ﷺ بين المغرب والعشاء فط في السفر إلا مرَّة. فهو منكر،
رواه أبو داود (١٢٠٩) عن قتيبة، حدّثنا عبد الله بن نافع، عن أبي مودود، عن سليمان بن أبي يحيى، عن ابن عمر فذكره.
في إسناده عبد الله بن نافع أبو محمد المخزومي، مولاهم المدني الصائغ ليِّن الحفظ تكلم عليه المنذري في المختصر بالتفصيل، وهو مخالف لما في الصحيحين وغيرهما، وقد أعلَّه أبو داود بأنَّه موقوف على ابن عمر قائلًا: «وهذا يُروى عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا على ابن عمر، أنَّه لم يُر ابن عمر جمع بينهما قط إلا تلك اللَّيلة - يعني ليلة استصرخ على صفيَّة، ورُوي عن مكحول، عن نافع أنه رأى ابن عمر فعل ذلك مرة أو مرتين» انتهى.
ولكن روايته في الصحيحين وغيرهما تدل على أنَّ من عادة النبيِّ ﷺ أنَّه كان يجمع بين الصلاتين في السفر، وعلى هذا فما رُوي من فعل ابن عمر بأنه لم ير جمع بين الصلاتين إلا ليلة استصرخ على صفية، أو جمع مرَّة أو مرَّتين مخالفٌ لفعل النبي ﷺ، وكذلك لا يصح ما رواه أبو
داود (١٢٦٢) من طريق محمد بن فُضيل، عن أبيه، عن نافع وعبد الله بن واقد، أنَّ مؤْذن ابن عمر قال: الصلاة. قال: سِرْ سِرْ حتَّى إذا كان قبل غروب الشفق نزل فصلي المغرب، ثم انتظر حتى غاب الشفق، وصلى العشاء، ثم قال: إنَّ رسول الله ﷺ كان إذا عجل به أمرٌ صنع مثل الذي صنعتُ، فسار في ذلك اليوم والليلة مسيرة ثلاث، فإنَّه شاذ، لأن فُضيل بن غزوان خالف أصحاب نافع، قال البيهقي (٣/ ١٦٠): «اتفقت رواية يحيى بن سعيد الأنصاري وموسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر وأيّوب السختياني وعمر بن محمد بن زيد، عن نافع على أنَّ جمع ابن عمر بين الصلاتين كان بعد غيبوبةِ الشفق، وخالفهم من لا يُداليهم في حفظ أحاديث نافع، ثم قال: ورواية الحفاظ من أصحاب نافع أولي بالصّواب» انتهى.
وأعتقد أن الخطأ ليس من فُضيل بن غزوان لأنَّه ثقة ضابط، ولكن من ابنه محمد الذي وصفه بالوهم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1095 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 1070 اللهم انج الوليدَ
- 1071 كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم
- 1072 قنت رسول الله شهرًا يدعو على رِعْل وذكوان وعُصية
- 1073 رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة
- 1074 فُرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر
- 1075 فرض الله الصلاة في الحضر أربعًا وفي السفر ركعتين
- 1076 صلاة السفر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان
- 1077 صلاة السفر في القرآن
- 1078 عن قصر الصلاة صدقة من الله فاقبلوا صدقته
- 1079 {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} في صلاة العشاء
- 1080 خرج رسول الله ﷺ من المدينة إلى مكة لا يخاف...
- 1081 صلاة المسافر ركعتين مع النبي وأبي بكر وعمر
- 1082 يُحِبُّ الله أن تُؤتَى رُخَصُه
- 1083 يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه
- 1084 يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
- 1085 صلاة الظهر أربعًا والعصر ركعتين في السفر
- 1086 كما رأيت رسول الله ﷺ يفعل
- 1087 كان رسول الله إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال صلى ركعتين
- 1088 كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
- 1089 أقام النبي تسعة عشر يقصر
- 1090 أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة
- 1091 حديث رقم 2781
- 1092 صليت مع رسول الله بمنى ركعتين
- 1093 صلى رسول الله ﷺ بمنى ركعتين
- 1094 صلى النبي ﷺ بمنى ركعتين
- 1095 يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
- 1096 إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت...
- 1097 الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر
- 1098 جمع النبي بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر.
- 1099 جمع النبي بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
- 1100 يجمع بين الصلاتين في السفر
- 1101 صلاة الظهر والعصر جميعًا في غير خوف ولا سفر
- 1102 صلى النبي المغرب والعشاء والفجر قبل ميقاتها
- 1103 كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي...
- 1104 صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه
- 1105 لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها
- 1106 يصلي النبي على راحلته حيث توجهت به
- 1107 يُسَبِّح النبي على الراحلة قبل أي وجه توجه
- 1108 يُصلي على راحلته حيث توجَّهَتْ
- 1109 لا يُرَخَّص للنساء أن يُصلين على الدواب
- 1110 يُصَلِّي على راحلته أينما توجَّهت يومئُ
- 1111 يُصلي على حمار وهو متوجه إلى خيبر
- 1112 كان رسول الله ﷺ يُصلي على راحلته حيث كان وجهه
- 1113 صلاة النبي على حمار لغير القبلة
- 1114 كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة
- 1115 يُصَلِّي على راحلته نحو المشرق، والسجود أخفضُ من الركوع
- 1116 صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ في غزوة نجد
- 1117 صلاة الخوف يوم ذات الرقاع مع النبي ﷺ
- 1118 صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ في غزوة جهينة
- 1119 صلاة الخوف مع رسول الله ﷺ كما يصنع الحرس
معلومات عن حديث: يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
📜 حديث: يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








