حديث: يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استحباب قصر الصلاة في السفر
حسن: رواه الإمام أحمد (١٢٦١٥) عن حسين بن محمد، حدثنا خلف، عن حفص، عن أنس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن حفص، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: انطلق بنا إلى الشام إلى عبد الملك، ونحن أربعون رجلًا من الأنصار ليفْرِضَ لنا. فلما رجع وكنا بفجِّ الناقة صلى بنا الظهر ركعتين، ثم سلَّم، ودخل فُسْطَاطَه، وقام القوم يُضيفون إلى ركعتيه ركعتين أخريين. قال: فقال: قبَّح الله الوجوه، فوالله! ما أصابتِ السنةَ، ولا قَبِلتِ الرخصةَ، فأشهد لسمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إن أَقوامًا يتعمقون في الدين، يمرُقُون كما يمرُقُ السهمُ من الرمية».
1. شرح المفردات:
● انطلق بنا إلى الشام إلى عبد الملك: أي سافرنا إلى الشام لمقابلة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
● ليفْرِضَ لنا: أي ليعطينا "الفَرْض" وهو العطاء أو الرزق الذي كانت الدولة توزعه على المجاهدين وأهل الفضل.
● بفج الناقة: مكان معروف بين مكة والمدينة، سمي بذلك لأن ناقة النبي ﷺ بركت فيه في غزوة تبوك.
● فُسْطاطه: خيمته أو مكان إقامته المؤقت.
● يُضيفون إلى ركعتيه ركعتين أخريين: أي أتموا الصلاة أربع ركعات ظنًا منهم أن الصلاة قصرت خطأ.
● قبَّح الله الوجوه: دعاء بتقبيح الوجوه، ويعبر عن الاستنكار الشديد لفعله.
● ما أصابتِ السنةَ، ولا قَبِلتِ الرخصةَ: أي لم تفعلوا وفق السنة الصحيحة، ولم تقبلوا الرخصة الشرعية (وهي قصر الصلاة في السفر).
● يتعمقون في الدين: يتشددون ويتنطعون في أمور الدين بغير علم.
● يمرُقُون كما يمرُقُ السهمُ من الرمية: أي يخرجون من الدين خروجًا سريعًا وخفيًا كما يخرج السهم من الصيد عندما يصيبه ويخترقه.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يحكي أنس بن مالك رضي الله عنه قصة سفرهم كمجموعة من الأنصار إلى الشام لمقابلة الخليفة عبد الملك بن مروان. وفي طريق العودة، صلى بهم أنس صلاة الظهر ركعتين (قصرًا للسفر)، ثم سلم ودخل خيمته. لكن بعض الصحابة ظنوا أن ذلك كان سهوًا، فأتموا الصلاة أربعًا. فغضب أنس واستنكر فعلهم بشدة، لأنهم تركوا السنة (وهي قصر الصلاة في السفر) ولم يقبلوا الرخصة التي شرعها الله لهم، ثم استشهد بحديث النبي ﷺ الذي يحذر من المتشددين في الدين الذين يتنطعون حتى يخرجوا من الدين.
3. الدروس المستفادة منه:
1- وجوب الأخذ برخص الشرع: الرخصة في الدين مشروعة، ورفضها يعتبر مخالفة للسنة. فقصر الصلاة في السفر سنة مؤكدة، وتركها تشدد غير مطلوب.
2- ذم التنطع والتشدد: الحديث يحذر من الغلو في الدين والتشدد بغير دليل، لأن ذلك قد يؤدي إلى الخروج عن جادة الصواب بل والخروج من الدين نفسها.
3- اتباع السنة وعدم الابتداع: يجب على المسلم أن يتبع السنة كما جاءت، دون زيادة أو نقصان، وعدم الاجتهاد في موضع النص.
4- خطورة الاستدراك على أفعال الصحابة: الصحابة هم أعلم الناس بالسنة، والاستدراك على فعلهم بغير علم يعتبر جهلاً وخطأً كبيرًا.
5- التعامل مع الفقهاء والعلماء بتوقير: أنس بن مالك هو صحابي جليل، وكانوا أعلم الناس بسنة النبي ﷺ، فمخالفته في فعلٍ سنه النبي تدل على جهل بالمقاصد الشرعية.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- القصر في السفر سنة مؤكدة، سواء كان سفر طاعة أو معصية (على خلاف بين العلماء)، ولكن الأفضل هو القصر كما فعل أنس.
- الحديث يندرج تحت التحذير من الغلو في الدين، وهو ما حذر منه النبي ﷺ في أحاديث أخرى، مثل: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» (رواه مسلم).
- أنس بن مالك استشهد بحديث النبي ﷺ في المروق من الدين، وهو يشبه حديث الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب، وقد وصفهم النبي ﷺ بنفس الصفة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يبصرنا بسنة نبيه ﷺ، ويجنبنا الغلو والتشدد. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن لأجل خلف وهو: ابن خليفة بن صاعد وثقه ابن سعد والعجلي، وقال ابن معين والنسائي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: «صدوق».
قال الأعظمي: ومثله بحسن حديثه، وهو من رجال مسلم.
وحفص هو: ابن أخي أنس بن مالك، واسم أبيه عمر، وسماه البخاري «عبد الله» وترجم له في التاريخ الكبير (٢/ ٣٦٠) فقال: حفص بن عبد الله بن أبي طلحة، ابن أخي أنس الأنصاري، سمع منه خلف بن خليفة. وروى النضر بن محمد، عن عكرمة بن عمار قال: حدثني حفص بن عمر بن أبي طلحة: صبحت أنس بن مالك إلى الشام، فرأى قومًا يتطوعون في السفر، فتردد البخاري في اسم أبيه، ولكن ترجمته باسم حفص بن عبد الله يشير إلى ترجيح أن اسم أبيه «عبد الله»، ورجَّح الحافظ في التهذيب أن اسمه: «عمر» والله أعلم بالصواب، وهو صدوق، وثَّقه الدارقطني، وقال أبو حاتم: «صالح الحديث». وذكره ابن حبان في الثقات.
والمرفوع منه أخرجه البزار وغيره، وسيذكر في الموضع المناسب.
تنبيه: تحرف في «المجمع» (٢٩٤١): خلف عن حفص إلى «خلف بن حفص» فقال الحافظ الهيثمي: «رواه أحمد، وخلف بن حفص لم أجد من ترجمه» فلعله كان هكذا في نسخة أحمد عنده.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1084 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 1059 بعث النبي سبعين رجلاً يقال لهم القراء فقتلوا
- 1060 دعاء النبي على قتلة أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحًا
- 1061 استمدوا رسول الله فأمدهم بسبعين من الأنصار
- 1062 اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن...
- 1063 اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان
- 1064 دعاء النبي على بعض المشركين في الصلاة
- 1065 اللهم العَنْ فُلانًا وفُلانًا
- 1066 يقنتُ في الصبح والمغرب
- 1067 قنت رسول الله شهرًا يدعو على أحياء من العرب
- 1068 اللهم أنج الوليد بن الوليد
- 1069 كانوا يَقْنُتُون؟ قال: أي بُنيَّ محدَثٌ
- 1070 اللهم انج الوليدَ
- 1071 كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم
- 1072 قنت رسول الله شهرًا يدعو على رِعْل وذكوان وعُصية
- 1073 رفع يديه يدعو عليهم كلما صلى الغداة
- 1074 فُرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر
- 1075 فرض الله الصلاة في الحضر أربعًا وفي السفر ركعتين
- 1076 صلاة السفر ركعتان وصلاة الجمعة ركعتان
- 1077 صلاة السفر في القرآن
- 1078 عن قصر الصلاة صدقة من الله فاقبلوا صدقته
- 1079 {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} في صلاة العشاء
- 1080 خرج رسول الله ﷺ من المدينة إلى مكة لا يخاف...
- 1081 صلاة المسافر ركعتين مع النبي وأبي بكر وعمر
- 1082 يُحِبُّ الله أن تُؤتَى رُخَصُه
- 1083 يُحب الله أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه
- 1084 يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
- 1085 صلاة الظهر أربعًا والعصر ركعتين في السفر
- 1086 كما رأيت رسول الله ﷺ يفعل
- 1087 كان رسول الله إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال صلى ركعتين
- 1088 كان يُصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة
- 1089 أقام النبي تسعة عشر يقصر
- 1090 أقام النبي ﷺ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة
- 1091 حديث رقم 2781
- 1092 صليت مع رسول الله بمنى ركعتين
- 1093 صلى رسول الله ﷺ بمنى ركعتين
- 1094 صلى النبي ﷺ بمنى ركعتين
- 1095 يجمع بين المغرب والعشاء إذا عجل به السير
- 1096 إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت...
- 1097 الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر
- 1098 جمع النبي بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر.
- 1099 جمع النبي بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
- 1100 يجمع بين الصلاتين في السفر
- 1101 صلاة الظهر والعصر جميعًا في غير خوف ولا سفر
- 1102 صلى النبي المغرب والعشاء والفجر قبل ميقاتها
- 1103 كان رسول الله إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي...
- 1104 صلاة السفر ركعتان من فعل النبي وأصحابه
- 1105 لا يسبح في الصلاة في السفر قبل الصلاة ولا بعدها
- 1106 يصلي النبي على راحلته حيث توجهت به
- 1107 يُسَبِّح النبي على الراحلة قبل أي وجه توجه
- 1108 يُصلي على راحلته حيث توجَّهَتْ
معلومات عن حديث: يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
📜 حديث: يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يتعمقون في الدين فيمرقون كما يمرق السهم من الرمية
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








