حديث: من طعام أو شراب قبل صلاة العيد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الأكل قبل الخروج في الفطر دون الأضحى

عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: إن استطعتم أن لا يغدوُ أحدكم يوم الفطر حتى يطعم فليفعلْ. قال: فلم أدعْ أن آكُل قبل أن أغدوَ منذ سمعتُ ذلك من ابن عباس، فآكل من طرف الصَريقة الأُكلةَ، أو أشربُ اللبن، أو الماءَ.
قال الأعظمي: فعلامَ يُؤوَّلُ هذا؟ قال: سمعه أظنُّ عن النبي ﷺ قال: كانوا لا يخرجون حتى يمتدَّ الضحاءُ، فيقولون: نطعمُ لئلا نُعجلَ عَن صلاتنا.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٨٦٦) عن عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء فذكره.

عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: إن استطعتم أن لا يغدوُ أحدكم يوم الفطر حتى يطعم فليفعلْ. قال: فلم أدعْ أن آكُل قبل أن أغدوَ منذ سمعتُ ذلك من ابن عباس، فآكل من طرف الصَريقة الأُكلةَ، أو أشربُ اللبن، أو الماءَ.
قال الأعظمي: فعلامَ يُؤوَّلُ هذا؟ قال: سمعه أظنُّ عن النبي ﷺ قال: كانوا لا يخرجون حتى يمتدَّ الضحاءُ، فيقولون: نطعمُ لئلا نُعجلَ عَن صلاتنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل وعالم الأمة حبرها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يحمل مسألة فقهية مهمة تتعلق بآداب يوم عيد الفطر. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● يَغْدُو: يذهب ويخرج من بيته لصلاة العيد.
● يُطْعِم: يأكل شيئاً من الطعام.
● الصَّريْقة: (بفتح الصاد وكسر الراء) هي التمر، وقيل: التمر المخلوط بالسمن أو اللبن.
● الأُكْلَة: اللقمة أو الكمية القليلة من الطعام.
● يَمْتَدَّ الضَّحَاء: يقوى ضوء النهار ويعلو، أي حين ترتفع الشمس قيد رمح في السماء (وقت الضحى).

ثانياً. شرح الحديث والمعنى الإجمالي:


يخبرنا التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يوصي الناس بقوله: "من استطاع ألا يخرج إلى مصلى العيد حتى يأكل شيئاً من الطعام، فليفعل ذلك".
ولم يكن هذا مجرد قول يسمعه عطاء وينساه، بل تحول إلى عمل دائم، حيث يقول عطاء: "فلم أدع أن آكل قبل أن أغدو منذ سمعت ذلك من ابن عباس"، أي أنه التزم بهذه السنة ولم يخرج إلى صلاة العيد صائماً أبداً بعد أن سمع هذه الوصية. وكان يأكل تمرةً أو يشرب لبناً أو ماءً، ولو بكمية قليلة.
ثم يسأل الراوي (الأعظمي) عطاءً عن حكمة هذه السنة وعن مستندها، فيجيبه عطاء بأنه يظن أن ابن عباس سمعه من النبي ﷺ، ثم يشرح الحكمة التي كان الصحابة يذكرونها لفعلهم هذا، وهي: "لئلا نُعجل عن صلاتنا"، أي حتى لا يظن من يرانا أننا نتعجل الانصراف من الصلاة بسبب شدة الجوع، بل نكون قد شبعنا فأدينا الصلاة بخشوع وطمأنينة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في المسألة:


1- مشروعية الأكل قبل الخروج لصلاة عيد الفطر: هذا هو الحكم الرئيسي المستفاد من الأثر. وهو سنة مؤكدة عند جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة) استحباباً، وخالف في ذلك المالكية فلم يستحبوه.
2- الحكمة من الأكل: كسر حالة الصوم التي اعتادها المسلم طوال شهر رمضان، وإظهار الفرحة والسرور بالعيد، وهو من شعائر الإسلام. كما أن فيه مخالفة لأهل الكتاب الذين كانوا لا يفطرون في عيدهم حتى يصلوا.
3- القدر المستحب للأكل: لا يشترط أن يكون أكلاً كثيراً، بل المقصود هو تحقيق السنة، ولو بأكل تمرة أو شرب جرعة ماء، كما فعل عطاء.
4- الفقه النبوي في السلوكيات: ينبهنا هذا الأثر إلى دقة الصحابة في فهمهم لرسالة الإسلام وكماله. فلم يكونوا ليؤدوا العبادة بشكل يظنه الناس ناقصاً أو معيباً، فحرصوا على أن تظهر صلاتهم بخشوعها الكامل بعيداً عن أي شبهة تعجل أو انشغال.
5- اتباع السنة والعمل بها: نرى في موقف عطاء قدوة في سماع العلم والعمل به فوراً، والمداومة عليه، وهذا هو شأن السلف الصالح.

رابعاً. معلومات إضافية:


- في رواية للبخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ". وهذه الرواية تصحح ظن عطاء وتؤكد أن الأصل في هذه السنة هو فعل النبي ﷺ.
- يستحب أن يكون الأكل من التمر وتراً (ثلاثاً أو خمساً...) اقتداءً بالنبي ﷺ.
- هذه السنة خاصة بعيد الفطر فقط، أما في عيد الأضحى فالسنة هي عدم الأكل حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يعيد علينا هذه الأيام باليمن والإيمان والسلامة والإسلام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٨٦٦) عن عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء فذكره. والحديث في «مصنف عبد الرزاق» (٥٧٣٤) إلَّا أنَّه زاد فيه تفسير طرف الصريقة فقال: قلنا له (القائل ابن جريج) ما الصريقة؟ فقال: خبز الرقاق الأكلة، وزاد فيه أيضًا: أو النبيذ - بعد اللبن.
وقال في آخره: قال: وربما غدوتُ ولم أذق إلَّا الماء. ابن عباس القائل. وأخرجه أيضًا الطبراني في «الكبير» (١١٤٢٧) من طريق عبد الرزاق، وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من طعام أو شراب قبل صلاة العيد

  • 📜 حديث: من طعام أو شراب قبل صلاة العيد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من طعام أو شراب قبل صلاة العيد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من طعام أو شراب قبل صلاة العيد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من طعام أو شراب قبل صلاة العيد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب