فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان

حديث: فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان

عن طارق بن شهابٍ قال: أوَّل من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصّلاةِ مروان. فقام إليه رجل، فقال: الصّلاة قبل الخطبةِ! فقال: قد تُرِك ما هنالك فقال أبو سعيد: أمَّا هذا فقد قضى ما عليه. سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان (٤٩) من طريق سفيان وشعبة كلاهما عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهابٍ فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي ذكرته، وأسأل الله أن ينفع به:
الحديث: عن طارق بن شهاب قال: أوَّل من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصّلاةِ مروان. فقام إليه رجل، فقال: الصّلاة قبل الخطبةِ! فقال: قد تُرِك ما هنالك فقال أبو سعيد: أمَّا هذا فقد قضى ما عليه. سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

1. شرح المفردات:

● مروان: هو مروان بن الحكم، كان واليًا على المدينة من قبل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
● قد تُرك ما هنالك: أي ترك العمل بالسنة في هذه المسألة، وتعني أن الأمر تغير ولم يعد الناس يعملون بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
● قضى ما عليه: أي أدى ما وجب عليه من النصيحة والإنكار.
● منكرًا: كل ما يعرفه الشرع بأنه مخالف لأمر الله ورسوله.
● بيده: بالتغيير الفعلي إذا كان له سلطة وقدرة.
● بلسانه: بالكلام والنصيحة والبيان.
● بقلبه: بأن يكره المنكر ويبغضه في نفسه، ولا يرضى به.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يجمع بين قصة واقعية وحكم شرعي عظيم:
● القصة: يروي طارق بن شهاب أن مروان بن الحكم – حين كان واليًا على المدينة – بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة، مخالفًا بذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي أولاً ثم يخطب. فقام إليه رجل (وهو أبو سعيد الخدري كما في روايات أخرى) وأنكر عليه ذلك قائلاً: "الصلاة قبل الخطبة!" أي أن السنة هي أن تصلى الصلاة أولاً ثم الخطبة. فرد مروان قائلاً: "قد ترك ما هنالك"، أي أن الناس تركوا هذه السنة ولم يعملوا بها. فقال أبو سعيد الخدري: "أما هذا فقد قضى ما عليه"، أي أن هذا الرجل قد أدى ما عليه من الواجب بالإنكار باللسان.
● الحديث النبوي: ثم استشهد أبو سعيد الخدري رضي الله عنه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يبين مراتب إنكار المنكر، وهي ثلاث:
1- التغيير باليد: لمن كان له سلطة وقدرة، كالحاكم والأب في أهله.
2- التغيير باللسان: بالكلام والنصيحة والتعليم، وهو واجب على كل من يستطيع ذلك.
3- التغيير بالقلب: بأن يكره المنكر ويبغضه، وهذا最低 درجة الإيمان ولا يسقط عن أحد.

3. الدروس المستفادة منه:

● وجوب إنكار المنكر حسب الاستطاعة: فمن رأى منكرًا يجب عليه أن يغيره بحسب قدرته، وليس له أن يسكت عنه.
● مراتب الإنكار: تبدأ بالقوة والسلطة ثم بالنصيحة والكلام ثم بالكراهية القلبية، ولا يجوز القفز عن مرتبة إلى أخرى دون عذر.
● الصبر على المشقة في الإنكار: فقد يواجه المنكر برد فعل أو استهجان، ولكن ذلك لا يمنع من أداء الواجب.
● الحكمة في الإنكار: كما فعل الرجل الذي أنكر على مروان بالكلام المهذب والدليل الواضح.
● التذكير بالسنة: والحرص على عدم تركها بسبب تغير الزمن أو الناس.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- السنة في صلاة العيد أن يبدأ الإمام بالصلاة أولاً ثم يخطب بعدها، بخلاف صلاة الجمعة التي تبدأ بالخطبة أولاً ثم الصلاة.
- الحديث يدل على أن إنكار المنكر فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين، ولكنه قد يتعين على الشخص إذا كان هو الوحيد الذي يعلم أو يستطيع.
- من لم ينكر المنكر بقلبه فقد نقص إيمانه، وأ弱 الإيمان هو الذي لا يبقى معه إلا مجرد الكراهية بالقلب دون القدرة على التغيير.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه مسلم في الإيمان (٤٩) من طريق سفيان وشعبة كلاهما عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهابٍ فذكره.
وسياق هذا الحديث يخالف ما قبله فإنَّه صريح في أنَّ أبا سعيد هو الذي أنكر. وقد أجاب النوويّ بأجوبة وأطال فيها. والذي أميل إليه لعل إنكار أبي سعيد وقع بينه وبين مروان، وإنكار الآخر وقع على رؤوس الناس وأقر أبو سعيد إنكار هذا الرّجل، واستدل له بحديث النَّبِيّ ﷺ، والله تعالى أعلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 28 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان

📜 حديث: فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية